“جزية” السعودية للولايات المتحدة الامريكية
في وقت ارتأت فيه الإدارة الأميركية تغيير سياساتها في سوريا مع عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب، عمد الحليف السعودي إلى الاستجابة المطلقة لمطالب سبق وأشار إليها ترامب، من إقامة مناطق آمنة بتمويل خليجي، إلى المشاركة في الحرب على الإرهاب.
يشكل اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإنشاء مناطق آمنة في سوريا بادرة للدخول إلى لعبة التقسيمات، والتي من شأنها تغيير معادلات سياسية على الأرض تطال كلاً من تركيا والعراق والخليج (الفارسي).
فقد جاء مشروع إنشاء مناطق آمنة في سوريا وغيرها لضم اللاجئين مصحوباً بضريبة “الجزية” التي وعد بها ممالك النفط ترامب، إذ أكد أنّ السعودية ودول مجلس التعاون ستتحمّل تكاليف المشروع، وهو ما أكده وزير الخارجية السعودية عادل الجبير لترامب عندما تحدث عن استعداد بلاده المشاركة في إقامة هذه المناطق، لا بل إرسال قوات سعودية إلى سوريا لمكافحة تنظيم “داعش” بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية.
وأوضح الجبير، في تصريحات لصحيفة “زود دويتشه تسايتونج” الألمانية، أن السعودية ودولاً أخرى في الخليج (الفارسي)“أعلنوا عن الاستعداد للمشاركة بقوات خاصة إلى جانب الولايات المتحدة”، وأن “بعض الدول من “التحالف الإسلامي ضد الإرهاب والتطرف” مستعدة أيضاً لإرسال قوات”.
وبدا التنسيق بين واشنطن والرياض، حول الخطة وكيفية تنفيذها، واضحاً في حديث الوزير السعودي، فيما أشار مراقبون إلى الطريقة التي تحدث من خلالها ترامب الذي يحمل ما وصفوه بـ”النظرة الدونية” إلى الدول العربية، معتبرين أن ما أشار إليه حول إقامة مناطق آمنة أخرى في غير سوريا وإرسال فاتورتها إلى السعودية وأخواتها لهو أبشع أنواع الابتزاز.
واعتبر المراقبون أن عدم الرد من قبل قادة الدول الخليجية على تصريحات ترامب أمر سيء وإهانة كبرى، مشيرين إلى أن المتحدث باسم ترامب أكد وجود موافقة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز على هذا التوجه أثناء مكالمة جرت بينه وبين ترامب قبل أسبوعين، وتعني وهذه الموافقة استعداد سعودي لتحمل التكاليف الكاملة “من أجل البقاء”، تطبيقاً لمعادلة ترامب: “أموالكم مقابل بقاؤكم”.