سليم المغلسى عضو المجلس السياسى لانصار الله يكشف في حوار صحفي عن الحل الوحيد لحل أزمة اليمن
الصمود – متابعات
-لا حقيقه لتواجد ايران على ارض اليمن رغم تعاطفها مع الشعب اليمنى
-نقدر دور مصر التاريخى فى الوقوف مع الشعب اليمنى ونتمنى ان لا تقع مصر فى فتح توريطها فى الحرب البريه فى اليمن
على الرغم من مرور عامين على انطلاق عاصفة الحزم العربى لانهاء انقلاب الحوثيين الا ان تلك الحمله لم تحقق اهدافها فلم يستطيع التحالف العربى والذى تقوده السعوديه من تحقيق نصر عسكرى حاسم فى الوقت الذى ازدادت فيه معاناة الشعب اليمنى بسبب الحرب المستعره بين الجانبين ووسط تلك المعاناه ادلى السيد سليم المغلسى عضو المجلس السياسى لانصار الله بحوار خاص لـ بوابة العرب اليوم تناول فيه وجهة نظره تجاه مايحدث الان فى اليمن وفيما يلى نص هذا الحوار
-ما هى حقيقة الموقف العسكرى الآن ؟ وما هى امكانية حسم الازمه عسكرياً لاى من الطرفين؟
على الرغم من ترسانة الاسلحه الهائله التى يمتلكها التحالف العربى فضلاَ عن الامكانيات الماديه الهائله والتى لا تقارن بامكانيات الشعب اليمنى المتواضعه مادياً وعسكرياً الا ان تلك الامكانيات استرقب بارادة وصلابة وشجاعة الجيش اليمنى واللجان الشعبيه واستطاعت تلك القوات باسلحتها البدائيه التصدى لقوات العدوان وايقاف تقدمها دون تحقيق اهدافها العسكريه فى معظم الجبهات الاستراتيجيه منذ اكثر من عامين بل تكبدت تلك القوات خسائر هائله فى العدد البشرى والعتاد العسكرى وهى تحاول الان التقدم فى السواحل العربيه بالتزامن مع اللعب على الورقه الاقتصاديه من خلال فرض مزيد من الحصار ورغم الحمله العسكريه الكبيره والغطاء البحرى والجوى للمعركه الا ان الجيش اليمنى واللجان الشعبيه استطاعوا الاحتفاظ بالجبال المطله على ذوباب والمخاء ولم تستطيع قوات العدوان الا التقدم على الخط الساحلى تحت غطاء جوى ولكنه تقدم غير مستقر لان الجبال التى تطل على تلك المناطق لازالت تحت سيطرة الجيش اليمنى واللجان الشعبيه والتى تقوم باستنزافهم بفعل الكمائن المستمره وبالنسبه لامكانية الحسم العسكرى فاعتقد ان كل من الطرفين لن يستطيع ذلك ولقد اثبتت الاحداث خلال العامين الماضيين ان الامكانيات العسكريه مهما كانت تلك القوه لن تستطيع حسم المعركه عسكرياً امام الاراده الصلبه للشعب اليمنى
-وما هى حقيقة الدعم العسكرى الذى يتلقاه الحوثيين من ايران ؟
هذه شائعات كاذبه تهدف الى تجريم وتهويل اى حديث عن الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه الشقيقه بغية عزلها وقطع الروابط الاخويه بينها وبين الشعوب العربيه والاسلاميه وتضليل وتزييف الوعى لدى هذه الشعوب بتصوير ايران انها العدو الحقيقى الذى يهدد المنطقه بصرف النظر عن العدو الحقيقى للامه والمتمثل فى امريكا واسرائيل وفى هذا المقام ومن الانصاف نؤكد ان ايران بلد شقيق له الكثير من المواقف المشرفه فى صف الشعوب العربيه والاسلاميه خاصة الموقفالمميز مع الشعب الفلسطينى واللبنانى ضد العدو الاسرائيلى فضلاً عن تعاطفها مع المظلومين من الشعب اليمنى ونحن نؤكد بان السعوديه والامارات وغيرها من دول العدوان تدرك جيداً انه لا وجود او تأثير لايران فى اليمن والا لما تجرات ان تشن عدوانها عليها بشكل مباشر .
