صمود وانتصار

بغداد ودمشق : تحالف عسكري “جوي” ثم “بري”

تتجه حكومتا بغداد ودمشق نحو حالة أشبه ما تكون بالتحالف العسكري بين العراق وسوريا على الصعيدين الجوي والبري بهدف القضاء على تنظيم عصابات داعش الارهابية.

فبعد الضربة الجوية التي وجهتها طائرات f16 العراقية إلى مواقع للتنظيم الإرهابي في منطقة البو كمال داخل الأراضي السورية تتجه الحكومة العراقية الى توجيه ضربات مماثلة وبوتيرة أعلى خلال الفترة المقبلة بنتسيق عال مع نظيرتها السورية.

ولن يقتصر هذا التنسيق على الجانب الجوي فقط، فالجانب البري هو الآخر سيشهد تنسيقا عاليا بين العراق وسوريا لكن هذه المرة بين حكومة دمشق وفصائل المقاومة الإسلامية التي ينضوي أغلبها في قوات الحشد الشعبي العراقية.

وفي التفاصيل قال النائب عن التحالف الوطني والوزير العراقي السابق جاسم محمد جعفر البياتي ، إن “الحكومة العراقية تعتزم تكليف الطيران العسكري بتوجيه ضربات جوية جديدة في العمق السوري بهدف إيقاف تمدد عصابات داعش الإرهابية نحو العراق للقضاء عليها بالكامل”، موضحا في بيان ورد لوكالة أنباء فارس، أن “اتفاقا عقد بين الحكومتين السورية والعراقية على استمرار الضربات الجوية للطيران الحربي العراقي في العمق السوري بهدف القضاء على العصابات الإجرامية وإيقاف تمددها باتجاه المناطق الحدودية المشتركة بين العراق وسوريا”.

البياتي أوضح، أن “حكومتي بغداد ودمشق تعتزمان تشكيل غرفة استخبارية مشتركة لتزويد الطيران الحربي العراقي بالمعلومات الدقيقة عن تواجد تلك العصابات تمهيداً لقصفها”.
وأضاف، إن “العراق سينهي حربه ضد العصابات الإجرامية بمدة زمنية لا تتجاوز شهرا أو شهرين فيما ستستمر ضربات الطيران الحربي للقوة الجوية في الأراضي السورية لحين القضاء على داعش هناك”.

من جانبه أكد المستشار السياسي لكتائب سيد الشهداء المنضوية في الحشد الشعبي حسن عبد الهادي أن فصائل المقاومة الإسلامية على أهبة الاستعداد لقتال داعش داخل الأراضي السورية وصولا الى الجولان المحتل بطلب من حكومة دمشق ،موضحا أن داعش والصهيونية وجهان لعدو واحد وأن الأول مدعوم من الأخير.

وقال عبد الهادي في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس، إن “فصائل المقاومة كانت تقاتل في سوريا قبل دخول داعش الى العراق واليوم أعلنت هذه الفصائل أن لديها الامكانية على مساعدة الجيش السوري في تحرير أراضيه من الدواعش والصهاينة وخصوصا الجولان المغتصبة”.

وأضاف، إن “الدواعش ولاسيما من يحملون منهم الجنسية الاجنبية يفرون اليوم من الموصل وفصائل المقاومة ادركت هذه الحقيقة الاستخبارية المؤكدة وهنالك تنسيق بين الجيش السوري واستخبارات المقاومة في هذا الإطار”.

وتعليقا على هذا الموضوع يرى مراقبون أمنيون أن التنسيق العالي بين العراق وسوريا سيفضي الى القضاء على الإرهاب في البلدين.

حيث يقول المحلل الأمني فاضل أبو رغيف في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس ،إن “هنالك تنسيقا عاليا جدا بين الحكومتين العراقية والسورية بغرض توحيد الصفوف والمعلومات والبيانات الخاصة بالتنظيمات الإرهابية لتبادلها بين الجانبين”.

ويضيف ،إن “هذا التنسيق قد يؤطر في إطار أكثر رسمية وقد يؤدي الى نتائج باهرة تكشف أغلب تلك التنظيمات وتقضي عليها لاسيما في سوريا” ،موضحا أن “الظروف التي يمر بها العراق تبرر له التعاون مع أي جهة وبالتالي الدول التي ترفض هذا التنسيق ستتفهم الحرج والضيق الذي يتعرض له العراق”.

من جانبه قال أستاذ الأمن الوطني في جامعة النهرين العراقية حسين علاوي ،إن “التنسيق بين العراق وسوريا كان في مجال التعاون الاستخباري وارتفع اليوم الى مستوى التعاون في توجيه ضربات جوية وهذه الضربات الجوية كانت بالتنسيق بين العراق وسوريا وبعلم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد داعش”.

وأوضح لمراسل وكالة أنباء فارس ،إن “الطائرات العراقية سوف تشارك في عمليات مقبلة بعد انتهاء عمليات الموصل لتكون لها عمليات محورية بالتنسيق مع التحالف الدولي”.