الناطق الرسمي للجيش يتحدث عن أخر المستجدات في مقابلة مع أنصار الله (نص المقابلة)
الصمود / 6 / أبريل
أكد الناطق الرسمي للجيش اليمني أن القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية والقوة العسكرية بكافة تفاصيلها ترتقي يوماً بعد يوم مؤكداً أن الأيام القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت التي ستُثلج قلوب المؤمنين وستُسقط عنجهية وصلف قوى الغزو والاستكبار العالمي ..
وأوضح العميد شرف لقمان في مقابلة خاصة مع موقع أنصار الله الرسمي بمناسبة الذكرى الثانية لصمود شعبنا اليمني العظيم أهداف العدوان الغاشم والمخططات التي هدفت إلى إنهاء القوة العسكرية اليمنية بما فيها القوة الصاروخية ، معلقاً على الأحداث المؤسفة في المحافظات الجنوبية والكثر من القضايا الأخرى :
نص المقابلة :
– لماذا العدوان مادام العدو كان قد ضمن تفكك الجيش وإنهاكه وأنه لم يعد يشكل خطراً عليهم ؟
بسم الله الرحمن الرجيم وصلى الله على سيدنا محمد الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وبعد:
العدوان على اليمن أتى ضمن مخطط أمريكي صهيوني لإعادة رسم الخارطة السياسية للعالم العربي والإسلامي ( سايكس بيكو جديد تتبناه الإدارة الأمريكية والإسرائيلية مشابه تماما لمخطط سايكس بيكو القديم الذي كان في العقد الثاني من القرن العشرين والذي تبنته القوتان الاستعماريتان حينها بريطانيا وفرنسا سنة 1917م ،الضحية المشتركة في الحالتين العالم العربي والإسلامي الذي سُمي حينذاك بتركة الرجل المريض ، بينما يُسمى اليوم الشرق الأوسط الجديد ، والمستفيد في الحالتين هو إسرائيل ، وقد حاولت الإدارات الأمريكية المدفوعة إسرائيليا، والممولة خليجيا فرض هذا المخطط اللعين ابتداء من العراق وفشلت ، ثم انتقلت إلى سوريا وفشلت ، وها هي ( الإدارة الأمريكية) الآن وبصورة أحدث وأخبث تحاول فرضه من اليمن بواسطة أذرعها العربانية المتأسلمة ( السعودية ودول التعاون الخليجي) ، أعتقد جازما أن هذا هو الهدف الرئيسي من العدوان على اليمن ، وكل ما تقوله وسائل الإعلام ( العربية العبرية) مجرد ذرائع ليس إلا! … هذا أولا…
وثانيا: السعودية ومنذ أن تم غرسها من قبل المستعمر البريطاني تُكن حقدا غائرا على اليمن وشعبه ، وتعمل على إضعافه وإفقاره حتى يبقى تحت هيمنتها وتبذل الملايين لخلق بؤر الفتنة والقلاقل حتى لا تقوم لليمن قائمة ، والتاريخ مليء بالشواهد على ذلك ..
ثالثا: حكومة بني سعود ورثت الحقد والخوف والرعب الذي غرسه مؤسس الدولة السعودية الثالثة الذي أوصى أبناءه بعدم إتاحة الفرصة لليمنيين بأن يبنوا دولتهم ويعملوا على تقوية وتوطيد أركانها لأنها وبحسب قوله ( في قوة اليمن ضعفكم وفي ضعفها قوتكم)، فهي تعيش في حالة فوبيا من اليمن وشعبه…
رابعا: هناك تحالف حماية ومصالح سعودي صهيوني أمريكي قديم كان سريا واليوم أصبح ظاهرا معلنا ، فكلما ظهرت قوة أو دولة أو حتى جماعة مستضعفة ترفض إسرائيل وقد تُهددها يوما أو تُشكل خطرا عليها ، نجد حكومة بني سعود وبدون أن تعلن ذلك صراحة تعمد إلى اتخاذ كل الوسائل بما فيها الاقتصادية والأمنية وغيرها لضرب هذه القوة وتدميرها بطرق مباشرة أو غير مباشرة بالتعاون مع أمريكا وبريطانيا، رأينا ذلك في العراق ورأيناه في سوريا ورأيناه في ليبيا ورأيناه ونراه اليوم في اليمن .. باختصار ( السعودية صمام أمان إسرائيل، ووجود هذه مرتبط بوجود تلك، وما يهدد هذه يهدد تلك في تناسب طردي ، كشف العدوان على اليمن ما كان مستورا من قبل..