-وهل ترى ان هناك تحول فى الرأى العام اليمنى تجاه التدخل العسكرى السعودى بعد الخسائر التى تعرض لها المدنيين ؟
شعبنا اليمنى لديه من الوعى والتراكم التاريخى والحضارى مايجعله برفض الوصايه والهيمنه الخارجيه
-هناك اتهامات توجه للحوثيين بالتسبب فى الازمه الحاليه بعد انقلابهم على القياده الشرعيه ومحاولة فرض واقع جديد بالقوه فما ردك على ذلك ؟
قبل حدوث العدوان السعودى كانت دول العدوان وعلى راسها امريكا والسعوديه وعملائهم يشكلون نفوذ قبلى وسياسى وعسكرى تتحكم فى اليمن وتفرض سياسات ومشاريع تلك القوى وبعد سقوط مراكز النفوذ القبليه والعسكريه العميله امام شعبنا الثائر الحر من عمران الى صنعاء حاولت امريكا واداتها الطائعه السعوديه تمرير مشروعها لتفكيك البلد الى ستة اقاليم على اساس طائفة ومناطقه ومذهبى تؤسس لصراعات قادمه لا نهايه لها وكان تمرير هذا المشروع عن طريق ماتبقى من نفوذ سياسى لها على راس الحكم المتمثل فى عبد ربه منصور هادى والذى قد انتهت ولايته فى حينه وكذلك عن طريق مدير مكتب هادى عميل امريكا الاول احمد عوض بن مبارك وبعض قيادات الاحزاب خصوصاًَ حزب الاصلاح التابع لجماعة الاخوان المسلمين حيث حاولوا وبخطوات سريعه مخالفه مخرجات الحوار الوطنى القائم على مبدا التوافق لفرض مشروع التقسيم متجاوزين كل الاتفاقيات المبرمه وبعض القوى الوطنيه الفاعله والرغبه الشعبيه حينذاك وعندما تحطمت مشاريعها ومراكز نفوذها على المستوى المحلى امام ارادة شعبنا لم يبقى امامهم الا العدوان العسكرى المباشر لفرض مشاريعها بالقوه فخابت امالها امام وعى شعبنا بعد ان اتضح للجميع اهداف الاحتلال والهيمنه والتفكيك كما ان السعودية من خلال تصدرها للعدوان تحاول فرض نفسها كلاعب اساسى قوى لفرض معادلات مشاريع الحلف الامريكيه فى المنطقه العربيه واتخذت من شرعية هادى المنتهى ولايته غطاءً وساتراً لاهداف العدوان وبلسان هادى نفسه كما ورد فى بعض وسائل الاعلام تأكيده عدم علمه بالعدوان الا بعد وقوعه
-ما تقييمك للوساطه العمانيه ووساطة دول اخرى فى عدم تحقيق النتائج المرجوه ؟
سلطنة عمان هى الدوله الخليجيه الوحيده التى احتفظت بمكانتها لدى الشعب اليمنى برفضيها الانخراط فى العدوان وبرؤيتها العميقه وموقعها الثابت الداعى لحل سياسى منذ البدايه لادراكها لحقيقة الصراع فى اليمن كما تقوم بتوضيح الصوره من خلال علاقاتها الدبلوماسيه الكبير سواء على المستوى الاقليمى او الدولى فضلاً عن مساهمتها فى تضييق الهوه بين الاطراف وصولا الى طاولة الحوار تحت مظلة الامم المتحده حتى لا يساء فهم دورها الايجابى من النظام السعودى او اى نظام عربى اخر .
-وما هو تقييمكن لمهمة المبعوث العربى فى الازمه ؟
من المعلوم ان امريكا تهمن على الامم المتحده وقراراتها وتوجهاتها ومن هذا المنطلق كانت تحركات المبعوث الدولى بناء على توجهات دول العدوان بشكل واضح وبعيد عن الامم المتحده ومجلس الامن ومن هذا المنطلق اصبحت تحركات المبعوث العربى والتى تندرج فى اطار اجندة رباعيه العدوان المتمثله فى امريكا وبريطانيا والسعوديه والامارات ويؤسفنا ان يقبل المبعوث العربى المسلم هذا الدور المخجل
من المعروف ان الانظمه العربيه وخاصة الجمهورية منها عانت منذ عام 2011 من ازمات داخليه وقبلها عاصفه الازمه الماليه العالميه واستقل النظام السعودى والانظمه الملكيه فى دول الخليج تلك الازمه للسيطره على قرارها حتى لا تشكل خطراً على الكيان الصهيونى ورغم ذلك فاننا نلقى دعم شعبى فى كل الدول العربيه بما فيها الدول المشاركه فى العدوان وبالنسبه للاشقاء فى مصر والتى تربطنا بهم علاقات تاريخيه حيث وقفت مصر وشعبها بجانب ثورة اليمن الا ان هناك من يريد ان يفقدها دورها التاريخى من خلال العمل على تكبيل هذا الدور من خلال الضغوط الاقتصاديه كما يحدث فى سد النهضه وتسخين ورقة السودان لايقاعها بالفخ وجرها الى مستنقع الاستنزاف فى اليمن ونتمنى ان تدرك مصر ابعاد تلك المؤامره وندرك انه فى مصر من يسعى لذلك جيداً
-وماهى حقيقة الانباء التى ترددت عن وجود مخطط ايرانى لغزو السعودية انطلاقاً من الاراضى اليمنيه ؟ ولماذا استهدفتهم الاماكن المقدسه مؤخراً ؟
اليمنيون هم اول من كسى الكعبه ودورهم الريادى فى الاسلام والمحافظه على المقدسات لا يستطيع ان ينكره او يزايد عليه احد
-فى النهايه ما هى افضل السبل للخروج من الازمه الحاليه ؟
لابد من حلول سياسيه فى نهاية المطاف مهما كانت الوقائع على الارض حقنا للدماء واعتقد ان هذا لن يتحقق الا ان بعد ان تصل امريكا والسعودية وحلفائها الى قناعة كامله بان الشعب اليمنى مصمم على الحصول على حريته واستقلاله بعيداً عن الهيمنه والوصايا الخارجيه ومن هنا فاننى ارى ان اول خطوات الحل هو رفع الايادى الدوليه سيما مايسمى بالرباعيه عن الملف اليمنى وعندئذ فان اليمنيين سيجدون طريقاً للحل عبر الحوار وهو مااكده جمال بن عمر المبعوث الاممى السابق الى اليمن بان الاطراف اليمنيه كانت على وشك الاتفاق لولا تدخل السعوديه وقد اعربنا مراراً وتكراراً عن ترحيبنا بأية مبادرات والسعوديه تحاول تحقيق المستحيل بكسر ارادة الشعب اليمنى وفرض ارادتها عليه .