(فاطمة الزهراء أم أبيها)
إذا كان زوجات النبي يطلق عليهن أمهات المؤمنين ..
فكيف بمن أطلق عليها الرسول صلوات الله عليه وعلى آله أنها امه ..
(فاطمة أم أبيها ) ..وأضاف أنها سيدة نساء العالمين في الدنيا والاخرة ..
فهي الأم والسيدة .
أم أبيها هكذا كان يناديها سيد الخلق وخاتم الرسل سيدنا محمد صلوات الله عليه وعلى آله … فاطمة الزهراء لقد حظيت سلام الله عليها بأرقى تربية تربت في أحضان أبيها الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وسلم وأمها خديجة تربت على الايمان والتقوى ومكارم الاخلاق ..
فقد بلغت سلام الله عليها ذروة الكمال الانساني والايماني للمراه وجسدت في حياتها قيم واخلاق على أرقى مستوى . كانت سيدة نساء العالمين؛سيدة نساء المؤمين ؛سيدة نساء أهل الجنه .
(.فقد قال الرسول صلوات الله عليه وعلى آله أنها سيدة نساء العالمين وانها بضعة مني من اذاها فقد اذاني ) كما قال صلوات الله عليه وعلى آله ( سيدة نساء أهل الجنة فاطمة).
هذا المقام العظيم ليس مجرد مقام تشريفي وإنما كان مقاماوصلت إليه بجدارة.. كانت سلام الله عليها هي القدوة . قدوة المراه المؤمنه .. كانت هي وأهل بيتها ممن يؤثرن على أنفسهن لأجل الاخرين .
تتجلى أحيانا الاشياء بمظاهر جذابه كما حصل مع فاطمة الزهراء والامام علي عليهما السلا م في إطعهم المسكين واليتيم والأسير .. إطعامهم الأخرين والأهتمام بهم وإيثارهم على أنفسهم ..من منطلق ابتغاء وجه الله .. قدموه وهم في امس الحاجة إليه ..
هذه الروحيه هذه النيه تلك المقاصد هي التي بلغت حفنة من الشعير اقراصا معدوده أن تخلد تلك الفضيله وتلك العطية العظيمة والبسيطه في القران .. (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا) [سورة اﻹنسان 8 – 13]
لقد كانت الزهراء عليها السلام نعم الابنة ، كثيرة الحنان لابيها ..حتى كان يناديها الرسول صلوات الله عليه وعلى آله (بأم ابيها) وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله في تعامله معها يدلل ويكشف مقامها عندالله سبحانه وتعالى ..
فقد روي في السير ويتحدث الكثير عن طريقة النبي في التعامل معها فكان اذا اتت الى المنزل بعد أن تزوجت لزيارته يقوم لها من مجلسه ويجلسها مكانه إعظاما واجلالا بكل أحترام وتقدير .
كانت السيدة فاطمة الزهراءمن النماذج النسائيه الراقيه ومصدر للعطاءوقدوة حتى في الخصوصيات التي تختص بها المراه…. بفطرتها وكينونتها ..
لذا على المرأة المسلمة ان تقتدي بالسيدة فاطمة عليها السلام .. في كل جوانب الحياه فقد كانت مخلصه لبيتها وحياتها الزوجيه .. كما كانت نعم الابنة الطائعة والباره بوالديها.
وأن نكون على شجاعة الوقوف مع الحق مهما كانت النتائج والظروف …
كما نتعلم من سيرتها الثبات في المواقف والصبر في الشدائد … اذ لم يمنعها مرضها وآلمها وحزنها على الرسول بعد وفاته عن الوقوف مع الحق لتدافع بكل ما أتاها الله من قوةفقد وقفت وخطبت واحتجت وتكلمت بكل وسائل الاثبات مذكرة بوصية رسول الله صلوات ربي عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ..
في الامام علي عندما رفع يده يوم الغدير قائلاً (أن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم . ألست أولى بكم من أنفسكم قالوا بلا يارسول الله.. قال فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ..
اللهم والي من ولاه وعادي من عاده وأنصر من نصره ..وأخذل من خذله.)
كما وقفت عليها السلام مطالبة بحقها المغتصب لتزيل ظلمات الدجى بإشراقة نور الحق ..
وتلفت أنظار المجتمع للأساليب الملتويه التي يستخدمها البعض لتشويه الحقائق..
اليوم يجب أن تعي المراة المسلمة هذا الدور جيدا فتعلم أبنائها عدم الاستهانة برفع الظلم عنهم او الامتناع عن قول الحق والدفاع عنه.. “
ماأحوجنا اليوم لهذا النموذج الرائع الذي تمثله الزهراء عليها السلام للمراه المسلمه الذي يمكن أن تقتدي كل امراه مسلمه بها..
اليوم ونحن نعيش في عصر يفتقد للكثير من المفاهيم والقيم الأخلاقيه والانسانيه ومختلف تمام عن عصر الزهراء عليها السلام ..
لذا لابد من استحضار تلك السلوكيات والعمل وفقا لها ..كي نكون مجتمعا فاضلا ناجحا يواكب التقدم والتحضر ..
وفي نفس الوقت يحافظ على العفة الشرف .”.
سلام الله على فلذة كبد المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله . سلام الله على فاطمة البتول الزهراء..
بقلم / هيفاء عباس