صمود وانتصار

محمد بن زايد عراب انقلاب محمد بن سلمان

لعبت الإمارات المتحدة الدور الأبرز والأكثر تأثيراً على صعيد إقناع الولايات المتحدة بدعم وصول محمد بن سلمان إلى سدة الحكم في السعودية.

توزع الدور الإماراتي الذي قاده ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان بين تجهيز ابن سلمان ليصبح الشخصية المرغوبة لدى واشنطن، وبين تحريك وسائل الضغط الأميركية، الإعلامية والسياسية، لإشعاع صورة ابن سلمان لدى الإدارة الأميركية.

الترحيب الإماراتي الكبير بتعيين إبن سلمان ولياً لعهد أبيه، بعد الإطاحة بابن عمه محمد بن نايف، يعكس هذا الدور. واعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية للإمارات أنور قرقاش أن وصول ابن سلمان يحمل معه آمال جيل شاب يتطلع إلى التحديث والتطوير، عبر قيادة ورؤية ترسل رسائل مشجعة وإيجابية عربياً ودولياً، المملكة شابة وقادرة على التجديد والقيادة، بحسب تعبير قراقش.

وكشفت تسريبات سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة عن رسالة وجهها يوسف العتيبة إلى الكاتب الأميركي ديفيد أغناثيوس، بعد كتابته لمقال في “واشنطن بوست” قبل سنتين عن محمد بن سلمان.
وحثَّ العتيبة أغناثيوس على الكتابة أكثر حول شخصية ابن سلمان، معبراً عن إعجابه بمصداقيته التي ستكون عامل ضخم في حدوث التغيير داخل السعودية، قائلاً له: “لننتظر ما سيحدث بعد عامين”، ما يوضح أن الإمارات وضعت خطة زمنية لوصول ابن سلمان، ولم يكن الأمر وليد صدفة أو أوامر ملكية سعودية فقط.

وكانت مصادر سعودية قد أشارت إلى خطة إماراتية لكسب دعم واشنطن لمحمد بن سلمان، تعتمد بشكل أساس على توطيد العلاقات بينه وبين الكيان الإسرائيلي من أجل أن يصبح مرشح واشنطن المفضل لتولي عرش السعودية المقبل، الأمر الذي عززه ابن سلمان وبدى واضحاً في ترحيب الصحف الإسرائيلية لخبر تعينه ولياً للعهد.

ووصفت صحيفة “واشنطن بوست” علاقة ابن زايد بابن سلمان بأنها علاقة “المعلم الناصح”. تلك العلاقة تأتي في وقتٍ يستعد ابن زايد فيه لاستلام الحكم في الإمارات، على غرار ما حصل في السعودية، حيث من المنتظر أن ينصب نفسه حاكماً عوضاً عن أخيه غير الشقيق خليفة بن زايد آل نهيان الغائب عن الصورة تماماً في الأزمة الخليجية الأخيرة.