وهناك عوامل أخرى لعل من أهمها العامل الأيديولوجي الديني المنبثق من فشل الإسلام الصهيوني المسمى بالوهابية من القضاء على الإسلام المحمدي الخالص الذي أخذه اليمنيون على يد أمير المؤمنين مدينة علم رسول الله صلى الله عليه وعلى أله واعتنقوه ، فكان حصنا حصينا ضد كل الاختراقات اليهودية
هذه العوامل مجتمعة جعلت بني سعود يتحينون الفرص للإجهاز على الشعب اليمني الحُر الأبي ليخلقوا مكانه شعبا ذليلا خانعا يرضى أن يعيش على فُتات موائد بني سعود .
– قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي قال في أحد خطاباته (مواجهة الأقوياء يجعل منك قويا ) هل من تفسير عسكري لهذه العبارة وهل تترجمت فعلياً بالنسبة للجيش واللجان الشعبية ؟
سلام الله على سيدي عبد الملك – فقد قال حكمة تمثل كبد الحقيقة، تُثبت الوقائع والأحداث أن مواجهة الأقوياء تكسبك قوة كما أن مواجهة الضعفاء لا تؤدي إلا إلى الضعف، وكما أن هذه الحكمة تمثل واقعا معاشا حتى على المستوى الفردي، فإنها تأكدت في جبهات القتال وفي مختلف الصنوف،
فأنت تُلاحظ كما الجميع يلاحظ أنه منذ بدأ العدوان على شعبنا وجيشنا تم ضرب منظومات الدفاع الجوي والطيران والقوة البحرية ولم يتبق إلا القوة البرية (المشاة تحديدا) ، وفي الوقت الذي امتلكت قوى العدوان أحدث الأسلحة وأفتكها وفي ظل السيطرة الجوية الكاملة للعدوان وبعد القرار الشجاع من القيادة تقدم المقاتل الفرد المشاة بسلاحه العتيق متوكلا على الله واثقا من نصره وتأييده وواجه تلك القوى المجحفلة وهزمها شر هزيمة رغم قوة وحداثة عتادها وإمكاناتها وسطر ملاحم تُنقش في سفر التاريخ وأصبح المقاتل المجاهد اليمني مضرب المثل في الشجاعة والقوة والإقدام، ،هذا جانب،،
ومن جانب آخر ، ونظرا لقوة الخصم وعتاده الحربي ونظرا للحصار البري والبحري والجوي وجد المواطن اليمني نفسه أمام تحد لابد من مواجهته والاعتماد بعد الله سبحانه وتعالى على إمكاناته المتوفرة وتفعيل الملكات الإبداعية التي أودعها الخالق جل شأنه فيه ، فاخترع وأبدع سواء في مجالات الدفاع والقدرات التسليحية أو في مجالات الإبداع العلمية ، فاخترع السلاح وطور الموجود بما يلبي متطلبات الدفاع والصمود وتحقيق معادلة الردع ، فصنع الصواريخ ابتداء بالصرخة مرورا بالزلزال كما طور الموجود فجعل من صواريخ سكود التي توصف بأنها غير دقيقة ليجعلها بفضل الله دقيقة وفعالة كما زاد من مداها وقدرتها وتزويدها بمنظومات تتغلب على الرد والاعتراض وصولا إلى البركان 1 الذي وصل إلى جدة وما بعدها مصيبا أهدافه متغلبا على صواريخ الاعتراض الأمريكية الباتريوت بمختلف أنماطه ونماذجه، ثم البركان 2 الذي وصل مزمجرا متحديا إلى قلب الرياض وما بعدها دونما أي عارض يواجهه ومن ثم تم تحييد منظومات الاعتراض الأمريكية بفضل الله سبحانه،،
أيضا وفي بادرة إبداع يمنية فريدة ربما تكون الأولى عالميا تمكن العقل اليمني من تحويل وتطوير منظومة صاروخية أرض-جو قديمة خارجة عن الخدمة منتهية الصلاحية إلى منظومة صاروخية أرض-أرض جديدة كليا عالية الدقة وبمديات بعيدة وصلت إلى أكثر من 350 كيلو متر مثل منظومة صواريخ سام 2 الروسية أرض-جو التي تعود إلى خمسينيات وستينيات القرن الماضي والتي أُعلن رسميا وفي البلد المصنع لها خروجها عن الخدمة والجاهزية إلا أن العقول المستنيرة المبدعة في القوة الصاروخية تمكنت من تطويرها وتحويلها إلى منظومة صاروخية بالستية أرض-أرض متوسطة وبعيدة المدي جديدة كليا وعالية الدقة أُطلق عليها القاهر1 ، والقاهر إم 2 التي قهرت بفضل الله سبحانه وتعالى قوى الغزو والاحتلال الأمريكية السعودية ودمرت مراكز قيادة العدوان ومرابض طائراته في قاعدة خميس مشيط .. وعجلت التطوير والإبداع مستمرة وبوتيرة عالية لتكسر قرن الشيطان وتمرغ أنفه في الحضيض فلله الفضل والمنّه ولقواتنا الصاروخية الشكر والتقدير..
