وعود ترامب لبن سلمان بمواجهة إيران: استنزاف للسعودية المنهكة
الصمود/متابعات
إطلاق الرئيس الأميركي دونالد ترامب الوعود لولي ولي العهد السعودي الاحمق محمد بن سلمان بمواجهة إيران أمر يستحيل تنفيذه بحسب كبار الاستراتيجيين الأميركيين الذين حذروا ترامب من السير في السيايسة السعودية ضد إيران
لم يعد ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أدراجه من واشنطن إلا وهو حامل في جعبته حفنة من الوعود الترامبية، التي تؤهله لتطبيق سياسة بلاده العدوانية اتجاه بعض الدول في المنطقة على رأسها إيران التي شكّلت محوراً أساسياً في لقاء بن سلمان مع ترامب، فيما حذر مراقبون استراتيجيون الرئيس الأميركي من أية محاولة عدائية اتجاه طهران في الوقت الحالي.
وعقب اللقاء، انكشف الغطاء عن وضوح الاتفاقات التي سيعمل على أساسها الطرفان في الفترة المقبلة، وقد تمثل أبرزها في مواجهة إيران بذريعة أنها تشكل “تهديداً للمنطقة”. غير أن هذه الغاية بعيدة المنال مع استبعاد تصنيف “الحرس الثوري” الإيراني كمنظمة إرهابية في اللائحة الأميركية، كما تأمل الرياض، حيث أن المصالح الأميركية في المنطقة، بحسب مصادر أميركية وأوروبية، دفعت إلى تباطؤ قوة الدفع وراء أمر رئاسي محتمل لتصنيف “الحرس الثوري”، مشيرة إلى أن هذه الخطوة من شأنها تقويض الحرب على “داعش”.
كما أن سياسة ترامب التي أعلنها منذ انطلاق عهده مع الرياض، بأن الخليج والسعودية خاصة هي مصدر المال فقط، كشفت عن تخوّف المراقبين من استنزاف أميركي للسعودية في ملف محاربة الإرهاب عسكرياً ومالياً، ومن تحول “التحالف الإسلامي العسكري” بقيادة السعودية إلى ذراع عسكرية برية بيد “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن، يتزامن ذلك، مع الحديث عن إمكانية مشاركة الرياض عسكرياً في سوريا، وهو أمر مستبعد لعدم قدرة المملكة بفتح جبهة جديدة للدخول في خسائر عسكرية كتلك التي في اليمن.
وأشاروا متابعون للعلاقات السعودية الأميركية إلى استحالة تنفيذ وعود واشنطن في الوقت الحالي، خاصة في ما يتعلق بتقويض إيران في المنطقة، مشيرين إلى أن كبار الإستراتيجيين الأميركيين حذّروا ترامب من السير في السايسة السعودية ضد إيران، لأن الأخيرة تواجه تنظيم “داعش” في المنطقة، وأن توجيه السهام نحوها يمثل فتح جبهات مواجهة متعددة، لا تقوى السعودية الغارقة في حرب اليمن والمنهكة اقتصادياً على توليها، ما يفرض على الولايات المتّحدة المشاركة بقواتها على الأرض، وهو خيارٌ مكلف عسكرياً ومادياً وسياسياً، بحسب التجارب السابقة، خصوصاً تلك التي صبغت عهد جورج بوش في العراق.
تجدر الإشارة، هنا، إلى أنّ الوضع الميداني والعسكري في مناطق الصراع من سوريا إلى العراق إلى اليمن تغيّر لمصلحة قوى الممانعة. فكيف للولايات المتحدة الأميركية التعويل على السعودية التي بات دورها يقتصر على محاولة استعادة العلاقات مع محيطها؟ في حين أصبحت الجماعات المسلحة التكفيرية المدعومة من الدول العربية في أضعف حالاتها.