إمّا الاحتلالُ ومرتزقتُه ومشروعهما أَوْ القاعدة وداعش
أَصْبَح من المعروف أن أَمريكا تستخدمُ القاعدةَ وداعش كأدوات تقومُ بدفعها لخلق الفوضى وتدمير مقومات البلدان العربية لتحقيقِ مُخَطّطات التمزيق والشرذمة، ومِن هذا المنطلق فأَمريكا لا يمكنُ أن تكون جادّةً في محارَبة القاعدة وداعش؛ كونها الوسيلةَ والمبرّر التي تتواجدُ به في العديد من البلدان، وستكون حريصةً على الإبقاء على تواجُد القاعدة وداعش ودعمها في اليمن وسوريا والعراق لاسْتمرَاريتها.
وبعدَ انْتصَارِ ثورة ٢١ من سبتمبر واستطاعتها تطهيرَ ثمان محافظات من القاعدة وداعش، وأعادت للبلد سيادتَه وقرارَه السياسيّ ومنعت الوصايةَ الأَمريكية قال السفير الأَمريكي حينها (لم يعُد لنا ما نقومُ به في صنعاء)، وكانت سفارته هي الأولى التي غادرت صنعاء إلى عدن للإعداد للعُدْوَان على أَبْنَاء الشعب اليمني والذي دُشّن من واشنطن في ٢٦ من مارس ٢٠١٥ في إطار مشروعها التقسيمي والتفتيتي والفوضوي للبلد؛ للسيطرة عليه واحتلاله ونهب خيراته، وفي ذات السياق للحفاظ على القاعدة وداعش كأدوات تستخدمُهما لضرب البلد وخلق الفوضى.
تعتمدُ أَمريكا وبقيةُ دول العُدْوَان في اليمن، كما في سوريا وليبيا، على الجماعاتِ التكفيرية كجُزء من قوّاتها في مواجهة الجيش واللجان الشعبية، فأعطيت مساحةً كبيرةً للتحَـرّك في المحافظات الجنوبية بالذات بعد الاحتلال، وتصدّرت قيادات هذه الجماعات قيادةَ جبهات ومحاور ومحافظات، ورُقّيت إلى رُتَب عالية بقراراتٍ أصدرها الفارُّ هادي لتكوينِ ما يسمّى بالجيش الوطني، وهو الأمرُ ذاتُه الذي يدورُ في تعز، بتعيين قادة الجماعات الإرهابية، في مناصبَ عسكرية.
يرى محللون أن القاعدةَ وداعش في جنوب اليمن أَصْبَحت جزءً من استراتيجية الاحتلال والمنافقين، يتم تحريكُها بالشكل والصورة حسبَ الحاجة، سواء في مواجهة الجيش واللجان الشعبية كما حصل سابقاً، أَوْ تحريكها بالعمليات الإجْرَامية كسَوط وأداة لإخضاع الجنوبيين وإسكات أي صوت مناهض لهم ولسياستهم، كما هو حاصل في الوقت الراهن، فكلما ظهرت تَحَـرُّكاتٌ لقوى ومكونات جنوبية وبدأ الشارعُ الجنوبي يعبّر عن استيائه بشكلٍ ظاهر كلما برزت القاعدة وداعش وعملياتُها الإجْرَامية كتفجيرات الصولبان وإخْــرَاج الجثث المقطعة والمدخرة لوقت الحاجة؛ وذلك لغرض إثارة مخاوف أَبْنَاء المحافظات الجنوبية من خطر داعش والقاعدة والارتماء بأحضان الاحتلال وهادي ومَن معه، ليجعلوا أَمَـام الجنوبيين خيارَين لا ثالث لهما، إمّا الاحتلال وهادي ومشروعهما التقسيمي للبلد بما فيها المحافظات الجنوبية أَوْ القاعدة وداعش، كما يرى الكثير من السياسيين أن هذه التفجيرات المروّعة سيتم تسخيرُها بأُسْلُوْب رخيص ضد بعض القوى والمكونات والشخصيات الجنوبية التي تقف كحجر عثرة أَمَـام مشروع التمزيق الذي ينفذه هادي والدول المباشرة للعُدْوَان برعاية أَمريكية؛ وذلك بغية إزاحتها من المشهد السياسي وتصفية كُلّ من يعيق تنفيذ هذا المشروع.
سليم المغلس