– أعلن ناطق العدوان عسيري في منتصف ابريل 2015، تدمير الترسانة الصاروخية اليمنية بنسبة 90%، الا انه لا يزال شرط تسليم الصواريخ البالستية كبند رئيسي لأي اتفاق وفق ما اعلنه المبعوث الاممي المشبوه ولد الشيخ ، كيف تعلقون على هذا ؟
طبعا نحن نعرف كما يعرف العالم أن على رأس قوى العدوان على اليمن إمبراطوريات مالية وعسكرية عملاقة يسعدها أن تسمع تقارير نجاحات حتى ولو كانت وهمية حتى تستمر في دفع ملايين الريالات والدولارات لمرتزقتها وأذيالها … من هنا كانت تصريحات ناطق العدوان لكسب المزيد من أموال الأمة (المدنسة) التي سُخرت لتدمير الأمة خدمة للمشروع الصهيوني الأمريكي،،
صحيح أن هجمات العدوان الأمريكي السعودي البريطاني الصهيوني الغاشم قد تمكنت من تدمير جزء من بنيتنا العسكرية والمدنية ، إلا أننا وبفضل الله تمكنا من امتلاك زمام التصنيع ، فليدمروا ما استطاعوا وسوف نصنع المزيد الأقوى والأدق والأبعد مدى .. والأيام القادمة ستكون بعون الله حبلى بالكثير والكثير من المفاجآت التي ستُثلج قلوب المؤمنين وستُسقط عنجهية وصلف قوى الغزو والاستكبار العالمي
– اعتمد العدو السعودي شراء الذمم واشترى الكثير من أبناء اليمن خصوصاً أبناء المناطق الجنوبية ما موقفكم من هذه الخطوة وماهي رسالتكم لأبناء المحافظات الجنوبية؟
هذه الظاهرة ليست جديدة وليست مفاجئة، فلم يعد سرا أن الجارة الكبرى تعمل منذ أكثر من خمسين عاما على إفقار الشعب اليمني وحكومته وتمنع أي بادرة نماء أو رفاه لهذا الشعب، ومن ناحية أخرى تعمل على شراء أجراء لها داخل هيكلية الدولة اليمنية ممن ارتضوا لأنفسهم أن يبيعوا الدين والقيم والمثل والأخلاق والعادات والتقاليد اليمنية المنبثقة من روح الإسلام وتعاليم الدين والأمانة فيعملون وفق ما تمليه عليهم حكومة بني سعود ضد شعبهم الذي أوصلهم إلى المناصب والمسؤوليات الواقعة على عواتقهم، وقد نشرت بعض وسائل الإعلام والصحافة التابعة لهم كشوفات ببعض أسماء أولئك المرتزقة من الذين يشغلون أعلى المناصب والقيادات السياسية والإدارية والعسكرية والمشيخية القبلية وانتم على علم واطلاع على ذلك، هذا أولا..
وأما ثانيا: فإن قوى العدوان وفي مقدمتهم السعودية والإمارات ومن معهم عندما جربوا مواجهة مقاتلينا الأشاوس من أبطال الجيش واللجان الشعبية أدركوا حقيقة أنهم لا قبل لهم بهذا المجاهد اليمني البطل رغم قوة سلاحهم ورغم غطاء طيرانهم ورغم استخدامهم مختلف أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دوليا إلا أنهم وفي كل مواجهاتهم مع جيشنا ولجاننا يولون الأدبار تاركين وراءهم كل تلك الترسانات ليحرقها رجال الرجال بالولاعات، وقد استعانوا بمرتزقة من كل أصقاع الأرض بما في ذلك أبطال أفلام الأكشن الأمريكية كعصابات البلاك ووتر والداين جروب وغيرهم من الكولومبيين والأمريكيين والشيشانيين وغيرهم الكثير الكثير الذين انكسروا وفروا كالجرذان أمام سطوة وبسالة وشجاعة أبطالنا بعد أن قُتل منهم من قُتل وأصيب من أصيب… عندها أدركوا جميعا أن لمس تراب اليمن ليس متعة ولا نزهة وإنما هلاك حتمي وموت محقق ، وأن مواجهة اليمني تستحيل إلا من يمني مثله ، فعمدوا إلى استغلال الفقراء والمعدمين والعاطلين والمشردين ومن من لا يمتلكون أي ثقافة وطنية ولا حس ديني ولا شعور بالانتماء لهذا الوطن وخاصة وبكل أسف من أبناء المناطق الجنوبية ليشتروا ذمته المنعدمة أصلا وحتى يقاتلوا نيابة عنهم فكان مصيرهم كمصيرهم وهلاكهم كهلاكهم وأثبت رجال الرجال حقيقة لا قولا أن اليمن مقبرة للغزاة ، محرقة ومهلكة للخونة والعملاء
– استطاع الغزاة والمحتلين اقناع أبناء المحافظات الجنوبية بأن الاحتلال في صالحهم ، لكننا نرى القتل والذبح والاغتيالات ،،، كيف تقيمون الوضع الأمني هناك وما الذي حققه الغزاة للجنوبيين ؟
المشكلة ليست في العدوان، فالعدو دائما يحاول النفاذ إلى هدفه مستخدما كل الإمكانيات كما تعمل السعودية منذ إنشائها في قلب الجزيرة من قبل المستعمر مع اليمنيين، المشكلة تكمن في غياب الوعي وانعدام القضية وضبابية التفكير لدى البعض وذلك بفعل النُخب السياسية والثقافية التي ارتمت في أحضان العمالة والارتزاق وتبنت مشاريع القوى الخارجية وبالتالي عملت عبر وسائلها الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي على غرس ثقافات التتويه لدى الشباب حتى خلقت قطاعا مجتمعيا فاقدا لقضيته تائها حائرا لا يدري مصلحته ومصلحة وطنه …
وكما قال السيد القائد عبد الملك الحوثي حفظه الله: الانسان الذي تفرغ من حميته وشرفه يصبح انسان تائه كل اهتمامه في المياعة والضياع والرذيلة لن يبقى لديه اهتمام بقضاياه المصيرية والمهمة وبشئون بلده الكبيرة.
إلا أنهم وبعد أن تنازلوا عن شرفهم وكرامتهم وباعوا ضمائرهم وأرضهم وأعراضهم ماذا كانت النتيجة؟ وماذا قدم لهم الغازي والمحتل؟
انظروا معي إلى أكبر نموذج للعمالة والارتزاق: ذلك هو كبير الخونة والعمالة المدعو عبد ربه هادي وانظروا إلى المناطق التي قالوا أنها تحت سيطرته ، هل يستطيع اليوم أن يعود إلى القصر الرئاسي في عدن دون الحراسات الأجنبية وهل يستطيع المبيت ليلة في عدن أو في مسقط رأسه الوضيع في أبين، هل يستطيع أن يصدر أمرا أو قرارا دون موافقة المحتل ، ألم يُهن من ضابط إماراتي صغير في عدن رفض إخلاء مبنى صغير أمر هادي بإخلائه؟!
هذا نموذج بسيط لما يسمونه رأس النظام الذي يدعم العالم شرعيته، فأين هي شرعيته وهو لا يستطيع دخول الحمام إلا بحراسة أجنبية ، وعلى ذلك فقس … اليوم أبناء المناطق الجنوبية لا يستطيعون التحرك بحرية وأمان داخل وطنهم ، فالقتل أصبح مشهدا يوميا مألوفا هناك والجندي الإماراتي يعيث في البلد دون حسيب أو رقيب، وابن البلد الذي تعاون مع هذا المحتل خانعا ذليلا لا يستطيع أن يلفظ ببنت شفة خوفا من غضب هذا الغازي الصلف
وأزيدك من الشعر بيت ،، أحدهم حدثني أنه خرج في إحدى المناسبات مع أهله في نزهة إلى إحدى الحدائق في عدن ، وأثناء ذلك جاء بعض الصعاليك وهم يمتشقون السلاح ويتمنطقون بالجعب والقنابل، وبدأوا التحرك والعبث مع أهل بيته وعندما اندفع صارخا ليدافع عن عرضه ، فهمّ أولئك بقتله لولا تدخل المواطنين الذين أخذوا باللوم على صاحبنا الذي حاول أن يدافع عن شرفه وعرضه وأخيرا نصحوه بأن يعتذر وينسحب مع أهل بيته قبل أن يُقتل هو وأسرته !!
باختصار هذا هو الوضع القائم في المحافظات الجنوبية ، وهذا نموذج لما منحه الغازي لمن تعاون معه وسلّم له ،،، فهل سيبقى أبناء الجنوب الشرفاء الغيارى ساكتين على هذا الذُل؟ وإلى متى؟ هذا السؤال برسمهم .
– منظومات صاروخية متنوعة ، وطائرات بدون طيار رغم الحصار والعدوان ،، هل من إيجابيات للعدوان ؟
ذكرت في ما سبق أن هذا العدوان الهمجي الغاشم على بلادنا، ورغم عنجهيته وشراسته ودمويته، ورغم كل الخراب والدمار الذي أحدثه في بُنانا التحتية وممتلكاتنا العامة والخاصة، ورغم أنهار الدماء التي أهرقها لنسائنا وأطفالنا وآبائنا وأبنائنا، ورغم طول مدة هذا العدوان وتكالب العالم علينا والذي نبأنا به سيدنا رسول الله صلوات الله عليه وعلى آل بيته الطاهرين حينما قال: (يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها … إلخ) إلا أننا نرى أن لهذا العدوان جوانب نراها إيجابية ومنها:
1- أنه أخرج كبار العملاء والخونة ليصطفوا مع قوى الغزو والاحتلال وبالتالي أصبحوا أعداء ظاهرين جليين أمام الشعب اليمني دونما أقنعة أو تستر بأية عناوين ، وأن تتعامل مع عدو ظاهر أسهل من العدو الخفي الذي ينحر في جسد الأمة
2- نبهنا وحذرنا كثيرا ومنذ بداية العدوان بضرورة الحذر من الخلايا النائمة التي تمثل الطابور الخامس للعدوان ، وللحقيقة والتاريخ فإن أبطال الجيش والأمن واللجان الشعبية وبتعاون الشرفاء الوطنيين من أبناء المجتمع تمكنوا خلال الفترات الماضية من كشف عشرات الخلايا ومخازن السلاح وعملاء المعلومات وتحديد الإحداثيات وتجنيد الشباب .. و..و.. إلخ ..ولكن ورغم كل النجاحات التي أحرزتها الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية إلا أنه ما زال هناك الكثير من البؤر التي تعمل للعدوان وهي موجودة في أوساطنا وتعمل بفاعلية على تأليب الرأي العام وإثارة البلبلة بترديد الشائعات التي تستهدف النيل من ثبات وصمود الشعب اليمني والتي عانينا منها الكثير، وبعد الصبر الطويل الناجم عن الحكمة الفذة التي تتعامل بها قيادتنا إزاء ذلك ها هو قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي حفظه الله يوجه باتخاد حزمة من الإجراءات ( مصفوفة متكاملة ) للتعامل مع هذه البؤر والخلايا التي تمثل الطابور الخامس حتى نقي الشعب والوطن من مكرهم ، وهنا أهيب بالإخوة في كل مؤسسات الدولة التعامل والتفعيل لهذه المصفوفة حتى يلمس المواطن أثرها .
