لا رأي لمن لا سلطة له
الصمود / 18 / يوليو
بقلم / حمير العزكي
التناقض سلعة المستبد الأحمق البائرة والتي يبلى ولا يظنها تبلى ويظن أن لا أحد يتنبه او يلتفت لبوارها ويعيش معها حالة انفصام بينما يريد ومالايريد وتتسع الفجوة بينما يقول وبينما يؤمل ، مستغلا عاطفة انتجتها العشرة لسنوات الطويلة ، فرضت على القلوب الأرق والأفئدة الألين ألا تنسى الفضل بينها وبينه ، وفاءا منها للزمان والمكان لا حبا في الشقاء والحرمان .
فمن ظل يقول ان السلطة في يد غيره …
كيف له ان ينسى ذلك ويتعاطى معها وكأنه مالكها ومصدرها!!؟؟
ومن ظل يحاول التنصل من مسؤوليات والتزامات وواجبات السلطة تحت مبرر ان السلطة الفعلية ليست بيده …
فكيف له ان يجهل ذلك محاولا ايهام الداخل والخارج أن قوله الفصل ورأيه الفيصل ؟؟؟!!!
ومن تخلى عن واجبه في مواجهة العدوان شعبيا وميدانيا
كيف يكون له حق التكلم في مجرايات الاحداث ومستقبلها منفردا ؟؟؟!!!
ومن تخلى عن السلطة تخليا مطلقا لارجعة فيه أبدا
كيف يعطي نفسه حق توجيه الأوامر للداخل والدعوات للخارج ويحاول الانفراد بالمشهد السياسي متجاوزا حدود حزبه ومتعديا تقديم النصح الى السلطة الى تمثيلها؟؟!!!
ومن اعلن وجاهر وفاخر بموقفه في مواجهة العدوان
كيف له أن يوجه خطاباته ووعيده لأحد غير العدوان ومرتزقته او ان يوجه اللوم الا لنفسه وحزبه وأنصاره؟؟!!!
وكما أن لا رأي لمن سلطة له فلا قرار لمن لايملك القرار وان حاول اتخاذ القرار منفردا فإنما يحرج نفسه وان حاول المزايدة فإنما يرفع أحد أرجل الطاولة التي ستنقلب على رأسه ، مهما خدعته أمانيه وأماني من حوله .
أفق من غمرات زهو زائفة ، مازال من حولك يسقونها كما زرعها من كانوا حولك قبلهم ، حتى أدمنتها وما رعوها حق رعايتها ، بل هرعوا الى اقتلاعك ، وصاروا مجنات تحاول حصد روحك ، ان كانت في الاولى راهنت على العاطفة ولم تنجح وإن كنت نجوت ، فربما في الثانية لن تنجو وان نجحت ، فلم تعد المعادلة تلك التي تلاعبت بثوابتها ومتغيرتها ، لقد تغيرت فعلا ، والعقل الواعي سيهزم العاطفة المخدوعة ، ويظل محاولا انقاذها ، والمبادئ ستجتاح المصالح ، وتظل محاولة تقنينها ، ومن دعموك ثم باعوك وان عادوا ووعدوك فلن يصدقوك وان صدقوا فلن يعصموك من بأس الله .
اخيرا مهما كان رأيك قيم سيظل غير ملزم ومهما كان ماضيك مؤلم فمازالت لديك فرصة لتكفر عنه وتلملم جراحاته وترمم صورته وتخدم وطنك بضمير في اطار حزبك و تقدم لو حتى للحزب ماعجزت ان تقدمه للشعب على مدى سنوات وسنوات .