صمود وانتصار

الإندبندنت: تقارب الرياض وواشنطن يهدد بحرب إقليمية في الشرق الأوسط

الصمود /متابعات

اعتبرت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية أن التقارب الأخير بين الإدارة الأميركية الجديدة والرياض من شأنه أن يُسعِّر الحروب القائمة في المنطقة، ما يهدد بتكثيف الحرب الباردة الإقليمية في الشرق الأوسط.

تلقت السعودية في الأيام الأخيرة جرعة ثقة كبيرة من الولايات المتحدة، الحليف الاستراتيجي القديم الذي اعتادت الرياض اللجوء إليه حفاظاً على مصالحها، حتى حروبها في المنطقة، كلفت واشنطن القيام بها بالوكالة عنها مقابل تلقي الولايات المتحدة لامتيازات مالية ونفطية ضخمة.

صحيفة “الاندبندنت” ذكرت في تقرير أن انتعاش العلاقة الاستراتجية بين الرياض وواشنطن في عهد الرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب بعد الصدع الذي تسبب به دعم سلفه باراك أوباما للصفقة النووية مع إيران، سيؤدي إلى تكثيف الحرب الباردة الإقليمية في الشرق الأوسط، خاصة في وقت أبدت العاصمتان وجهات نظر مشتركة تتلخص في أن إيران تشكل خطرا على مصالحهما في المنطقة.

التقرير البريطاني نقل عن أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد فواز جرجس قوله، إن المنطقة تتجه لأن تشهد اشتداد الحرب الباردة الإقليمية الشرسة بين إيران والسعودية عبر محوريهما المتناقضين في سوريا واليمن، موضحاً أن تحسن العلاقة بين الرياض وواشنطن من سيؤدي لانتقال الولايات المتحدة من حيادها النسبي إلى تحيز واسع النطاق إلى جانب السعودية، وهذا سيكون له أهمية خاصة في اليمن، والتي ستكون المسرح الرئيسي للأحداث.

تقرير “الاندبندنت” كان قد سبقه تحذير من مغبة انغماس واشنطن في حروب الرياض، وقد نشرت مجلة “فورين أفيرز” الاميركية مقالاً للباحثة السعودية مضاوي الرشيد، تدعو فيه ترامب لعدم دعم نظام آل سعود بشكل غير مشروط، مشيرة إلى أن مثل هذا الدعم يعطي شرعية لتجاوزات النظام، وهو يجعل واشنطن عرضة للإتهام بدعم الديكتاتورية.

قد يبدو طبيعياً سعي الرياض وواشنطن لتحقيق مزيد من التطبيع في علاقاتهما الثنائية القائمة على المصالح المشتركة، غير أن ما هو ليس طبيعياً، يتمثل في الاجندات المخفية لكلا العاصمتين، خاصة وأن ممارساتهما على أرض الواقع لم تسفر إلا عن مزيد من الفوضى وارتفاعٍ في فاتورة الضحايا البشرية.