صمود وانتصار

يهودية آل سعود في شعر الجزيرة العربية

يهودية “آل سعود” ثابتة في تواريخ وأقوال وقصائد شعبنا وهذه قصيدة شعبية ـ للامير زامل بن سليم ـ حاكم مدينة عنيزة، قالها في نهاية القرن التاسع عشر، وفيها يقول ما معناه: (اننا سنصنع الرصاص محليا من بارود حفائر الشفا ، “ملح الشفا” اضافة إلى ما نستورده لقتال “كلاب اليهود آل سعود وأتباعهم”..
وسندفنهم في رمال النفوذ الصفراء… وعلى النساء الجميلات الشريفات “الكواعب” أو ذوات النهود المستقلة “كما يقول أن لا يتزوجن الجبناء الذين يشردون من قتال آل سعود الاعداء بل عليهن عشق الشجعان الذين لم يتركوا عاداتهم في خوض غمار الحرب المقدس ضد اليهود الذين أطلقوا على أنفسهم اسم آل سعود واندسوا في دين الإسلام لتخريبه من داخله”!..
كان هذا ملخص قصيدة “زامل السليم” الشهيرة التي كانت يتغنّى بها الناس في عرضات الحروب ومناسبات الاعياد أيضاً:
ملح الشفا[9]، والمغربي حِنّا نعلّه نبغيه للشاشاة ـ وكلاب اليهود
نقتل يهودا أفسدوا في الأرض كله والله ينكر فعل أصحاب “الاخدود”
والله ما نرضى لديرتنا مذلّه وجميعنا عن طهر ديرتنا نذود
كمَّ شجاع نحرمه من شوف خلّه نرميه بالصفرا على حد النفوذ
إن صاح صيّاح الضحى حنا نعن له نأتي مسيرات على الظالم ورود
عدونا في ذا الوطن كبده نسلّه بملح الفرنجي كنّه الديبان سود
يا بنت ياللي لك نهود مستقلّه لا تأخذين العفن حيث أنه شرود
خوذي صبي ما يخلّي عادة له ان صار وسط الجيش يجعلهم رجود
وهاهو الشاعر الشعبي الكبير ابن اصغير يكشف يهودية آل سعود فيقتله عبد العزيز
أخذ عبد العزيز آل سعود يتبجح في مجالس أهل القصيم وينخاهم لقتال خصومه أهل حائل وقبيلة شمر الذين أطلق عليهم تهمة (الكفار والمشركين)‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!.
وقال لاهل القصيم الشجعان انّه سيقودهم بنفسه، لكنه “ارتخى” حينما سارت الجموع، لكونه يعرف مصيره لو قاد ولو معركة واحدة بنفسه مباشرة أو سار في مقدمة الجموع التي لم يقدها ولم يسر ولو مرة في مقدمتها فكل معاركه لم تكن بقيادته المباشرة، انها معارك يخطط لها الانكليز أمثال كوكس وشكسبير وجون فيلبي ويقودها الشجعان المخدوعين أمثال الدويش وابن ابجاد وغيرهما ممن خدعهم…
وهكذا خدع بعض أهل نجد والقصيم، وهزم أهل القصيم من داخلهم بالغدر والحيل وقتل منهم الكثير ممن يؤسف لمقتلهم لكون ابن السعود ومن خلفه الاستعمار الانكليزي واليهودي يخططون لقيام آل سعود وهزيمة سواهم من الحكام…
وهكذا سجل الشاعر ابن اصغير ذلك الحدث بقصيدة مشهورة في نجد بعد أن عاد الشاعر جريحا من تلك المعركة الخاسرة… وكشف فيها يهودية آل سعود… فقال:
كم صبيّا يسوّي الهوائل..
كم صبي يسويّ الهوايل بالمجالس وهرج القفا
يوم سرنا وصارت صمايل ضيّع المرجله وارتخا
دمّنا صار كالسيل سايل ذابحين بعضنا وفا
لابن اسعود الذي غير سايل من حيي في البلد أو هفا
كفّروا ـ شمّر ـ وهل حايل وما عرفنا الذي بالخفا
دينهم غش بعض القبايل لين صفّوا لهم من صفا
ثم أفتوا بكفر القبايل يوم صحيت على ما خفا
ما بذى من اسلوم العوائل فاليهودي ـ وراها ـ اختفى
فشاعت هذه القصيدة في نجد وأثارت الحماس للتمرد ضد الاحتلال السعودي وأدرك عبد العزيز ما لخطورة انتشار هذه القصيدة من عواقب نظرا لما للشعر وشعراء السياسة من قداسة تفوق بكثير ما لمشايخ الدين “الصالحين” ـ ولا أقول الفاسدين ـ من تقدير …
ولذلك أراد أن يتخلص المجرم عبد العزيز آل سعود من الشاعر الجريح الذي سجل مزاعم ابن السعود وأكاذيبه وجبنه وأهدافه الفاسدة في هذه القصيدة الموجزة التي راح الشعب في نجد كلها يتغنى بها… لكن ابن السعود.
قتل الشاعر بطريقة معروف، وموضحة في مكان آخر..
تركي بن أحميد
من كبار رؤساء قبيلة عتيبة، ومن المشهورين فيها بالرأي والفروسية، شجاعا مقداما جريئا، شاعرا، كانت له مواقف وطنية شريفة ضد آل سعود، وهو ـ ابن عم سلطان بن احميد ـ الذي سلمه الانكليز لعبد العزيز آل سعود ليقتله فقتله ومعه الآلاف من شباب عتيبة والعجمان وقادتهم الذين قتلهم عبد العزيز اضافة إلى فيصل الدويش وابنه عزيّز وشباب مطير…
وهذه واحدة من قصائد الشيخ تركي بن احميد يحث فيها قومه لقتال اليهود آل سعود وتجار دينهم الذين يدعون بالاسلام، وقد حذف آل سعود عددا من أبيات هذه القصيدة، حينما طبعوها عمدا ليضيعوا بعض أبياتها التي تكشف أصولهم، والقصيدة طويلة نورد منها ما يلي:
تلعب طرب وانا بنومي هواجيس ما سامرك بالليل كثر الهمومي
أسهر إذا نامت عيون الهداريس بالليل أساهر ساهرات النجومي
أونس بقلبي مثل صلي المحاميس الله يلوم اللي لحالي يلومي
يهود يدعون العرب، للنواميس! قولوا لهم: متى اسلموا، ذا الحخومي[10]
ولو تسمّوا ـ بالسود ـ الاباليس؟ نعرف ملامحهم، أعكاف، الخشومي
قالوا جهلت وقلت جهل بلا قيس[11] الجاهل الليل ما يعرف اليمومي
أشوف عدلات الليالي معاييس ولاحد من الدنيا عظامه سلومي
البني ما يصلح على غير تأسيس ومن لا تعلّم ما تسر العلومي[12]
يا قيس قم
أسطورة يرددها أبناء البادية في شمال الجزيرة العربية وبعض المناطق الجنوبية في العراق التي هاجر إليها عشرات الآلاف ممن شردهم الاحتلال السعودي.. تقول الاسطورة:
إن كل كائن في العصور السابقة ـ كان ـ يتكلم !… وان يمامة فقدت ابنها واسمه “قيس” ومن حزنها عليه، انعقد لسانها عن الكلام فراحت اليمامة “تهدل” بنغم يستدل منه أنها تقول: “يا قيس قم!.” “يا قيس قم”.. واستمرت اليمامة منذ ملايين السنين في هديلها، منادية “قيس” لكن “قيسا” لم يقم!..
