صمود وانتصار

المستشار السياسي لولي عهد أبوظبي : الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي “تحوّل إلى عبء سياسي ومالي يصعب تحمله طويلاً” والقاهرة تلوح بتيران وصنافير

 

فيما هاجم المستشار السياسي لولي عهد أبوظبي، عبد الخالق عبد الله، نيابة عن دول مجلس التعاون الخليجي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، برزت مطالبات رسمية بوضع قضية جزيرتي تيران وصنافير تحت قبة البرلمان المصري للبحث في مصيرها.

 

يستعر الخلاف بين القاهرة والرياض في الإعلام بعيداً عن التصريحات الرسمية من قبل الطريفين. يكشف الإعلام المصري حجم الإحتقان السياسي بين البلدين، والذي كان لا بد أن يخرج عن لسان المسؤولين.

ارتأى الأكاديمي الإماراتي والمستشار السياسي لولي عهد أبوظبي، عبد الخالق عبد الله، النقلة النوعية في الهجوم المضاد أن تكون من “تويتر”، حيث اعتبر أنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي “تحوّل إلى عبء سياسي ومالي يصعب تحمله طويلاً”.

أعلن عبد الله، الذي هاجم في وقت سابق النظام المصري لاستقباله رئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك، صراحةً، يوم الأحد 25 ديسمبر/كانون الأول 2016م، ونيابة عن دول العواصم الخليجية، مشيراً إلى أنّ الاستياء “يتصاعد من الديبلوماسية المصرية التي يصعب تحقيق حد أدنى من التنسيق معها تجاه قضايا مصيرية”، ملطفاً تغريداته على “تويتر” بكلمات مررها مثل “العواصم الخليجية حريصة على استقرار مصر” و أنّ “التخلي عن مصر غير وارد حالياً”.

ويبدو أن حديث العبدالله عن خلاف دول مجلس التعاون مع مصر محاولة للتغطية على خلافات المجلس حول مصر، إذ أنّ كبرى خلافات مجلس التعاون كانت تحوم حول القاهرة، وظهرت إلى العلن في مطلع لعام 2014م حينما أدرجت السعودية حركة “الاخوان المسلمين” على لائحة الجماعات الإرهابية، ووقفت كل من البحرين والإمارات إلى جانب السعودية، بعدما ازداد التوتر مع قطر، والذي أدى إلى سحب سفراء هذه الدول من العاصمة القطرية الدوحة.

وجاء ارتفاع منسوب الشرخ في العلاقات الخليجية – المصرية إلى مرحلة التصريحات الرسمية متزامناً من قبل الطرفين، إذ طالب النائب المصري مصطفى بكرى الحكومة بعرض اتفاقية جزيرتي تيران وصنافير على البرلمان لانهائها خلال جلسة الثاني من يناير/كانون الثاني 2016م، في حين حجزت محكمة مستأنف القاهرة للأمور المستعجلة في عابدين، يوم الأحد 25 ديسمبر/كانون الأول، نظر الاستئناف على حكم محكمة الأمور المستعجلة بوقف تنفيذ حكم محكمة القضاء الإداري ببطلان اتفاقية تعيين الحدود بين مصر والسعودية، حجزتها إلى جلسة 31 ديسمبر/كانون الأول للنطق بالحكم.

تعكس قضية الجزيرتان المصريتان قوة العلاقة بين السعودية ومصر، فقد سبق أن ولّد التنازع على ملكيتهما دوره الأبرز في خلق الخلافات بين مصر والسعودية، في حين كان هذا الاتفاق ينم عن وجود علاقات قوية. يبدو أن ما يجري حالياً بسبب الجزيرتين أيضاً هو بداية نهاية العلاقة.