تفاصيل الخلافات السعودية القطرية وتداعياتها من البداية وحتى الآن
الصمود/متابعات
قبل البدء بالحديث عن ملف الخلافات السعودية القطرية لابد من العودة قليلا إلى زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى السعودية، ليعود إلى بلاده حاملا معه عقودا بعشرات ملايين الدولارات، هذه الصفقة أثلجت قلب ترامب وحققت له مكاسب سياسية واقتصادية كبيرة، لكنها في الوقت نفسه دقت اسفينا في جسد العلاقات بين الدول العربية عامةً والخليجية خاصة.
ظهرت الخلافات السعودية القطرية إلى العلن بتاريخ 23 مايو / أيار بعد أن بثت قنوات تلفزيونية سعودية وإماراتية يوم الثلاثاء 23 أيار تصريحات نسبت إلى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، خلال مراسم تخريج دفعة من المجندين، قال فيها إنه من غير الحكمة معاداة إيران ورفض تصعيد الخلاف معها، ونقل عن الأمير قوله إن إيران “تمثل ثقلا إقليميا، وليس من الحكمة التصعيد معها”، وأضافت التصريحات “لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنّف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله”، واتهم تميم كلا من السعودية والإمارات والبحرين بالتحريض على قطر واتهامها برعاية الإرهاب.
وتم نشر هذه التصريحات عن طريق وكالة “قنا” للأنباء القطرية، ورغم أن السلطات القطرية نفت التصريحات، وأكدت حدوث اختراق للوكالة، إلا أن وسائل الإعلام السعودية والإماراتية سارعت إلى مهاجمة الدوحة والتشكيك في روايتها، وعلى اثر ذلك تصاعدت الحرب الكلامية بين قطر من ناحية والسعودية والإمارات العربية المتحدة من ناحية أخرى وشهدت وسائل الإعلام تصعيدا كبيرا بين قطر والسعودية.
وفي هذا الإطار اتهمت قطر بـ”شق الصف الخليجي ودعم أعداء الأمة”، وبعد هذا الإتهام ازدادت الأمور حدة لتصل الأمور لقيام كل من السعودية والإمارات ومصر، بحظرعشرات المواقع الإخبارية القطرية، والتي كان على رأسها موقع قناة “الجزيرة”.
وفيما بعد نشر نائب القائد العام السابق لشرطة دبي ضاحي خلفان، سلسلة تغريدات على حسابه الشخصي في موقع “تويتر”، هاجم فيها دولة قطر، وقال خلفان في إحدى تغريداته “تفضيل قطر تنظيم الاخوان وإيران على السعودية والامارات والكويت والبحرين كارثة سياسية!!!”.
إلى ذلك قامت قناة “العربية” السعودية التي رجح الخبراء بأنها هي من قام بإختراق وكالة الأنباء القطرية، ببثت خبرا مفاده أن وزير الخارجية القطري أبلغ سفراء مصر والبحرين والإمارات والسعودية بمغادرة الدوحة خلال 24 ساعة وهو ما نفاه الوزير القطري لاحقا.
من ناحية أخرى كشف أكاديمي إماراتي معارض، أنه لديه معلومات تؤكد أن سعود القحطاني، أحد أذرع الأمير محمد بن سلمان، هو قائد الحملة الإعلامية ضد قطر.
وفي 28/5/2017 ذكر بيان نشرته صحيفة عكاظ السعودية أن أحفاد مؤسس المذهب الوهابي في المملكة العربية السعودية سعوا للنأي بأنفسهم عن الأسرة الحاكمة بدولة قطر، وفي صفحتها الأولى قالت الصحيفة إن 200 من أحفاد محمد بن عبد الوهاب طالبوا بإعادة تسمية مسجد في قطر يحمل اسم الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ونفى أحفاد محمد بن عبد الوهاب وجود ارتباط عائلي بينهم وبين أسرة آل ثاني الحاكمة في قطر.
وفي نفس التاريخ نشرت الجزيرة القطرية كاريكاتيرا على موقعها، أثار ردود فعل غاضبة في المملكة العربية السعودية ، حيث استهزء بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وجسده على أنه رجل يقوم بنشر الغسيل “أخبار مفبركة” على حبل عبارة عن أنف ممتدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبعد 8 ساعات من نشر الكاريكاتير قامت قناة الجزيرة بحذف كاريكاتير “أخبار مفبركة” وأكدت الجزيرة أنها لم تقصد الإساءة لخادم الحرمين الشريفين، وما حدث من ربط لدى البعض هو “اصطياد بالماء العكر”.
وبعد نشر الكاريكاتير المسيء للملك سلمان، قام عدد كبير من المغردين السعوديين على موقع “تويتر”بالإنضمام إلى الوسم “#قناه_الجزيره_تسيء_للملك_سلمان” للتعبير عن رفضهم للكاريكاتير، منتقدين قناة الجزيرة بشكل لاذع.
وفي 30/5/2017 عنونت صحيفة الراية القطرية وبالخط العريض مقالا موجها للسعودية والإمارات جاء فيه “انبحوا كيف شئتم…فلن تغير قطر ثوابتها”.
وجاء في المقال الذي نشرته الصحيفة “إن استمرار مسلسل الهجوم على قطر بعد فضيحة التصريحات المفبركة يؤكد، دون مواربة، أن المخطط الآثم الذي تبنته جهات نكرة وقنوات إعلامية خليجية في دول شقيقة تعتمد على مرتزقة، قد باء ولله الحمد بفشل ذريع وحصد خيبة كما يقال مجلجلة وانقلب السحر على الساحر”.
وتحت عنوان “بعض الأنظمة تريد أن يكره الناس الدين”، أظهرت صحيفة الراية القطرية رجال الدين السعوديين وهم يقودون الناس إلى النار.
من جانبها اعتبرت صحيفة “المواطن” السعودية، أن قطر بإعلامها وصحفها تحاول بشتى الطرق تشويه المملكة وقيادتها وعلمائها، في أفعال تؤكد ابتعادها عن وحدة الصف العربي عامة والخليجي خاصة. وأوردت الصحيفة السعودية أن أمير قطر السابق، حمد بن خليفة آل ثاني، كان يُصر دوما على تجاهل ما يعيق التمويل القطري لتنظيم القاعدة ولحركة حماس.
وفي 1/6/2017 قالت صحيفة الجزيرة السعودية أن قطر ستدفع وبشكل باهظ ثمن سياساتها ومواقف التي تعرض أمنها وأمن جيرانها ودول المنطقة للخطر.
يذكر أن آخر توتر في العلاقات بين قطر وبعض دول الخليجیة يعود للعام 2014 بسبب مزاعم عن دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين.