تقرير | الدعم اللازم لـ”الحرب الجديدة”؟
منذ تأسيس ما سُمي بدولة “إسرائيل” وإلى اليوم، يعيش هذا الكيان هاجس وتحدي الخطر الوجودي الذي يتهدده على مدار 360 درجة من محيطه المعادي، محيط أراد الكيان أن يفرض نفسه عليه ويُشرعن وجوده فيه من خلال سياسات مختلفة اتبعها، ولكن وعلى الرغم من إحرازه خروقا سياسية من خلال المتخاذلين من حكام العرب إلا أنه فشل فشلا تاما في سعيه للحصول على شرعية شعبية بقيت مسلوبة منه وستبقى حتى زواله.
وفي ظل هذا العداء الشعبي والخوف الوجودي إضافة إلى النزعة الإجرامية التي بني عليها هذا الكيان يبقى خيار الحرب دائما في أجندة حكومته.
وفي هذا السياق نقل موقع القناة 20 العبرية تقريرا عن إقامة مؤتمر داخل الأراضي المحتلة بحضور أكثر من 150 شخصية يمثلون 20 دولة في العالم تحت عنوان “الحرب الجديدة”. مؤتمر يهدف لتأمين الدعم والتأييد اللازم للكيان في أي حرب مستقبلية ضد حزب الله أو التنظيمات الفلسطينية المقاومة.
ويناقش المؤتمر مواضيع منها خطر حزب الله والتنظيمات الفلسطينية على الكيان ومواضيع مشابهة أخرى. وحسب التقرير الذي نشره الموقع فقد نظم القيمون على المؤتمر جولة للمشاركين فيه على الحدود الشمالية للكيان بما فيها مرتفعات الجولان المحتلة.
وأكد الموقع أن شخصيات وأساتذة جامعات بارزين من مناطق مختلفة من العالم قد حضروا المؤتمر، وكان من محاور النقاش مواضيع قانونية وحقوقية كالمشاكل القضائية التي قد تواجه جيش الكيان بعد الحرب، إضافة إلى التحديات العسكرية لحرب متطورة وإمكانية المناورة في المدن والمناطق السكنية.
كما ناقش المؤتمر موضوعات كخطر تنظيم داعش على الكيان، ولكن التركيز كان على خطر تنظيمات كحزب الله، خاصة أنه وحسب التقرير فإن قائد حزب الله السيد حسن نصر الله أعلن صراحة أن قوات الحزب ليست موجودة فقط في الجنوب اللبناني وإنما تنتشر على مساحة الأراضي اللبنانية.
يضيف التقرير أن مسألة حماس هي من المسائل الأكيدة المطروحة في المؤتمر، حيث يعالج المؤتمر أداء حركة حماس من جهات مختلفة. فالحركة موجودة في المناطق السكنية وتستفيد من شبكة أنفاق بنتها من داخل المنازل والمباني السكنية.
والبند الأخير على جدول أعمال المؤتمر هو ما وصفه التقرير بـ”تقييم الأهداف المجرمة”، بهذا المعنى: هل أن وجود مستودع صواريخ في مستودع مبنى سكني عام هو تهديد واقعي أم أن إطلاق الصواريخ من داخل مستشفى باتجاه الكيان يشكل تهديدا يجب التعامل معه؟
هذا البند بالتحديد شديد الأهمية، فمن عادة الكيان ضرب الأهداف المدنية خلال الحروب التي خاضها إلى الآن، وهذا الأمر محل تنديد وإدانة دولية واسعة من قبل منظمات حقوقية وإنسانية، لذلك يحاول هذا المؤتمر وغيره إعطاء مبرر وغطاء لمثل هذه الاعتداءات في المستقبل.
وبالعودة إلى التقرير ومؤتمر “الحرب الجديدة” فهو مجرد نموذج من مجموعة مؤتمرات وفعاليات تبدأ بمؤتمر منظمة “أيباك” الذي يقيمه اللوبي اليهودي في أمريكا ولا تنتهي عند هذا المؤتمر، وكلها تهدف إلى تأمين الدعم اللازم وعلى كافة الأصعدة لحكومة الكيان الإسرائيلي في سياساتها العدوانية اتجاه شعب فلسطين وحركات المقاومة التي تواجه مشاريعه.
من جهة أخرى فإن هذا المؤتمر يؤكد على مدى الرعب الذي يعيشه المجتمع الإسرائيلي، وخاصة من تهديدات المقاومة اللبنانية والفلسطينية، لذلك قامت الحكومة الإسرائيلية خلال العام الأخير بجملة إجراءات منها بناء جدار عزل وحفر خنادق ومد أسلاك شائكة إضافة إلى تركيب نظم مراقبة وتصوير إلكترونية حديثة على طول الحدود مع المناطق الفلسطينية في محاولة للحد من قدرات المقاومة في مقابل أي اعتداء إسرائيلي محتمل في المستقبل.