وفي هذه الاسطورة يرمز هؤلاء الذين شردهم الاحتلال السعودي، إلى الثورة الشعبية في الجزيرة العربية التي لم تقم ويأخذ اليأس في نفوسهم مأخذه من الانظمة العربية التي حاصرت ثوراتهم ارضاء لآل سعود، فيقسمون أن الثورة لن تقوم!..
ويتحدث هؤلاء قائلين: لقد تحول الذين شردهم الاحتلال السعودي لكثرة ما فرض عليهم من صمت في البلاد العربية إلى يمامات لا تجيد النطق، أما “قيس” فهو الشعب الذي رمز له شعراء المهاجرين الاوائل بابن اليمامة الذي مات!.
ولكن اليمامات لم تيأس من حياة “قيسها” فأخذت تنادي “يا قيس قم”، تناديه بكلامها الممنوع وألسنتها المعقودة ونطقها الذي تحول إلى “هديل”…
مكررة هذا النداء المتوارث على مر السنين “يا قيس قم” “يا قيس قم”… فأوحى هديل اليمامات الخرساء، فاتحة قصيدة شعبية شهيرة للشاعر المجاهد المهاجر (عجلان بن رمال الشمّري) بعنوان:
يا قيس قل لامّك انك لن تقوم
يا قيس، قل لامّك، عسى ما تقومي حيثك صغير وتفهم العلم يا قيس
يا قيس، قل: في القلب زادت وسومي والموت أفضل من حياة الاباليس
ليس اليمام، من الكلام، امحرومي بل البشر، يحرم من الحكي يا قيس
أسرة عيال القينقاعي خصومي اكلاب كوكس فاقدين النواميس
كم واحد تراه يحكم، ويومي لكنّ مثله لا يساوي ذنب تيس
يا قيس قل لامك متت قبل يومي ولا لي حياة مع جموع متاييس
ما لوم أنا أشباه الرجال: إنّ لومي على النساء اللي تلد ذا الخنافيس
نماذج من المذابح السعودية للعرب المسلمين بحجة هدايتهم للإسلام!
1 ـ ذبح آل سعود المصلين في مساجد قرية الشعيبة ليلة 27 رمضان، أي (ليلة القدر التي قال عنها القرآن أنها خير من ألف شهر تنزّل الملائكة والروح فيها) لكن آل سعود أخرجوا أرواح العرب المسلمين في هذه الليلة من عام 1922… وكان عدد القتلى في هذه المذبحة (3790)..
2 ـ ذبح آل سعود (410) من المسلمين من عشيرة آل أسلم من قبيلة شمر، وكان ذلك في منطقة الجليدة بالقرب من حائل.
3 ـ ذبح آل سعود (513) مسلما من قبيلة عنزة، القبيلة التي يزعم آل سعود انهم ينتمون إليها لكنها لفظتهم ورفضت أن يكون لهم بها صلة القربى، فقالتها آل سعود وقتلوا منها 513 في مذبحة شهيرة عرفت باسم مذبحة بيضاء نثيل..
4 ـ ذبح آل سعود (411) مسلما في مذبحة عرفت باسم مذبحة أم غراميل شرقي حائل.
5 ـ ذبح آل سعود (375) يقودهم “هبقان السّلِيطي” في منطقة الغوطة بحائل، علما أن “هبقان السليطي” من أكثر المتعصبين دينيا للدين السعودي وقد سبق له أن قاتل المسلمين من جماعته وأبناء عمه وقبيلته: شمّر وأهل حائل..
