ما الذي نجهله عن صواريخ التوماهوك الأمريكية؟
الصمود /متابعات
أقدمت القوات البحرية الأمريكية على استخدام 59 صاروخ توماهوك في قصف مطار الشعيرات العسكري في حمص بسوريا، وتعتبر أمريكا هذه الصواريخ فخر صناعاتها العسكرية الاستراتيجية، والتي تعتمد عليها بشكل جدي ومستمر ومباشر في معظم مهام قواتها العسكرية،
فما هي هذه الصواريخ وكيف تعمل؟
التوماهوك هو صاروخ أمريكي الصنع ويعتبر من النوع الجوال الاستراتيجي الذي يستخدم في المهام التكتيكية الحساسة وعادة الموضعية منها، ويتميز بمداه البعيد الذي يصل إلى إلى 2500 كلم، ولا زالت أمريكا تستخدمه في مجمل مهام قواتها العسكرية، كما يتميز بسرعته الفائقة التي تصل إلى 900 كيلومتراً في الساعة، وفيه نظام تشويش عالي الحساسية بالاضافة الى امكانية تحليقه على ارتفاع منخفض ما يسمح له بالاختفاء و المناورة ضد الرادارات والدفاعات الجوية، إلا أنه غالي الثمن وتكلفة اطلاقه باهظة جداً، اذ يبلغ سعر الصاروخ الواحد منه بين 600 إلى 2,1 مليون دولار أمريكي، واطلاقه يحتاج منصات خاصة من غواصات أو مدمرات وسفن حربية، وهنا نذكر ان هذا النوع من الصواريخ صغير الحجم نسبياً.
الإطلاق
تختلف أنظمة ومنصات الإطلاق لهذه الصواريخ باختلاف فئاتها فمنها ما يطلق من منصات برية وهذا النوع من التوماهوك مخصص لقوات سلاح الجو الأمريكي وتسمى بالفئة جي، أما باقي الأنواع فتطلق من صناديق مدرعة تسمى أم كي 143، أو أنظمة إطلاق عامودية أم كي 41، وعندما يطلق الصاروخية من السفن أو الغواصات يكون ملفوف باسطونة تنزع عنه بمجرد وصوله للسطح، وعندما يتخذ وضع الطيران يتخلص الصاروخ من بعض الأغطية الحامية له ويبدأ بتحليقه، ويستخدم لذلك الوقود الصلب، وللتوجيه تخرج زعانفه الأربعة في مؤخرة الصاروخ مباشرة بعد اتخاذ وضعية الطيران فضلاً عن ما يشبه جناحين في الوسط، وبعد الانطلاق ينزع المعزز الذي ساعد على الاطلاق ويبدأ المحرك الذي يستفيد من مروحة توربينية بدفع الصاروخ.
نظام التوجيه
يتمتع التوماهوك كما باقي الصواريخ البعيدة المدى الذكية بنظام ذاتي التوجيه، بما يعني أن هذه الصواريخ تزود بمعلومات كاملة في أجهزتها الذكية المصممة لقراءة احداثيات قيادة الصاروخ واتجاهها والتعامل مع كافة الظروف الطارئة من تشويش أو عوامل جوية أو بشرية وطبعاً التضاريس الجغرافية.
وفي تفصيل ذلك يتمتع توماهوك بنظام يزود القاعدة بكافة المعلومات من الارتفاع المطلوب وغيرها بواسطة نظام راداري وبعدها تقاس هذه المعلومات بما أعد سابقاً من خرائط الكترونية ومعلومات رادارية مسبقة البرمجة لكي توجه الصاروخ وفقاً للمسار المطلوب، وهنا قد يرتبط الصاروخ بقواعد أو نقاط مختلفة ليتمكن من العبور وتفادي أنظمة الدفاع الصاروخية والوصول الى الهدف دون أي ضرر، ووفقاً لبعض التقارير فان التوماهوك يتمتع بدقة عالية تصل الى 80 متراً وهنا نذكر أن بعض الصواريخ التي اطلقت على مطار الشعيرات أخطأت أهدافها بـ100 أو 150 متراً وفقاً لتقرير وزارة الدفاع الروسية. ونشير إلى أن الصاروخ يحتوي نظام ملاحة ذاتي في حال تعرض للتشويش أو انفصل عن توجيه القاعدة والاقمار الصناعية.
التاريخ القتالي والدول المستخدمة له
استخدمت هذه الصواريخ في مناسبات مختلفة إلا أن المرة الأولى التي ظهرت فيها كان في حرب الخليج حيث أطلق مئات صواريخ التوماهوك فيها وانذاك لم تظهر نجاحاً باهراً إذ أن عدداً لا بأس به فشل في الانطلاق بسبب خلل في المعزز الذي يساعد في عملية الاطلاق، الا انها بقيت عاملاً مؤثؤاً في الحرب.
كما استخدم هذا الصاروخ في كل من افغانستان وكوسوفو والعراق وعمليات موضعية أخرى، ومؤخراً استعملت هذه الصواريخ في ليبيا في عام 2011، حيث اكلق عشرات الصواريخ في الايام الأولى من الحرب على ليبيا للتخلص من دفاعات ليبيا الجوية وتعطيل الرادارات بهدف اقامة حظر طيران تطبيقاً لقرار مجلس الأمن 1973.
ويعتبر الاعتداء على مطار الشعيرات الاخير في حمص بسوريا هو المناسبة الاخيرة التي استخدمت فيها هذه الصواريخ انطلاقاً من احدى المدمرات الامريكية المستقرة في شرق البحر المتوسط.
أما الدول التي تستخدم هذه الصواريخ فهي أمريكا واسبانيا وبريطانيا، اذ يقدر عدد الصواريخ التي تملك امريكا ب 3500 صاروخاً، بينما البحرية الملكية البريطانية تمتلك 60 صاروخاً اشترتها من أمريكا في عام 1995، أما البحرية الاسبانية فقد استقدمت أيضاً حوالي الـ100 صاروخ توماهوك من أمريكا لتستفيد من قواتها على سفنها وغواصتها الحربية.
والجدير بالذكر أن هذه الصواريخ لم تبدو ذات فاعلية كبيرة اذ أن قدراتها التدميرية ليست كبيرة جداً ومشاهد مطار الشعيرات الأخيرة تثبت ذلك، فضلاً عن أن اصابتها للأهداف ليست عالية الدقة رغم التطوير الكبير والمستمر الذي تتعرض له هذه الصواريخ منذ سنوات، وفي مقايسة بسيطة مع الصواريخ المجنحة الروسية التي استخدمتها روسيا مؤخراً في سوريا ذد الارهابيين، فإن الواضح أن روسيا متوفقة في هذا المجال التكنولوجي بشكل كبير على منافستها الأمريكية.