لماذا الحساسية تجاه يوم القدس العالمي؟
الصمود / 22 / يونيو
بقلم / زيد احمد الغرسي
من الأهداف الحقيقية لزيارة ترامب مؤخرا الى السعودية إنهاء القضية الفلسطينية والتطبيع مع العدو الصهيوني ومن هنا تأتي اهمية يوم القدس العالمي هذا العام.
حيث يعتبر الخروج في المسيرات الشعبية في كل انحاء المنطقة ردا عمليا على رفض الشعوب هذه المؤامرة الامريكية على فلسطين كما انها تعيد توجيه البوصلة بأن القضية المركزية الاولى لنا كعرب ومسلمين هي القضية الفلسطينية ومن يتخلى عنها انما يدور في فلك الامريكان ويوم القدس العالمي يكشف زيف الشعارات التي تحملها انظمة النفاق التي تدعي حرصها على الأمن القومي العربي فهل التطبيع مع اسرائيل حماية للأمن القومي العربي؟
وهل تقسيم المنطقة على أسس مناطقية وطائفية متناحرة حماية للأمن القومي؟
اهمية يوم القدس العالمي تأتي من إتساع المؤامرات على القضية الفلسطينية وعلى الأمة العربية والاسلامية وسعي امريكا واسرائيل الى تحويل الصراع من صراع اسلامي مع اسرائيل الى صراع اسلامي اسلامي عربي عربي وهذا ما تسعى اليه في الحروب الموجودة حاليا في المنطقة.
عمل اليهود ومن خلفهم الأمريكان والأموال الخليجية على إنهاء القضية الفلسطينية عبر عدة مراحل حيث حصرت الصراع العربي الإسرائيلي الى صراع فلسطيني اسرائيلي ثم التخلي عن مرحلة الصراع الى مرحلة إقامة دولتين ثم بعدها مرحلة ما يسمى بالسلام مع العدو الصهيوني ثم الى التطبيع معها تحت الطاولة وبعدها الى إقامة العلاقات العلنية بين بعض الدول العربية وعلى رأسها الخليجية مع العدو الصهيوني والآن مرحلة إقامة التحالف معها والتآمر ضد محور المقاومة وشعوب المنطقة الحرة وهذا من ابرز اهداف زيارة ترامب الى الرياض مؤخرا.
يوم القدس العالمي ليس محصورا على مذهب معين أو طائفة دون اخرى فهو يوم للشعوب المسلمة في مواجهة اعدائها من اليهود المحتلين، وقد عملت الأنظمة العميلة على وضع حساسية مع هذا اليوم بإعتباره انه يوم شيعي لأن من دعا إليه الإمام الخميني خلال ثورته الإسلامية في ايران وهذا غير صحيح.
فإيران كانت شيعية قبل وبعد ثورة الإمام الخميني وكان شاه ايران المخلوع شيعي وكان يزور البقيع لزيارة اضرحة ائمة أهل البيت عليهم السلام في السعودية دون إن يكون هناك حساسية ضده. فلماذا لم يكن تعامل أمريكا والسعودية مع ايران حاليا كما كان في عهد الشاه المخلوع سابقا؟
والسبب في ذلك بسيط وهو إن الإمام الخميني خرج من فلك أمريكا ودعا الى التحرر من هيمنتها ومواجهة العدو الإسرائيلي، وهنا المشكلة لدى الولايات المتحدة الامريكية وأدواتها في المنطقة ولو عادت ايران الى وصاية أمريكا حاليا ستلغى كل الهجمات والحملات والتشنيع ضدها ولو بقيت شيعية !!
ولاختفت كل عناوين الرافضة والمجوس وسب الصحابة والمتعة وووالخ وجاءت بدلها حملات المديح والثناء.
المشكلة ليست مذهبية بل هي فيمن يخرج من وصاية أمريكا حيث تسلط عليه كل ادواتها وحملاتها الاعلامية لتشويهه، ومن هنا يأتي يوم القدس العالمي رفضا للمشاريع الامريكية الإسرائيلية بحق المنطقة وشعوبها، ولذلك سيظل يهاجم وينشر حوله الشائعات والتهم لإبعاد الناس عن قضيتهم المركزية، وهنا اقول للذين لديهم حساسية من هذا اليوم كونه جاء بدعوة من الامام الخميني(قدس) اعملوا يوما آخر وسنكون معكم المهم أن يكون لكم موقف مشرف تجاه القضية المركزية الاولى للمسلمين واعملوا على إن يكون لكم موقف من تطبيع الأنظمة الخليجية والعربية مع العدو الصهيوني وستجدونا معكم في رفض ذلك.