لذا، فقد فرح العديد من الناس بذبح آل سعود له ولجماعته شماتة بمواقفه… وفي هذه المذبحة، قال شعراء الشعب العديد من القصائد الشعبية، ومن هؤلاء الشعراء الشاعر الشهير فهد بن صليبيخ الذي شبّه الرصاص السعودي المنهمر بسحابة أمطر بها آل سعود رأس صديقهم هبقان وجماعته، بينما هبقان، كان الشريك المخلص لعبد العزيز في ديانته الباطلة…
وقال الشاعر ابن صليبيخ موجها كلامه لابن السعود، وهبقان، معا، ما معناه (ولكن اليهود لا صداقة لهم ولا ديانة)… وهكذا يقول في القصيدة:
سحابة هلّت على رأس هبكان
سحابة هلّت على رأس هبكان صديقك اللي صافيا بالديانة
هبقان أغواك اليهودي بالاديان ودين السعودي سلّماً للخيانة
6 ـ قام آل سعود بمذبحة تربة التي راح ضحيتها (40.000) جميعهم من المسلمين طبعا لكنهم من أتباع الشريف حسين بن علي الذي كان يحكم الحجاز حتى عام 1925 حينما سلّم الانكليز عرشه لآل سعود.
7 ـ قتل آل سعود 15.000 في مذبحة اشتهرت بمذبحة الطائف والحويّة، ومعظمهم من أطفال ونساء مكة الذين كانوا يصطافون في الطائف ومن أهل الطائف…
8 ـ ذبح آل سعود في حصارهم للطائف 2800 شخص من جنود الشريف علي بن الحسين ومن أهل جدة.
9 ـ قتل آل سعود من مناطق القصيم ما يزيد عن/ 27000 / بطرق غدر خسيسة شبيهة بما فعله عبد العزيز آل سعود بحاكم بريدة صالح المهنا أبا الخيل، حينما تقدم عبد العزيز ليخطب شقيقة أبا الخيل وما أن وافق أبا الخيل وتزوج “عبد العزيز” بأخته ودخل قصره حتّى أمر عبد العزيز جنوده باعتقال “صهره” أبا الخيل وجميع أولاده كبارا وصغارا، فقتلهم في الصحراء بما فيهم الاطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم سن الرابعة.
10 ـ قتل آل سعود أكثر من (10.000) مسلم من قبيلة شمر وأهل حائل في معارك كثيرة منها مجزرة النيصية والوقيد والجثامية، وغيرها…
11 ـ اغتال عبد العزيز آل سعود عددا من زعماء الجوف، وقتل عددا كبيرا من أبناء الشعب في الجوف.
12 ـ قتل آل سعود أكثر من (50.000) مسلم في معارك كثيرة في مناطق عسير وتهامة.
13 ـ قتل آل سعود أكثر من (1200) يماني في منطقة اسمها وادي تنومه، بعد أن قدموا للحج…
14 ـ قتل آل سعود (7000) عربي مسلم من بني مالك في وادي بني مالك في الطائف وهدم 70 قرية من قراهم بحجة أن شيخهم عبد الله بن فاضل دافع عن كرامته وقاوم خدم آل سعود الذين حاولوا الاعتداء على أخواته وزوجته.
15 ـ قتل آل سعود في عام 1953 (1520) عربيا مسلما من قبائل الريث في جبل القهر، جنوب الحجاز…
16 ـ كان آل سعود وراء معركة الجهراء في الكويت حيث قتل من أهل الكويت وقبائل الجزيرة العربية ما يقارب 1000 عربي مسلم.
17 ـ هنالك أكثر من (5000) عربي مسلم من جيش الاخوان الذين ينتمون لقبائل مطير وعتيبة، قتلهم آل سعود في مجازر معروفة باسم، مذبحة السبله، ومذبحة أم الرضمه، وغيرها من المذابح، وبعد ذلك قتل آل سعود شيوخهم المعروفين ومنهم فيصل الدويش وسلطان بن بجاد…
18 ـ قتل آل سعود أكثر من (3000) مسلم من قبيلة العجمان في معارك عديدة معروفة، وقتلوا عدداً من شيوخ العجمان منهم نايف وضيدان بن حثلين.
19 ـ قتل آل سعود، بعد ثورة ابن رفادة، أكثر من سبعة آلاف من قبائل الحويطات وبني عطية وجهينة وبلي، وشردوا الآلاف منهم.
