الرياض ابوظبي .. وجمع اعواد الحطب في اليمن
الصمود / 8 / أبريل
تقرير / إبراهيم الوادعي
ثمة حدثين لافتين مرشحان للتصاعد بأكثر من شكل على صعيد الداخل اليمني وإقليميا في إطار التحالف الأمريكي السعودي الاماراتي على اليمن، ويحملان مؤشرا إيجابيا لجبهة الصمود ومواجهة العدوان، وان بدت الصورة اليوم غير واضحة المعالم وتحتاج الى التدقيق.
الصورة الأولى أتت من جزيرة سقطرى حيث الامارات تقتطع جزيرة الجزيرة الاستراتيجية عن الجسد اليمني، وجعله يكاد يكون الحدث الأبرز قبل ان تنقل شاشات التلفزة مشاهد الذل لمرتزقة يمنيين يصطفون للقاء بن سلمان في الرياض ويقبضون مقابل ذلك المال، وهذا كان المشهد التالي.
اهداف دويلة الامارات لم يستفز اليمنيين وحدهم، بل كانت الرياض أعنف في ردها على الخطوة الإماراتية المتقدمة في سلم الخلافات بين ال سعود وال نهيان، ودفعت بمرتزقتها من فريق الخائن هادي الى التنديد علنا بما تقوم به الامارات في سقطرى.
وبحسب المعلومات الواردة من الجزيرة فتمثلت الإجراءات الإماراتية تمثلت بربط الجزيرة بشبكة الاتصالات المحلية الامارتية بحيث تغدوا الجزيرة وكأنها قطعة من دويلة الامارات، إضافة الى بدء التعامل بالعملة المحلية الدرهم وانتهاء برفع العلم الاماراتي على المباني الحكومية هناك، وافتتاح رحلتين جويتين مباشرتين بين أبو ظبي والجزيرة.
وعلى عكس ما جرى الترويج له إعلاميا خلال الأيام الفائتة بقرب مراجعة شاملة تجريها الرياض تعيد دف العلاقة الى الحليفين في العدوان على اليمن، لا تبدوا الأمور ذاهبة في هذا الاتجاه، وحادثة طرد حميد الأحمر من الرياض خلال محاولته الالتقاء بشيوخ القبائل المدعوين يرتبط بن سلمان مع بن نايف، وسعي الأول لتقليص نفوذ الأخير، ومن بين ذلك انتزاع الملف الأكثر حساسية من بين يديه..
فأبرز المشايخ المدعوين الى اجتماع الرياض ينتمون لتيار الاخوان الذي تناصبه ابوظبي العداء في المنطقة، واحد أسباب الجفوة مع السعودية، وفي مقدمهم سلطان العرادة ومنصور الحنق واخرين ينتمون لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وهي وجوه تعتمدها السعودية في حربها باليمن.
لا يعرف بعد خفايا اللقاء كاملة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومحمد بن سلمان، وان كانت وسائل الاعلام تحدثت عن طلب ساكن البيت الأبيض الجديد من السعودية وبن سلمان تحديدا اصلاح العلاقة مع القاهرة وابوظبي، فالولايات المتحدة لا تريد استمرار الخلافات الداخلية لتحالف العدوان، بما قد يؤثر على قرارها بتوسيع مشاركتها في العدوان على اليمن، وخاصة في معركة الحديدة المنتظرة التي اشهدت توافدا للقبائل اليمنية للذود عنها.
رضخت الرياض واعادت فور عودة بن سلمان من زيارة واشنطن المنحة النفطية لمصر ، وذهب الملك سلمان للقاء الرئيس المصري على هامش قمة البحر الميت فيما لاتزال طائراته المشاركة في المناورات مع السودان على حدو مصر جاثمة في المطارات السودانية، لكن الامر مع الامارات لن يكون بنفس الشاكلة ،ويشبه في جوانب كبيرة منه الاشتباك مع قطر ابان عهد حكم حمد ال ثاني ، اذ واصلت الرياض سياسة الحنق مع واشنطن لدعمها ما يفترض انها حدائق خلفية ،لا ندودا يغردون بعيدا عنها، وهي أراد بمجلس التعاون الخليجي ان يكون إسواره تتحكم من خلالها بالجوار الخليجي بأكمله.
كما ان الرياض ليست بوارد التسليم لما ترى انه خديعة إماراتية تحت يافطة تحالف “عاصفة الحزم”، وهي لن تسمح لها باللعب فيما ترى انه خاصرتها، وستسعى لإفساد الدور الاماراتي في المنطقة بأي ثمن و”حتى اخر يوم من الحياة” بحسب قول بن سلمان لجوقة العملاء.
ما جرى في سقطرى والرياض ويجري في عدن ومناطق الجنوب مؤشر على صدام مسلح سعودي اماراتي الفصل الأول منه سيكون على الأرض اليمنية، ومن الواضح انهما يجمعان اليوم عناصر القوة في مواجهة بعضهما البعض دون مواربة.