“كارنيغي”: سياسة واشنطن في اليمن تخدم “القاعدة”
“رُب ضارَّة نافعة”، هو لسان حال تنظيم “القاعدة” في اليمن بعد وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة، خاصة في ظل مؤشرات أولية توحي بميل الإدارة الحالية إلى منحى مُتعسكِر قد يفاقم تعقيد الحرب القائمة في اليمن، مع دلالات تشير إلى أن هكذا منحنىً سيبث الروح مجدداً في أوردة تنظيم “القاعدة” ليعود وينبعث بشكل أقوى وأشد.
وقد ذكر مركز “كارنيغي للشرق الأوسط” في تقرير أعدَّه الباحث والمتخصص في السياسة الخارجية الأميركية بيري كاماك، إن السياسات الأميركية في اليمن المتمثلة باستمرار توريد الأسلحة إلى السعودية والمتجهة نحو المزيد من الانغماس في الأعمال العسكرية بشكل مباشر، أمر من شأنه أن يفاقم من دموية الحرب الدائرة، معتبراً أن التصعيد العسكري الأميركي ضد “القاعدة” “لن يُجدِ نفعاً”.
وأشار كاماك في تقريره إلى تقديرات مؤسسة “ذي نيو أميركا فاونديشن” التحليلية، والتي جاء فيها أن الحملات الجوية الأميركية ضد “القاعدة” قتلت ما بين ألف و1250 مقاتلاً في اليمن منذ عام 2009، فيما أشار تقرير صدر مؤخراً عن “إنترناشونال كرايزس غروب” إلى أن “القاعدة” استفادت من الحرب المستمرة وأصبحت “أقوى من أي وقت مضى”، كما ارتفع عدد مقاتليها من بضع مئات إلى نحو أربعة آلاف مقاتل في الوقت الراهن.
وفي هذا الإطار، أقرّت وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها السنوي الأخير عن الإرهاب الصادر في يونيو/حزيران 2016 بأن “القاعدة” تمددت خلال عام 2015 إلى المحافظات الجنوبية والشرقية على الرغم من خسارة عدد من كبار قادتها، وتمكنت من توسيع ملاذاتها الآمنة في اليمن، ما عقَّد عملية مكافحتها بشكل أكبر.
ولم يكتف تقرير “كارنيغي” بهذا الحد، إذ ألقى الضوء على واحدة من أخطر سقطات محور الرياض العدواني في اليمن، إذ أنه وفي الوقت الذي تدَّعي السعودية محاربة “القاعدة” في اليمن، عيّن عبد ربه منصور هادي، المدعوم سعودياً، أحد أبرز أعضاء تنظيم “القاعدة في شبه الجزيرة العربية”، ويدعى نائف صالح سليم القيسي، في منصب محافظ البيضاء. وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أدرجت القيسي على لائحة الارهاب في مايو/أيار 2016 بتهمة جمع الأموال للإرهابيين.