20 ـ وفي التاريخ السعودي الآثم، الكثير من المجازر التي راح ضحيتها أكثر من مليوني عربي مسلم.. من الحضر والبادية…
لذلك، نقول لبعض المنظمات الفلسطينية والعربية التي تطمح بالعون السعودي، انها كمن يطمع بالعون من إسرائيل وأمريكا.
وما عون السعودية إلا “صدقة يتبعها أذى”.
فكما أنه لا فرق بين إسرائيل وأمريكا، فليس هنالك فرق بين السعودية وأمريكا… ولقيام السعودية من قبل بريطانيا الدور الاكبر في المحافظة على إسرائيل واقامتها في الأساس…
ومن يقتل الشعب الذي يحكمه ويتحكم فيه ويسرق ثرواته وخيراته لا يمكن له أن ينقذ الشعوب الثائرة عليه وعلى طبقته…
وثائق تدين أجداد آل سعود بالخيانة السفلى!
ولا أقول الخيانة العظمى!، لانها أسفل الخيانات…
فدائما ما يفاخر آل سعود بجدهم الأول (فيصل بن تركي بن عبد الله) فيعتزي أحدهم حينما يشتد غضبه بقوله (وانا ابن فيصل)!!
وتاريخ (فيصل) الذي يعتز به آل سعود، الاحياء منهم والاموات لا يختلف تاريخه عن تاريخ من لحقه من آل سعود.
التاريخ العفن الذي لا يشرف من يهادن آل سعود أو من يمت إلى آل سعود بصلة القربى، وهو وصمة عار في جبين كل عربي في جزيرتنا العربية ودنيا العرب…
ومن واقع الوثائق الدامغة لتاريخ آل سعود: رسائل كتبت بخط وختم فيصل بن تركي وولده عبد الله ـ الذي كانت في عهده نهاية ما يسمى بالامارة السعودية الثانية ـ وهي رسائل موجهة من فيصل وولده عبد الله وغيرهما من للفرع الحاكم من آل سعود إلى خديوي مصر، والى السلطان العثماني، والى الوزراء والضباط المصريين والاتراك، وفي هذه الرسائل نجد المذلة كل المذلة والاسترقاق والعبودية من جانب آل سعود إلى المحتلين لجزيرتنا العربية.. بل ان بعض من هذه الرسائل عبارة عن رسائل تجسس على أمراء وشيوخ قبائلنا لا لهدف يسعى إليه آل سعود من هذه المراسلات غير البقاء في حكم نجد تحت سيطرة المستعمرين والاتراك والحصول على الاموال.
والرسائل التي تتكلم عنها موجودة وقد أخذناها من دور الوثائق في القاهرة واسطنبول وغيرها..
انها وثائق تدين الحكام السعوديين الغائب منهم والحاضر وتكشف مهزلة الحكم السعودي وأخلاقيات آل سعود… واليكم النص الحرفي للوثائق الدامغة…
منها رسالة استعباد مرسلة من فيصل بن تركي آل سعود إلى سليم باشا أو توزبر قائد موقع الجديدة[13].
نص الرسالة
من فيصل بن تركي
إلى: سليم باشا أوتوزبر”!”
دولتلّو مرحمتلّو[14] سعادة أفندينا باشا صاري عسكر الجديدة دام اقباله.
بعد تقبيل أياديكم الكرام خلّد الله عليكم الفضل والانعام، أن من الهجن تعلقنا ـ 12 ـ اثني عشر هجين ـ فاننا أبقيناهم بطرف محمد أبو علي شيخ بالحوازم أمانة لاجل المرعى بطرفه فان معلوم دولتكم يلزم لهم عليق مؤونة، فان كان موافق رأي دولتكم تأمروا حضرة درويش أفندي محافظ ينبع لاجل يصرف لهم شئ إلى الهجن المذكور، فالنظر في ذلك إلى دولتكم، والامر أمركم وأطال الله بقاكم أفندم.
