صمود وانتصار

السعودية تعمق خلافاتها مع مصر بزيارة مستشار الملك السعودي لسد النهضة الاثيوبي

الصمود /

زار أحمد الخطيب مستشار العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز سد النهضة الإثيوبي، فيما رأى فيه البعض في مصر تصعيداً من الرياض في علاقاتها مع القاهرة. كما تأتي كخطوة داعمة لمساع واهداف للكيان العدو الإسرائيلي.

وخلال الزيارة اجتمع مستشار الملك السعودي الرئيس الوزراء الاثيوبي هيلي ماريام ديسالين وعدد من كبار المسؤولين في اثيوبيا، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة.

من جانبه دعا رئيس الوزراء الإثيوبي المسؤولين السعوديين إلى دعم سد النهضة مادياً، والاستثمار في اثيوبيا، وفوق ذلك الاتفاق على مشاركة المستثمرين السعوديين في مجالات الاستثمار المختلفة في أديس أبابا.

فيما تأتي الخطوة السعودية متناغمة مع مساعي كيان العدو الإسرائيلي أيضا بل وداعمة لها فإنها تخلف الخطوة السعودية “شرخا” يتسع يوما بعد يوم، على صعيد العلاقة “المتأزمة” بين البلدين.. وسوف تزيد من هوة الخلاف، وتفتح الأبواب واسعة على “حرب المكائد” بين البلدين.

واعتبرت أوساط سياسية في القاهرة، زيارة مستشار الملك السعودي لسد النهضة تشكل “سابقة خطيرة” و”مكيدة علنية” للإضرار بمصالح 92 مليون مصري.

واعتبر الكثير من المتابعين المصريين الزيارة السعودية بـ”المكيدة السياسية” وفي اطار الرد على الموقف المصري الآخذ في التباعد مع المملكة منذ تصويت مصر لصالح المشروع الروسي في مجلس الأمن بشأن الأوضاع في سوريا في التاسع من أكتوبر الماضي.

وبحسب مراقبين مصريين، تشكل الزيارة السعودية تحركا خاطئا من المملكة وتربك الساحة العربية المليئة بالنزاعات السياسية والعسكرية، وترسم ملامح آفاق “غير إيجابية” لمستقبل العلاقات بين البلدين، وتفضي إلى تكريس التفرقة بين البلدان العربية، وتمنح الدول المتربصة بالمنطقة قدرة هائلة على اختراق مفهوم الأمن القومي العربي، وترسم بصمات سوداء في تاريخ العلاقة بين القاهرة والرياض.

كما يرى المراقبون أن أي خلافات بين البلدين، يجب ألا تكون انعكاسا لتصرفات فردية وقرارات متسرعة تهدد مصالح الشعبين عبر التلويح بالتعاون مع اثيوبيا، والتي تهدد بشكل مباشر “الأمن المائي” للمصريين، لأن مثل هذه الممارسات سيحصد ثمارها المرة الشعب المصري، وليس النظام الحاكم في مصر، مهما كانت درجة الخلاف بين البلدين.

ويصنف آخرون زيارة مستشار الملك لسد النهضة بانها تأتي في إطار اتخاذ مواقف معادية للمصالح المصرية لمعاقبة مصر على مواقفها الرافضة للسياسة السعودية في سوريا، وذلك ب وتشكل إشارة واضحة إلى أن المملكة قررت الدخول في مرحلة جديدة من أزمة العلاقات بين البلدين.

الى ذلك رأى البعض في العاصمة المصرية أن هذه الزيارة بملابساتها وما سبقها وعلى ضوء الأزمة الراهنة في العلاقات، تعد بمثابة انتقام سعودي من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتعكس حجم موقفها، والخيبة التي أصيبت بها السياسة السعودية في سوريا، وإن التحركات غير المحسوبة للمملكة تجاه مصر سوف تصيب العلاقات بين البلدين في مقتل.