صمود وانتصار

تلخيص المحاضرة الثقافية يوم 25 رمضان للسيد القائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي حفظه الله

الصمود / 20 / يونيو

بقلم / حمير العزكي

(( النفاق )) ” 1 ”

■ مقدمة وتمهيد .
● جاء الحديث عن النفاق في القران الكريم بشكل واسع وكبير وهام جدا يستوجب العناية والالتفات الجاد والاستيعاب
● هناك تقسيم قرآني للذنوب والمعاصي والاثام حسب درجتها وصورتها من الظلم الى الفسوق الى العصيان الى الفجور واختص القران الكريم ذنبا بعينه بتوصيف خاص نظرا لخطورته هو النفاق
● الانتماء الى الاسلام يفرض على الأمة الاسلامية أمرين هامين :
> التحرك الجاد وفق مبادئه وقيمه وثوابته واخلاقه
> ان تكون الامة حرة ومستقلة في توجهاته منضبطة بضوابط الحق

■ تعريف النفاق .
قال تعالى : { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْعَذَابًا أَلِيمًا *
الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ
أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ
فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا }
● النفاق : هو حالة الاختلال في مسألة الولاء والانحراف في توجيهه عن التوجه الصحيح

■ خطورة النفاق .
تتجلى خطورة النفاق من خلال اثاره السلبية واضراره الكبيرة وعلى مستويين رئيسيين هما :
● خطورة النفاق كجرم وذنب ومعصية وتتمثل في العقوبات العظيمة الشديدة عليه
>النفاق يستوجب أقسى العقاب من الله وأسفل منزلة في النار فلايوجد ذنب أكثر عقوبة منه قال تعالى{ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِيالدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا }
>النفاق ذنب لايقبل معه الاستغفار حتى استغفار النبي الأكرم صلوات الله عليه واله بقدره ومنزلته عند الله قال تعالى :{اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}
> النفاق ذنب يقطع العلاقة مع الله نهائيا قال تعالى : {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ }
●خطورة النفاق وآثاره السلبية على واقع الأمة .
>النفاق يحول مجموعة كبيرة من ابناء الأمة الى أعداء حقيقيين وخطيرين جدا للأمة الاسلامية قال تعالى : {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ}
> النفاق يهدد حرية واستقلال الامة ويستهدف انتماءها للإسلام قال تعالى : { اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ }
>النفاق يفرض المعية في المواقف والتأييد في الرأي لأعداء الأمة قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً }
> النفاق يضع مجموعة من الأمة في اطار أعدائها وتصنيفهم من ضمنهم قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }
● النفاق يخلق حالة من الشذوذ والانفصام في حقيقة المنافقين ذاتهم قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }
● النفاق يؤدي تلقائيا الى الدخول في المعاصي والمنكرات والفتن العظيمة والفساد الكبير قال تعالى : {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِيالْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ }

■ لطائف القول السديد
● مايحدث الان في الأمة من فتن مصداقا لقوله تعالى : {إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِيالْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ } ونتيجة حتمية لإختلال الولاء ودلالة عظيمة على اعجاز القران وعظمته
● نظم القران الكريم علاقة الأمة الاسلامية مع الاخرين على اساس مواقفهم منها
> القسم الأول : قال تعالى : { لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}
وهؤلاء تكون العلاقات معهم ودية وإيجابية ولكن بدون أي تبعية.
> القسم الثاني : قال تعالى {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}
وهولاء حذر من العلاقة معهم وتوليهم ونهى نهيا مشددا مؤكدا.

وصلى الله وسلم على محمد وآله.