في 3 ذي الحجة سنة 1254 هـ
عبدكم
(فيصل بن تركي)[15]
هذه هي رسالة فيصل بن تركي” آل سعود إلى قائد المدفعية بالجديدة التي بعثها إلى الحاكم التركي يستجدي منه “العليق”.. للأبل.
رسالة أوتوزير
في 14 من ذي الحجة سنة 1254
(من سليم باشا أوتوزبر ميرميران المدفعية ومأمور الجديدة إلى كتخدا جناب الخديوي: مولاي صاحب الدولة ولي النعم، أرسل فيصل بن تركي عريضته هذه من ينبع الهجر إلى مخلصكم يقول فيها انّه أودع اثنى عشر هجينا له أمانة عند محمد أبي علي أحد شيوخ قبيلة الحوازم ويلتمس صرف العليق اللازم لها…
وبما أن المشار إليه قد أرسل إلى القاهرة نرى أن يتوقف صرف عليق هجنه التي تركها أمانة على صدور أمر له من دولتكم).
مرفق الوثيقة
وفي المرفق ارادة الخديوي رقم 5 في 5 محرم سنة 1255 هـ تقول:
(صدر الامر بارسال هجنه إلى مصر إذا كان وجودها هناك عبئا). انتهى!.
ولن تنتهي قصص ـ جد آل سعود ـ الذين ما زالوا يفاخرون به: منها ما يرويه المؤرخ “السعودي” المعروف عثمان بن بشر في كتابه “عنوان المجد في تاريخ نجد” على ص 315 ج2 ( مطبعة صادر ـ بيروت) ما نصه:
… (فلما وصل فيصل بلد الرياض نزل بخيامه وأثقاله خارج البلد ومن معه من أهل الخرج وغيرهم فدخل البلد على خيله فرأى من أهل البلد ما يريبه بل جاهره رجال نجد بالعداوة، فأخذ فيصل يهئ ما في القصر من مال وسلاح وأمتعة وغيرها)…
ويتابع ابن بشر على نفس الصفحة قوله: (أن فيصل أخذ من القصر كل غال ونفيس ثم خرج من الرياض واتجه إلى الخرج وبعد ذلك إلى الحسا هاربا من وجه إسماعيل بك الذي يستعد في القصيم للزحف على الرياض…
ثم خرج من القصر على خيله دفعة واحدة ووقف دونه رجال من أعوانه حتّى خرج من البلد فهرب بماله مسرورا سالما ومعه من الخيل نحو أربعمائة)… الخ..
هذه هي مقدمة قصة هروب فيصل بن تركي إلى الحسا وباقي القصة أدهى وأمر… فهو حين وصل الحسا قعد هناك يمتع نفسه بالاموال التي نهبها من المسلمين… كذا… وهرب من نجد تاركها لاسماعيل بك وعساكره الاتراك..
أما أهل نجد فلم يقصروا لقد حاربوا إسماعيل بك في كل مدينة وقرية حتّى انهزم هزيمته المعروفة على أيدي بني تميم الشجعان في الحوطة ونعام والحريق والحلوة.
وكان أهل الحريق بقيادة أميرهم تركي الهزاني وأهل الحوطة بقيادة إبراهيم بن عبد الله وفوزان بن محمد آل مرشد، وأهل نعام مع رئيسهم وأميرهم زيد بن هلال، وأهل الحلوة مع رئيسهم محمد بن خريف.
كما حارب الشجعان من بني تميم ومن معهم من البادية وأهل نجد عساكر الترك وأنزلوا بالعساكر الهزيمة وكان ذلك في يوم 16 من شهر ربيع الاخر من سنة 1253 هـ وتفاصيل الهزيمة معترف بها إسماعيل بك نفسه في تقرير مفصل أرسله إلى مصر في نهاية شهر ربيع الاخر من سنة 1253 هـ وذكر فيه الخسائر.
وفيما يلي نص التقرير (الوثيقة) التي قال فيها:
إسماعيل بك في ذكر الخسائر بالحرف الواحد.