3- أنه جعل الشعب يعتمد على نفسه كليا وأن يبحث عن مكنونات قدراته المدفونة ليعيد صقلها فكان الإبداع وخرجت الكفاءات بإبداعاتها تصنيعا وتطويرا ، فظهرت الصواريخ المختلفة والطائرات بدون طيار صنع اليمن وكذلك الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ومختلف أنواع الذخائر والعبوات، كما ابتكرت القيادات العسكرية أساليب وتكتيكات جديدة للتعامل مع العدو المتفوق برا وبحرا وجوا، وهذه التكتيكات والأساليب الجديدة للقتال استطاعت بفضل الله التغلب على تفوق العدو التقني والعددي ومرغت أنف جحافله التي أيقنت تماما أن لا قبل لها بمواجهة جيشنا ولجاننا .
4- أنه وحد الشعب اليمني ليهب الجميع بكل فئاتهم قبائل وأحزاب ومنظمات جماهيرية وغير ذلك .. الجميع التفوا حول الجيش واللجان مساندين وداعمين مقدمين كل أشكال الدعم وتقاطرت القوافل إلى الجبهات بالغذاء والرجال والملبس والنقود ..
5- أنه جعل قبائل اليمن المشهود لها في التاريخ العربي والإسلامي تتسابق إلى جبهات القتال دفاعا عن الوطن وذودا عن الأرض والعرض
6- وغير ذلك الكثير الكثير
– بعد عامين من العدوان والصمود ،، هل ثمة مفاجآت أخرى لدى الجيش اليمني واللجان الشعبية ؟
أصعب المراحل قد مرت خلال العامين المنصرمين، وما دام الشعب اليمني قد ارتضى السير وراء قيادة آل البيت الطاهرين وتبنى ما تبنته قيادته الرشيدة واتباع المسيرة القرآنية المباركة، فإن صمود هذا الشعب لا شك في مسار تصاعدي متسارع ، وأن كل هذا الصمود والإباء الذي شهدناه خلال العامين الماضيين ما هو إلا البداية وأن القادم أعظم إنشاء الله ، ومادام العقل اليمني قد امتلك ناصية الإبداع والتصنيع فإن قادم الأيام ستشهد مفاجآت كثيرة ورائعة، وستسمعون قريبا ما يثلج الصدور ويقر العيون بإذن الله تعالى…
– شهدنا هذه الأيام أعمال نوعية للجيش واللجان الشعبية فيما وراء الحدود ،، هل نستطيع القول أننا صعدنا إلى مرحلة أعلى من الخيارات الاستراتيجية ؟
بطولات الجيش واللجان في جبهات ما وراء الحدود كانت وما زالت نوعية وقوية وبفضل الله منتصرة، وإنما توقفت لفترة نتيجة تفاهمات سياسية مع قيادة العدوان، ولإثبات حسن النوايا من قيادتنا السياسية تجاه تجمع العدوان الذي أثبت مع مرور الوقت أنهم إنما كانوا يناورون ويكذبون ويتشدقون بأنهم يبحثون عن السلام، فيما أثبتت الأحداث أنهم كانوا فقط يحاولون كسب الوقت لإعطاء مرتزقتهم فرصا لتحقيق شيء على الأرض ويكثفون دعمهم وإرسال التعزيزات بصورة يومية تقريبا، والآن وبعد كل ما حصل وأُثبت يتضح وبما لا يدع مجالا للشك بأن قرن الشيطان لن يتوقف عن عدوانه إلا بكسره ، أما الخيارات الاستراتيجية فقد كانت قرارا حكيما وشجاعا ومدروسا من قبل قيادتنا المنصورة بإذن الله لغرض إلزامهم الحجة والبراءة من كل قطرة دم تراق هنا وهناك ، إلا أن قيادة العدوان لم تفهم لغة المنطق ولا الشرع ولا الجوار لانغماسها حتى الثمالة في العمالة للأمريكي والصهيوني الذين لا يهمهم دماء المسلمين ولا مصالح المسلمين ولكن كل ما يهمهم السيطرة على الأراضي والمضايق والممرات الدولية ونهب ثروات الشعوب ومقدراتها لصالح العدو الإسرائيلي والأمريكي، وليس أمامنا لصد ذلك إلا التدرج في خياراتنا والتنكيل بأعدائنا ضمن استراتيجية النفس الطويل، وقد نضطر إلى رفع درجة خياراتنا خلال قابل الأيام .. والله على نصرنا لقدير.
