ولله في خلقه شؤون شعب ميلانيزيا.. لغزٌ أربك العلماء!
سبحان الخالق وماشاء الله في كل منطقة في العالم يتميَّز ساكنوها بصفة وسمة جينية معيَّنة تجعلهم مختلفين عن غيرهم، كالعيون الملونة والشعر الأشقر لسكان أوروبا والبشرة السمراء الداكنة والشعر المجعَّد لسكان بعض الدول الإفريقية.
لكن شعبًا يسكن في أحد جُزر المحيط الهادئ تعرف بجزيرة ميلانيزيا، هم أغرب السلالات البشرية على الإطلاق حسب اتفاق العلماء. فهم يمتلكون بشرة سمراء داكنة وشعرًا أشقرًا ذهبيًا على عكس المألوف!
جُزر سُليمان في ميلانيزيا الواقعة إلى الشمال الشرقي لأستراليا يتميز ساكنوها بصفات شَكلية غير مألوفة على الإطلاق. فأكثر من 10% من سُكان الجزيرة يتمتعون بالشعر الأصفر الذهبي الطبيعي دون اللجوء إلى طرق صناعية.
العديد من الفرضيات وُضعت عن أساس هذا الشعر وهذه السمة. منها ما قيل أن الشمس الحارة والمياه المالحة هي السبب، البعض الآخر أعزى الأسباب إلى النظام الغذائي القائم على الأسماك، ورأي ثالث رأى أن الطفرة نتجت عن اختلاط بين الشعوب الأوروبية أو الاميركية مع سكان الجزيرة في فترة الاستكشافات.
لكن ما أكّده العلماء أن الطفرة التي تسببت بهذا المنظر المميز لسكان الجزيرة خاصة بهم وغير مستمدة من أي مصدر مذكور. فقد اكتشف العلماء جينًا يُسمى TYRP1 هو المسؤول عن لون الشعر، والمثير أن هذا الجين غير متواجد لدى سكان أوروبا المتميزين بشعرهم الأشقر.
كما توَّصل علماء خلال دراسة أجرتها جامعة تكساس إلى نوعٍ من الجينات غير المعروفة لدى الشعب الميلانيزي. وذكر الباحث الاميركي”ريان بوليندر” أن الجينات لدى شعب ميلانيزيا لا تُشبه بأي حال جينات الإنسان النيادرتال والدينيسوفان، والإنسان المعاصر.
وكان الباحث شون مايلز قد بحث عن المخطط الوراثي الكامن لهذا الشعب مع زملائه عبر جمع اللعاب وعينات شعر من عدد من سكان الجزيرة. وقارنوا التركيب الجيني بين 43 شخصاً ذا شعر أشقر و42 شخصاً ذا شعر أسود، حيث وجدوا أن هناك طفرة جينية هي السبب في وجود الشعر الأشقر لدى سكان جزر سليمان، وأن هناك نسختين من هذا الجين الطفرة الموجود في 26% من سكان الجزر.
إلا أن الباحثين لم يعثروا على الطفرة ذاتها في عينات من الحمض النووي لدى 941 شخصاً من 52 شعباً آخر في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البلدان الأوروبية.
وحتى أن يكتشف العلماء الأصل في جينات شعب جزيرة ميلانيزيا، يبقى هذا الشعب من أجمل الشعوب على الإطلاق بما وهبه الله من شكلٍ وصفات فريدة لا تتواجد بأي شعبٍ آخر على وجه الأرض! فسبحان الله
–