(ولقد كانت قوة المرحوم عبد الكريم أغا ـ في الاصل 328 خيالا قتل منهم في الحوطة 50 وتبقى 271 خيالا.
كما كانت قوة حسين أغا 240 خيالا قتل منهم في الحوطة 128 خيالا… وكانت قوة عبد الله أغا رئيس المشاة 215 عسكريا قتل منهم في الحوطة 163 نفرا…
وكانت قوة نوري أغا 322 نفرا قتل منهم في الحوطة 251 نفرا… وكانت قوة محمد أغا الكردي 346 نفرا قتل منهم في الحوطة 256 نفرا…
وجماعة إبراهيم أغا رئيس المغاربة كانت في الاصل 307 نفرا قتل منهم في الحوطة 245 نفرا… وجماعة أبو بكر أغا 196 خيالا قتل منهم 66 خيالا ومن جماعة عرب أغا قتل منهم 76 خيالا وعساكر الفرسان والمشاة التي في معية العاجز ” أي إسماعيل بك نفسه” كانت في الاصل 2073 نفرا قتلى منهم ـ 1245 ـ نفرا) .
هذا هو نص تقرير إسماعيل بك في ذكر الخسائر، وبهذه الخسائر يصل المجموع إلى 2481 قتيلا ولم يذكر الجرحى والمفقودين…
ويقول إسماعيل بك في نهاية تقريره ما يلي بالنص:
(وقد قبضنا جميعنا في الرياض محصورين، ونحن في غاية الضيق من ناحية الطعام وعلف الخيل…) وفي موضع آخر يقول (… فان الجمالة الذين فروا بالجمال والاحمال قد حملوا معهم في ما حملوا متاع العساكر والاغوات، والخزينة أيضاً، وليس لدينا حبة واحدة من المؤونة ولا قطعة واحدة من النقود فنرجو أن تتفضلوا بسرعة ارسال النقود والجنود… التوقيع:
(المير لواء عبده إسماعيل)[16]
هذه قصة هزيمة العساكر الغازية على أيدي أجدادي الابطال في الحوطة ونعام والحريق والحلوة…
وأما فيصل بن تركي الخائن الجبان فكان في الحسا يترصد أخبار الحرب وعندما سمع بهزيمة جيش الترك على أيدي أهل الحوطة ومن معهم من أهل نجد كلها ـ بدوهم وحضرهم ـ وانتصار أهل الحوطة رجع من الحسا إلى العارض لعله يجني ثمار النصر الذي ما كان له فيه من شرف ولا نصيب، وبهذا الموضوع يقول ابن بشر في كتابه “عنوان المجد في تاريخ نجد” على الصفحة 318 ما نصه:
… (ولما علم فيصل بهزيمة العسكر وقتلهم وهو في الاحساء خرج منه بعدده وعدته من أهل الاحساء وغيرهم وكان معه رجال من أتباعه وخدامه وهربوا معه من الرياض.
وبالقرب من الرياض حاول فيصل بن تركي أو يبرز عضلاته وتقدم لمحاصرة إسماعيل بك لكنه حينما سمع بقدوم خورشيد باشا إلى المدينة المنورة أنه ينوي الزحف على نجد لاسناد إسماعيل بك في الرياض هرب فيصل مرة أخرى وراح للخرج ولكن خورشيد باشا حصره في السلمية وقبض عليه في العشر الاواخر من رمضان سنة 1253 هـ وأرسله أسيرا إلى مصر مع حسن اليازجي وعسكره وكان مع فيصل أخوه جلوي وابن أخيه عبد الله بن إبراهيم ابن عبد الله الملقب بصنيتان).
ومن ينبع البحر كتب فيصل رسالته ـ آنفة الذكر ـ وكلها خضوع ومذلة وركوع إلى سليم باشا في الجديدة.
