صمود وانتصار

العدوان .. السقوط والانكشاف

علي احمد جاحز

العدوان كل يوم يثبت لنا انه مجرد عدوان حاقد عدائي هدفه تدمير اليمن واضعافه وانهاكه واعادته الى حضيرة الوصاية والتبعية المهينة ، وكل الشعارات التي كان يرفعها ليضحك على الاغبياء والمرتزقة سقطت ، والشواهد كثيرة وواضحة لمن لديه ذرة وطنية او حتى مجرد عقلانية وحس انساني .

كنا نقول دائما ان مشكلة البعض داخل اليمن مع ثورة21 سبمتمبر هي مشكلة مع مشروعها الثوري التحرري الذي ينزع للتحرر من الوصاية ويسعى للاستقلال وامتلاك القرار الوطني والنأي باليمن بعيدا عن مشاريع امريكا واسرائيل التي تهدف الى اضعاف المنطقة العربية وتفكيكها واغراقها في الفوضى والضعف والانهيار لصالح بقاء الكيان الصهيوني كقوة وحيدة في المنطقة .

ولهذا شن العدوان وتحالفت معه كل قوى الشر في العالم وسكتت وتواطأت كل الانظمة والمؤسسات التي تدعي الحياد ، من واقع معرفة وادراك حقيقي لمعنى ان تتحرر اليمن وتنجح ثورته وتصبح انموذجا على مستوى المنطقة والعالم ، لان العالم اليوم تحكمه منظومة الشر الشيطانية التي تقودها امريكا ، وهي من تتحكم بقرارات الدول وتوجهاتها ، ولا تسمح لاي دولة ان تخرج عن سيطرتها او على الاقل ان تتحصن من اختراقها .

لم يعد بامكان اي مؤيد للعدوان ان يباهي بتأييده للعدوان ويرفع ايا من تلك الشعارات التي كان يرفعها ، لان العدوان في كل مرحلة اثبت انه لم يأت ليتبنى تلك الشعارات ولا تلك الطموحات التي كان الاغبياء يرفعونها ، وبالامكان ان نحصي بعضا منها مثلا :

– لوكان العدوان جاء من منطلق ان اليمن شعب عربي وهناك وصاية ايرانية تريد ان تفرض نفسها على اليمن والشعب اليمني لكانت حرب عامين مع تلك الوصاية الايرانية المزعومة قد ظهرت وبرزت ملامحها وافضت الى تفاوض على الاقل مع ايران.

– لوكان العدوان جاء من منطلق الحرص على ما يسمونها الشرعية ، لكانت حرب عامين كافية لأن يدعموا تلك الشرعية المزعومة ويجعلونها تبسط نفوذها على الاقل في المناطق التي تسيطر عليها ويسحبوا كل القاذورات التي اتوا بها الى الجنوب من قاعدة وداعش وجنجويد وغيرها ، ولما تركوها طرفا في صراع عصابات واطراف في التحالف .

– لوكان العدوان جاء ليعيد لعملائه واياديه اعتبارهم ، لكانت حرب عامين كفيلة بان نرى ونلمس احتراما لهم على الاقل في البروتوكولات الرسمية ، بدلا من اهانتهم ورميهم من رصيف الى رصيف والتباهي بشرائهم .

– لوكان العدوان جاء من منطلق الحرص على كيان الدولة ومؤسساتها وحماية مكتسباتها ووحدتها وتماسكها كما يقولون لكانت حرب عامين كافية لان يبنوا مؤسسات في المناطق التي تحت سيطرتهم ، ولما احتلوها بجيوشهم وتقاسموها بين الامارات والسعودية وامريكا واشتروا واستأجروا جزرها لعقود طويلة.

– لوكان العدوان جاء ليدعم مطالب الجنوبيين بالانفصال كما يقولون ، لكانت حرب عامين كافية لان يسلموا الجنوبيين مقاليد ادارة مناطقهم على الاقل بدلا من استخدموهم كوقود لحروب يقودها قادة حرب 94م الاصلاح وعلي محسن وهادي ، ولما ارسلوهم الى حدود السعودية ليقاتلو نيابة عن الجيش السعودي الهش .

– لوكان العدوان جاء من دافع محبة للشعب اليمني كما يقولون ، لكانت حرب عامين كافية ليلمس الشعب اليمني حنان وحب دول العدوان في فك الحصار وعدم المساس بالاقتصاد والشئون الاقتصادية التي تمس لقمة عيشهم وروتبهم ، ولو على الاقل في المناطق التي تحت سيطرتهم حيت وصل سعر الدبة البترول الى 20 الف ريال يمني ، بدلا من الامعان في قتل اليمنيين بالطائرات وترك بقيتهم يواجهون الموت كل يوم سواء عبر تجنيد الجنوبيين للقتال معهم او تجنيد الشماليين مجبرين للدفاع عن انفسهم .

– لوكان العدوان يريد ان يساعد اليمن ويصلح شأن اليمنيين كما يقولون ، لكانت حرب عامين كافية ان يفعلوا او يقولوا شيئا في اتجاه اصلاح شأن اليمن ، بدلا من النفخ في نار الحرب وتمويلها بشكل لا يدل على ان الهدف فقط المساعدة لليمن ، ولكانت حرب عامين بتكلفتها الباهضة واضرارها التي اغرقتهم في مستنقع موحل كفيلة بان تجعلهم يتوقفوا ، فلا يوجد فاعل خير على استعداد ان يفنى ويفني من يريد ان يساعدهم .

حرب عامين كشفت لنا ان الحقد والغل والكراهية لليمن وللشعب اليمني ، هي ما ينطلق منه العدوان على اليمن ، كما انها زادتنا يقينا ان اليمن سينتصر باذن الله .

#جبهة_الوعي

نقلاً عن صحيفة الثورة