صمود وانتصار

شهداء المسيرة ..

بقلم المجاهد سليم غيامة

من هو أبو جهاد غزه ؟؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين وعلى آلة أجمعين .. سؤال قد يسأل عنه الناس الذين لم يعرفوا هذا الرجل العظيم ، الذي له عدة أسماء عُرف بها بين الناس .. سمي بـ أبو غزه  ، وسمي ابو جهاد ، وفي الاخير سمي بأبو جهاد غزه وإليكم  نبذة تعريفية عنه:

فالبداية  أقولها وبصدق ما أقوله وأكتبه لا يفي في حق هذا الرجل العظيم فأني لا أدري من أين أبدا وماذا عساني أن أقول في رجل اكتملت فيه كل صفات أولياء الله..

الشهيد: بشير محمد مصلح الشهواني  – من محافظه عمران  – مديرية حرف سفيان – قرية ذو شهوان  -متزوج وله بنت وولد  – التحق  بالمسيرة القرآنية  في الحرب الرابعة سرًاً ، بسبب الضغوط التي كان يواجهها من قِبل الدولة وقبيلته خاض المعركة في الحرب الخامسة وكان له دور كبير فيها باستبسال وعطاء عظيم ، وشارك  في الحرب السادسة وأصيب إصابة بالغه فقد فيها إحدى عينيه كان دائمًا يقول لأبنته عندما تسأله أين عينك يا أبي يجيبها بأنها في الجنة كان سعيد بأنه قدم شيء من جوارحه في سبيل الله .

ومن بعد الحرب السادسة التي هُدم فيها بيته وشُردت اسرته واهله وأُصيب معظم أهله ، شارك أبو جهاد غزه في أعمال كثيره أهمها إصلاح بين القبائل وتوسعت أعماله الجهادية أمنيًا وثقافيًا وعسكريًا ومن هدى الله تحرك وانطلق بصدق والتزام وتطبيق في الواقع العملي وأكمل مشواره الجهادي مع الله وكان دائمًا يقول ان مستقبله الحقيقي هو معا الله لا سواه كان ابو جهاد غزه  برغم صغر سنه إ، كبير في عقله وحكمته وعظيم في أخلاقه وإحسانه واحترامه لإخوته المؤمنين رحيم كريم متواضع.

ومع العدو اولي بأس شديد لا أبالغ ان قلت عنه انه (أسد الله في أرضه ) فكان مثل الاسد لمواجهة من عاثوا في الارض فسادًا كان ثقته بالله قويه من منطلق قوله تعالى : إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم .

أما شجاعته فأقول لو تتكلم الجبال لتكلمت عنه جبال ورمال وصحاري وأودية سفيان و خيوان وحوث وعمران والجوف ومارب والبيضاء وشبوه ولحج وعدن وتعز ونهم.

فقد كان يحب عمله بكل صدق وإخلاص وكان يحمل في قلبه كل الحب والرحمة والتقدير والاحترام لكل المؤمنين فكان دائمًا يحسس افراده أنه واحد منهم لا غرور ولا تكبر كيف لا..؟ وهو تربى وترعرع في اسرتاً معروفة بالشجاعة والكرم والبذل والعطاء تربى تربية علم من أعلام الهدى كان حبه لقائد المسيرة فوق ما نتخيل يردد دائما ( يا رب اجعل يومي قبل يومه ) وعندما رزقه الله بمولود سماه بإسم السيد عبدالملك وحتى الاسم الجهادي سماه بأبو جبريل.

كان يتميز بأخلاق عالية كان قريب من المستضعفين كان يتميز بالصبر مع الله وكظم الغيظ  ، ، الصبر في السراء والضراء وفي بداية المسيرة أنداك في مرحله كان المجاهدين يمرون بمرحلة استضعاف وإمكانيات قليله كان يتحرك ويعمل في الواقع الذي يعيش فيه بشدته او رخائه فكان يذكرنا بقوله تعالى (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين )

كان حرصه لمال سبيل الله كبير فلم يكن يرضى لنفسه أن يستأجر له ولأفراده بيت فوق الخمسين ألف كان يقول لا تكون صرفتنا إلا الراتب لا نريد من مال سبيل الله (نريد أن نزكي أنفسنا ) وفي بعض الاوقات يحصل على مال شخصي وكان ينفقه في سبيل الله ويقول اريد ان  اجاهد بمالي قبل نفسي »

ولا يخفى على أحد في الحرب السادسة أنفق سيارته وجميع أسلحته كلها الذي كان يمتلكها والده في سبيل الله ، وبعد الانتصارات المتتالية لانصار الله الذي هو وأمثاله جزء منها بعد تأييد الله وعونه كان يقول إن الله سيمكننا من أرضه لأننا انصار دينه  ،فهو الحكيم في افعاله وأقواله هو وأمثاله من المؤمنين من تجلت فيهم آيات الله في صدقهم وإخلاصهم

وبعد أن شن العدوان الامريكي السعودي عدوانه على بلادنا كان يقول بأن نهاية الظالمين قد اقتربت كان تلك الايام في البيضاء  يخوض معركة العزة والشرف لمواجهة عملاء امريكا وإسرائيل.

ومن بعدها وصل إلى عمق محافظة شبوه مدينة عتق وواصل معركته مع الاعداء إلى عدن ولحج وأصيب هناك  إصابة شديده في رئته وبعض اجزاء جسمه ولم يجلس على فراش المرض إلا أيام قليله وعاد إلى جبهة تعز ولم تزال خيوط العمليات على جسمه ونكل بأعداء الله أشد تنكيل في المدينة وجبل صبر والمسراخ  والوازعيه  والشريجه وكثير من المناطق ، ومن بعدها نقل الي ( نهم ) وما ادراك ما نهم ففيها قاتل قتال شديد وشرد بأعداء الله والخونة المجرمين وكان امل للمستضعفين هناك وعونن وشدتا ونصرا للمؤمنين حتى اختار له الله (الشهادة) هناك.

كان رحمة الله في الفترة الأخيرة يتحدث عن الشهادة كثيرا ويتذكر كل من قد سبقوه من أخوته المؤمنين وانه قد ضاقت به الدنيا حين رفضت أن يبقى عليها خيار البشر وانه مشتاق لكل رفاق دربه .

كان آخر ما أرسله هو ان نسلم كل ما يوجد لديه من مال سبيل الله وحتى سلاحه الشخصي وحتى على مستوى ملابسه للمشرف لأنهن ملك سبيل الله أن نربي أبنائه على الزهد في الدنيا والالتزام بمبادئ وقيم مسيرتنا القرآنية وإذا وفقه الله بالشهادة نقول كما قالت  السيدة زينب :(اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ منا حتى ترضى )وفعلًا سافر إلى جوار ربه والتحق بمن أراد أن يلتحق بهم.

غادر ولكن دون رجعه أدا دوره في هذه الدنيا على اكمل وجه وانتقل لان يكون ضيفاً جوار اكرم الاكرمين ضيفا عزيزا كريما جوار انبياء الله وأولياءه ابو جهاد غزه كنت ولازلت حيا في قلوبنا ومشاعرنا فأنت المدرسة التي تعلمنا منها الصدق والثبات والشجاعة والاخلاص في العمل من أجل إعلاء الحق والعدالة ونحن سنكون على خطاك ونهجك ما حيينا حتى نلقاك يوم القيامة .