فارس من فرسان الأدب اليمني يفارق الحياة
أنتقل إلى رحمة الله تعالى مساء أمس الإثنين 2 يناير 2017م الأستاذ الكاتب والأديب والشاعر / أحمدقاسم دماج بعد رحلة كفاح ونضال طويلة
الاديب الكبير/ أحمد قاسم دماج
ولد عام 1939م.
أول أمين عام لمجلس الوزراء بعد قيام الثورة 1962.
رأس الاتحاد العام للأدباء والكتاب اليمنيين لعدة دورات.
شارك في العديد من المؤتمرات, ومهرجانات الشعر العربي.
نشر شعره في بعض الدوريات العربية مثل: الموقف الأدبي, والثقافة اليمنية, واليمن الجديد.
عنوانه: وزارة الثقافة – صنعاء.
(1)
الليل يهبط كل ثانية, زمانٌ من رحيل في العذاب.
الصمت سجن ناهض الأسوار ملتف على وجه
المدينه..
والرعب يقتحم الشوارع وهي تبكي بالغبار.
وعلى النفوس, على انهيار الكون في الغسق
الذي لا ينتمي
وجْلاء تضطرب النفوس
هذا ارتداد مفزع لليل يا قلب المغني
لذْ بالشجا
فشناعة الطوفان تجتاح الجميع
والحزن يهبط أخرسا
ردد تراتيلَ انغماسِك في الأسى.
وزفير روح مدينة تهوي إلى الأعماق مثخنةً,
وناس في القرارة يرزحون
الجوع جلاد يعلِّقهم على سقف السكينة والسواد
خذ من نياط القلب أوتادا
مدينتنا معبأة بذعر لا يحد
والخلق مقسوم إلى قسمين:
جلادون يلتهمون في شرهٍ ثمار الجنتين
ومكبلون بفاقة تفضي لمسغبة
نعاج في فلاة من ذئاب.
غَنِّ لعلك تبعث الموتى
لعل الأفق يشرب فيض هذا الليل
أو ينخطُّ نبع من شفق
أنا مثخن يا صاحبي أنا.في انهيار الكون خيطٌ من أرق
وأنا وأنت وهُمْ على الجنبات أسمال مزق.
أقسى من الليل الذي ولَّى
هو الليل الذي يأتي
وأرحم من تضورنا الغرق
الأرض سيّجها الأنين
ونحن نسغ في الشفق
هلا أحلت وجيب هذا القلب ألحانا
وحشرجة النفوس قصائدا لا تستقر وهل??
هلا ابتكرت لنا ابتداءً لا يغال
ولا يفاجئه الغسق??
(2)
كانت ينابيعا مدينتنا وكان.
وجه الصباح على بساط سندسيٍّ يطبع الركعات
كان
في كل شبر من شوارعها تزف بشارة ويقوم
قصر للأمان
وملاعب الفتيات مترعة أناشيدا ومفعمة أغان
والشمس تعمر فوق هامتها سديما لا يحول
وكل شبر مهرجان
تفاحة مقسومة كانت
فجمَّعها انهمار الورد في الياقوت منتشيا وزهو
الأقحوان.
واخضلّ يابس كل ثانية من التاريخ بالعرق الجمان
زهرا على جبهاتنا ارتسم الرصاص
وضاق بالعبق المكانُ.
فكيف يرتدّ المسا خسفا
وتزدحم المسافة بالهوان?
من صادر الإعصار?
من أسر الصواعق في الزنود? من استباح الافتتان?
يا وجه هذا الصمت
من أعطى لهذا الغزو خاصرة الزمان?
(3)
حزن الخراب
يلتف كالإعصار حول القلب
ألسنة الحريق
تشوي شفاف النفس
من أين الطريق إلى القصيده?
والعصر يرسم فوق بحرٍ من رمادٍ صورة النزْف
الذي لا ينتهي
والليل يلتهم التهاويم التي توحي لنا بالأبجديه
من أين نخلص حين نغرق?
إن هذا موسم الإدلاج في التيه الجديد.
نعتاد أن تنسد في السفر المسالك
ويكحل الرمد المباغت كل أحداق الهداةْ
نعتاد أن يجتاحنا الطوفان أسود
نعتاد فيه العوم أسيافا من الألق المقدس
درجت معاولنا على الأسوار
والأسوار نعرفها وتعرفنا
فمن يأتي لأعواد المشانق كي يسافر فوق ظهرِ..
الريحِ نحو الابتكار
يستفّ قبل تجشّم الإبحار من ودقِ المواجع
ثم يذهب في الشفق
نعتادها – تعتادنا
ونكر فيها عنوة
وتكر فينا غيلة
ونخاتل الأيام حين تصير أغلالا
نحاصر في مجاعتها المجاعة باعتماد بطوننا حزما
وبغضا من ترابٍ مترعٍ شربا
ونأكل من أمانينا لتتخم في مآدبها المسافه.