الانتهاكات والاعتداءات المستمرة … ؟
عادت الاعتقالات التعسفية عبر الرصاص والآليات المدرعة إلى الواجهة في المنطقة الشرقية، حيث أقدمت القوات الأمنية على استخدام الرصاص الحي والسلاح الأبيض لتنفيذ اعتقال الناشط حسين محمد علي الفرج، الذي بات مصيره في يد سلطات لا تخشى الظلم.
فتحت القوات الأمنية السعودية الباب مجدداً على انتهاكاتها الإنسانية والحقوقية الفاضحة التي لم تتوقف، عامدة إلى اعتقال مواطن من أبناء بلدة العوامية. إذ هاجمت، صباح الثلاثاء 17 يناير/كانون الثاني 2017م، فرقة من قوات المهمات الخاصة مكونة من عدة دوريات مصفحة ومدرعات بلدة العوامية وطوّقت حياً سكنياً شمالي البلدة، حيث منزل أسرة الشاب حسين محمد علي الفرج.
وذكر شهود عيان إن الفرج (41 عاماً) كان في سيارته أثناء المداهمة الأمنية التي عمدت قواتها بالآليات والمدرعات إلى تطويقه من كل جانب، وبدأت بإطلاق الرصاص الحي في اتجاه السيارة التي احتمى الفرج بداخلها، على الرغم من تحريم القانون إطلاق النار أثناء المداهمات، خاصة أن الفرج لم يكن مسلحاً، ولم يبادر إلى المقاومة أو الهروب، بل توقف فور محاصرة المدرعات العسكرية لسيارته.
وبيّنت المعلومات أن القوات الأمنية لم تكتفِ بإطلاق الرصاص على الفرج وتعريض حياته لخطر الموت، بل استخدمت الفأس لتحطيم السيارة بشكل يعبّر عن الهمجية التي تعاملت بها القوات الأمنية، وأظهرت الصور الأضرار البليغة في السيارة، في حين لم يُعرف حتى الساعة مصير الشاب وحالته الصحية.
وأثارت الطريقة التي استخدمتها قوات الأمن لاعتقال الفرج المخاوف على حياته، في وقت لا تزال المنطقة فيه تحت وطأة الصدمة التي ولّدها استشهاد الشاب المعتقل جابر العقيلي قبل أيام قليلة داخل غرفة احتجاز في مركز شرطة تاروت، إثر التعذيب الذي تعرض له على مدى أسبوع من اعتقاله.
وتعيد حادثة الفرج الذاكرة إلى 20 فبراير/شباط 2014م حينما اقتحمت قوة كبيرة من المدرعات بلدة العوامية وحاصرتها من جميع النواحي، وبدأت بإطلاق النار، وكان، وقت ذاك، الشاب المصور حسين علي الفرج وابن اخت المعتقل حسين الفرج أمام منزله، فاخترقت إحدى الرصاصات رأسه وأردته شهيداً ومن ثم تم سحله وأخذ جثته إلى إحدى المدرعات.
حاول المصوّر الفرج أن يعبّر عن سلميته عامداً إلى التلويح بملابسه البيضاء، إلا أن ذلك لم يحل دون تصويب الرصاص عليه وقتله، وبعدها ثم توجهت الوقات إلى منزل ابن عمه علي الفرج وقتلته أيضاً حين حاول منعهم مداهمة المنزل.
ما زالت كاميرا الشهيد حسين الفرج توثّق ما تشهده المنطقة من قمع وقتل بدم بارد. ولم يحل قميص الشهيد الفرج الأبيض الذي يوحي بالسلمية دون قتله، لأن الكاميرا وفق تصنيفات وزارة الداخلية السعودية “سلاح إرهابي”، وحملها كان “مبرر” لقتل حسين الفرج.