– كيف تصف معنويات الجيش واللجان الشعبية بعد عامين من الصمود؟
الجيش واللجان ومعهم المئات بل الآلاف من أبناء القبائل الذين يلتحقون بجبهات القتال أو الذين يلتحقون بمعسكرات التدريب بصورة يومية ، الجميع يتمتعون بمعنويات عالية جدا والجميع يتسابقون لمواجهة الأعداء ويتشوقون للقتال وهم يدركون أن حيازة الشرف وأعلى درجات الكرامة والبطولة إنما تُنتزع من ميادين القتال والإباء ولا يطلبون شيئا إلا من الله جلّ شأنه أن يهبهم إحدى الحُسنيين إما النصر.. وإما الشهادة
رسالتك لرجال الجيش واللجان الشعبية ولأبناء الجنوب وللعدو ؟
لأبطالنا في الجيش واللجان الشعبية أقول طبتم أيها الأبطال وطاب ممشاكم وبوركت أناملكم الضاغطة على الزناد، وبوركت أقدامكم المغبرة والحافية التي تقطع الفيافي والقفار وتخترق الأودية والجبال والشعاب جهادا في سبيل الله سبحانه وتعالى ودفاعا عن حُرمه وسعيا لرضاه وتوفيقه، وبوركت مواطئ أقدامكم التي تطهرت بدوس أقدامكم لها، بوركتم يا من انتدبكم الله وأثنى عليكم في قوله تعالى:” من المؤمنين رجال صدقوا الله ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا”، فأنتم هؤلاء الرجال الذين شهد الله على صدقكم له وثباتكم على ما عاهدتم الله عليه، فهنيئا لكم هذه المكانة التي اختصكم الله بها من بين كل المؤمنين المسلمين ، فلكم كل التحية والإجلال والتقدير والاحترام ، وأقول لكم امضوا على ما أنتم عليه فأنتم والله على الصراط المستقيم الذي لا ينتهي إلا إلى الجنة والمغفرة والرضوان من الخالق جلّ شأنه، وأنتم المعوّل عليه بعد الله لشعبكم وأمتكم، وأنتم وفي مواقعكم تصنعون مجد وكرامة وعزة شعبكم ، وأنتم على ذروة سنام الإسلام ، وأنتم والله بخطوكم في ساحات الوغى ومبيتكم في ميادين الجهاد تمارسون عبادة خالصة لله هي أفضل من عبادة أفضل ناسك وزاهد ، فحافظوا على مكانتكم هذه عند الله، ولا يختلجن صدوركم أي هاجس أو وسواس أو هدف من كل ما تفعلوه سوى طاعة الله وابتغاء مرضاته فأخلصوا نواياكم لله وحده ولا تشركوه أحدا فتنالوا الخلود الأبدي والمغفرة والرضوان عنده سبحانه …
ولأبناء الجنوب نقول عامان من العدوان الغاشم والقتل والتدمير والذبح والانتهاك لليمن براً وبحراً وجواً كفيلٌ مع معاملة الغزاة لكم بأن تعودوا إلى صوابكم وإلى يمنيتكم الحقيقة التي لا تقبل الغزاة والمحتلين درءاً لكم من سكاكين داعش والقاعدة التي ستستمر في قتلكم ما دام الغزاة متواجدون على ثرى بلدنا الطاهر ..
وللعدو :
لم نخلق لنهان ولا لنستعبد ولا لنقبل بالظلم والامتهان ، سيظل يمننا بجيشه ولجانه وشعبه حاملاً بندقيته وكل خياراته المتاحة صامداً في وجوهكم مها بلغتم من التكبر والظلم والطغيان ، وسيثبت شعبنا اليمني العظيم أنه أهلٌ للمواجهة والصمود مهما طال عدوانكم عليه .
إن لم تكن إلا الأسنة مركباً فما حيلة المضطر إلا ركوبها