صراع “المحمدين” في محطة عهد ترامب
بين “المحمدين” ابن سلمان وابن نايف، حكاية ظهرت على السطح منذ تسلم الملك سلمان الحكم في العام 2015. محطات عدّة مرّ بها صراع الأجنحة في قصور آل سعود، من الاقالات والتعيينات إلى الأزمة الاقتصادية والفشل العسكري في اليمن وصولاً إلى محطّة عهد ترامب.
يوماً بعد يوم تتضح أزمات السعودية المستقبلية، والتي يرتبط خيط واضح كل واحدة منها بالصراع الداخلي بين أمراء آل سعود على الحكم، وهو الصراع الذي بدأ قبل وفاة الملك السابق عبد الله، وانتهى فصله الأول بتصعيد كل من المحمدين، لمنصبي ولي العهد وولي ولي العهد بعد الإطاحة بمتعب نجل الملك السابق واحتوائه.
تكثر التكهنات بأن الحاكم القادم للمملكة الذي سيخلف الملك سلمان لن يكون ابن أخيه بن نايف بل نجله الثلاثيني محمد بن سلمان تارةً، وتارةً العكس. إذ من الصعب التنبؤ كيف ستحدث عملية الخلافة هذه، ولكن ولي العهد الذي كان سابقاً من المفضلين لدى الولايات المتحدة، يتعرض للتهميش المتزايد سواء في المملكة أو في العالم على نطاق أوسع، وهو ما قد يرتدّ عكساً على محمد بن سلمان، الذي بدأ يعريّ ذاته تلقائياً عن كل امتحان.
يعتقد الكثير من السعوديين والمسؤولين الأجانب أنّ طموح محمد بن سلمان لا يقتصر على تحول السعودية في خطة 2030، التي فتح لنفسه من خلالها، مجالاً يكفي للسيطرة على زمام السلطة، إلاّ أنّ الشاب، يصل إلى الرغبة في الإطاحة بابن عمه البالغ من العمر 57 عاماً قبل ذلك الحين، الذي قد يسبقه موت والده الملك، وضياع مهلة 2030 مع العرش.
لمحمد بن نايف، روابط قوية بالعديد من أفراد الأسرة الحاكمة الأكبر سناً، وله علاقة تقليدية بالطبقة الدينية المتمثلة بالوهابية، وعلى الرغم من ذلك، يرى العديد من السعوديين والأميركيين أن الأمير نجل الملك محمد بن سلمان، ندجح في خطوات واسعة لإضعاف ابن عمّه نايف، لكنه بدأ يصطدم بجدار من الفشل اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً.
محطة عهد ترامب، تبدو مفصلية في العلاقات الأميركية – السعودية، وبالتالي، البحث عن سؤال من سيتولى الحكم، مطروح أكثر مما سبق في البيت الأبيض، ولعل تكريم وكالة الاستخبارات المركزية ولي العهد محمد بن نايف السبت، لما اسمته بإسهاماته في العمل الاستخباراتي في مكافحة الإرهاب، تشكل الانطباع الأوّل لادراة ترامب.
المبادرة الأميركية هذه، تعيد إلى الأذهان محمد بن نايف كما كان معهد واشنطن للدراسات قد سلّط الضوء عليه، بوصفه أمير مكافحة الإرهاب، خصوصاً وأنّ المرحلة التي تمر بها المنطقة، تنبأ بأنّ الحرب على تنظيم “داعش”، قد تستعر، وأنّ التنظيم، سيسيل إلى المملكة ذات الأرضية الخصبة له، وهو ما حذّر منه مسؤولون أميركيون بينهم باراك أوباما، ومراكز دراسات مختصّة بالجماعات الإرهابية. وحينها، لا تبدو فرص أمير الرؤية محمد بن سلمان كبيرة، بعدما أدى صعوده السريع، إلى فشله السريع.