صمود وانتصار

15 غارة جوية على صعدة يومياً..وأهلها صامدون رغم الكارثة

الصمود – تقارير 2015/12/10م
تقرير/ يحيى الشامي

صعدة | من نزوح إلى آخر، أمضت معظم الأسر في صعدة أيامها خلال ثمانية أشهر من الغارات التي دمرت كل شيء في المحافظة، وحولت مدينة صعدة إلى خراب. أما البيوت التي سلمت حتى الآن فتعتبر استثناءً.

لم تتوقف الغارات الجوية على المحافظة منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن، ومع كل غارة تزداد أعداد الضحايا في صفوف المدنيين من النساء والأطفال، علاوةً على الخراب المنهجي الذي لحق بكامل المدينة وبمرافقها الخدمية الحكومية والخاصة، وقضى على قرى بكاملها.

وتتحدّث السلطات المحلية في المحافظة عن متوسط خمس عشرة غارة جوية تنفذها الطائرات السعودية يومياً على مختلف مناطق صعدة، بما فيها المدن المأهولة بالسكان والأسواق والمقار الحكومية ومشاريع المياه والكهرباء والمنشآت الصحية والطرق والجسور والمزارع ومحطات الوقود ومصانع البلاستيك ومستودعات المواد الغذائية، وحتى المساجد ومقابر الموتى وروضات الشهداء. وليس من السهل على الطائرات الحربية الحصول على أهداف جديدة في صعدة لقصفها، لذا هي تجدد قصف المكان نفسه بغارات قد تزيد على العشر، مثلما جرى مع المرافق العامة (الحكومية والخاصة) كالمجمع الحكومي والبنوك والمعسكرات.

ولوحظ خلال أشهر العدوان المنصرمة أن الطائرات السعودية وقّتت عمليات استهداف البنية التحتية، وذلك من خلال سلسلة غارات تشنّها في أيام محددة تنتهي بتدمير قطاع معين في جميع المديريات تماماً، كما حصل في عمليات تدمير مشاريع المياه في أكثر من مديرية خلال أقل من أسبوع. ولم يوفر القصف حتى محطات تعبئة المياه الصغيرة التي كان آخرها محطة السلام في منطقة الخفجي في مديرية سحار، واضعاً السكان أمام تحدّ جديد هو رحلة البحث عن المياه.

وفي الأشهر الأخيرة، عاودت الطائرات غاراتها على أكثر من موقع سبق أن دُمّر بداية العدوان، وهو أمرٌ يثير استغراب وفود المنظمات الإنسانية التي زارت صعدة. ويعتقد الأهالي أن الطائرات تهدف من خلال إعادة تدمير المدمر من المنشآت الخدمية إلى إبقائها خارج الخدمة ومنع أي محاولات لإعادة تأهيلها، لا سيما تلك المتعلقة بحياة الناس وأرزاقهم، كشبكات الاتصالات ومشاريع المياه والطرقات.

يُشار إلى أن سكان صعدة انتظروا طوال عشر سنوات إعادة إعمار مدينتهم بعد خراب طالها من ست حروب، لكن الخراب للمرة السابعة جاء ليُكمل على ما بقي من عمرانها، بدلاً من تحقيق أملهم.

تُلقي طائرات العدوان قنابل عنقودية وانشطارية على صعدة

ويرى مدير مكتب الاتصالات في صعدة، غالب الحملي، أن معاودة الطائرات تدمير شبكات الاتصالات لا تهدف إلى عزل المحافظة كلياً عن بقية المحافظات اليمنية وحسب، بل أيضاً عزل المديريات بعضها عن بعض داخل المحافظة نفسها.

وأكد الحملي في حديث إلى «الأخبار» أن هذا الاستهداف الدوري يترافق مع تدمير الجسور والطرقات والمستشفيات، ما يجعل حتى وصول سيارات الإسعاف أمراً في غاية الصعوبة، لافتاً إلى أن «التحالف» سعى منذ البداية لتهيئة صعدة جيداً كساحة لارتكاب جرائم يومية.

وأشار إلى أن حوالى 90 في المئة من مناطق صعدة (التي أعلنها «التحالف» منطقة عسكرية بعد شهر من بدء العدوان) أصبحت خارج نطاق خدمة الاتصالات، مضيفاً أن الكثير من الجرائم التي ارتكبها العدوان لم يُعلم بها إلا بعد أيام من وقوعها.

وعلى وقع استمرار الغارات الجوية، تشهد صعدة ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية بشكل يفوق الأسعار في بقية المحافظات.

ويعزو التاجر زيد المؤيد، أحد تجار المحافظة، السبب إلى تكرار استهداف الطائرات السعودية للسيارات وناقلات المواد الغذائية والمحروقات على الطريق العام الواصل بين صنعاء وصعدة.

ورأى المؤيد أن عملية إيصال المواد الغذائية إلى صعدة تُعدّ تحدياً صعباً للتجار، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من التجار انتقلوا برؤوس أموالهم إلى محافظات أخرى خشية استهدافهم من قبل الطائرات.

ويُعدّ الوضع الصحي في صعدة أكثر القطاعات المتضررة نتيجة تعمد الطائرات السعودية تدمير كافة المرفقات الصحية والمستشفيات والعيادات والصيدليات، وحتى سكن الأطباء.

وأكد مدير مكتب الصحة في المحافظة، الدكتور عبد الإله العزي، أن تدمير العدوان لجميع المنشآت الصحية في المحافظة زاد من الضغط على المستشفى المركزي الوحيد في صعدة، وحمّله فوق طاقته وقدرته التي تعاني أصلاً من ضعف التجهيزات والإمكانيات.

ويُشير العزي إلى أن أعداداً كبيرة من ضحايا العدوان يجري توزيعهم على محافظات أخرى ، وكشف عن وجود حالات تسمم هوائي ناجمة عن ..