ومن يتتبع تاريخ آل سعود ويقرأه بانصاف وابتعاد عن العمالة لآل سعود يجد أنه ما من أحد منهم الا كان عميلا، وعلى مراحل تاريخهم: لليهود، وللعثمانيين، وللانكليز، وللامريكان، وانه لم يخرج من بينهم من يعمل لصالح الوطن والقضية العربية بتجرد عن المطامع الشخصية الاستعمارية الاستغلالية… وسيرتهم سيرة يهودية بحتة…
عبوديّة للعثمانيين وعمالة للمخابرات الانكليزية
المعروف عن (الملك) عبد العزيز آل سعود انّه كان عميلا للعثمانيين وانه يتقاضى مرتبه ـ وعائلته ـ من واليهم في الكويت وقدره ـ 70 روبية ـ وكان عدد العائلة سبعة أشخاص ـ أي بمعدل عشر روبيات كل شهر للرأس الواحد، وبقي يتقاضى هذا المرتب حتّى انضم لمكتب المخابرات الانكليزية “المكتب الهندي”…
لكنه لم يقطع الولاء للوالي العثماني بل بقي “عبدا للعثمانيين” كما يقول عن نفسه في برقيته الآتي ذكرها ـ بعد البرقية التي أرسلها مبارك الصباح للوالي العثماني في البصرة، حينما اشتبكت الدولة العثمانية بحربها في طرابلس الغرب (الجماهيرية) يومها كتب شيخ الكويت مبارك الصباح رسالة إلى والي البصرة “حسن رضا باشا” العثماني، يبدي استعداده لارسال “مجاهدين من الكويت لمناصرة الدولة العلية” وبعث باعانة مالية للدولة العثمانية قدرها ثلاثة الالف ليرة عثمانية، فأجابه الوالي ـ لعثماني المذكور بكتاب مؤرخ في 26 صفر 1330 هـ ـ 1911 م يشكره فيه على (حميته وغيرته على الدولة العليا العثمانية)
ويبلغه (أنه لا حاجة له باعانة ـ المجاهدين ـ الذين ذكر له في رسالته عن استعداده لارسالهم لكنه يقبل المبلغ فقط الذي استلمه وأرسل نصفه إلى المقاتلين العثمانيين في طرابلس الغرب وأما النصف الآخر فقد خصص إلى الاسطول البحري العثماني)!.
عبوديّة عبد العزيز
عندها علم عبد العزيز آل سعود فأرسل البرقية التالية إلى والي البصرة حسين رضا باشا ـ ننقلها حرفيا ـ يقول:
(عبوديتي وخدماتي لمقام الخلافة العثمانية معلومة عند أولياء الأمور وان سكان جزيرة نجد عموما قلبا وقالبا قد تحركت النخوة العربية في عروقها حين ما بلغهم اعتداء الطغاة الطليان جعل الله كيدهم في نحورهم وأصان الدولة العثمانية الإسلامية من تجاوزاتهم وجميعنا على استعداد للدفاع عن الدولة العلية بسيوفنا وأموالنا وأرواحنا ومتنظرين الاشارة من مقام خلافتنا والامر لكم)!!
التوقيع (خادم الدولة العلية أمير نجد ورئيس عشائرها عبد العزيز آل سعود)
ولم يقف (العبد والخادم العثماني) كما ورد في برقيته الانفة عبد العزيز آل سعود عند هذه البرقية بل أرسل برقية أخرى إلى سعيد حلمي عند توليه الصدارة في ذلك الوقت هذا نصها:
عبد العزيز يسترحم زيادة راتبه
(سيدي ومولاي الصدر الاعظم… اليوم نفتخر نحن مع سكان نجد بتوجيه الصدارة لعهدتكم واننا آملين في تسوية المشاكل المالية الحاضرة بهمتكم المشهورة واننا على استعداد لمعاونة الدولة العلية بأرواحنا ومنتظرين أمركم السامي سيدي)
أمير نجد ورئيس عشائرها عبد العزيز آل سعود