صمود وانتصار

الصواريخ الباليستية اليمنية.. ورسم معادلة الردع الجديدة (تقرير)

الصمود / 1 / أغسطس

تقرير/ محمد الحاضري

ضربت عاصفة باليستية يمنية الأسبوع الماضي العمق السعودي بدأت، السبت، بضرب محطة تكرير النفط في ينبع بصاروخ باليستي بعيد المدى، ثم قصف أكبر قاعدة جوية في السعودية بالطائف بـ “عدة” صواريخ باليستية دفعة واحدة وهو ما شكل منعطفا جديدا في مسار الرد اليمني على العدوان.
فعقب ساعات من ضرب صاروخ “بركان 2 إتش” الباليستي مصافي تكرير النفط السعودية في محافظة ينبع والتي تبعد عن الحدود اليمنية قرابة 1000 كيلو متر، أعلنت القوة الصاروخية اليمنية تدشين مرحلة ما بعد الرياض، مؤكدة أن العمليات الصاروخية سوف تستمر في تصاعد ردا على استمرار العدوان والحصار.
بعد ذلك بأربعة أيام تساقطت “عدة” صواريخ باليستية يمنية من نوع “بركان 1” متوسطة المدى “دفعة واحدة” على قاعدة فهد الجوية.
من خلال ذلك نستطيع القول إن اليمن تمتلك مخزونا كافيا من الصواريخ الباليستية القادرة على ضرب العمق السعودي متى شأت، واختراق منظومات الدفاعات الجوي السعودية المتطورة “باتريوت” التي أُنفقت عليها مليارات الدولارات.
وكشفت الضربات أن في جعبة صنعاء المزيد من المفاجئات لدول العدوان القادرة على قلب معادلة المعركة، والاستمرار في معركة “النفس الطويل” التي بشر بها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي العدوان في بداياته، كما مثلت إصرار الجيش اليمني على المضي قدما في مواجهة العدوان وعدم اعترافه بأي مبادرات تفرط في سيادة البلد، بالإضافة إلى ذلك كشفت الضربات قدرة الاستخبارات اليمنية واختراقها للجيش السعودي فالمراقب للمسار الحرب على اليمن يدرك أنه من غير المعقول أن يتم إطلاق صواريخ باليستية دفعة واحدة دون أن يكون هناك هدف يستحق ذلك.
الصواريخ الباليستية تكشف كذب العدوان:
في مقابل اعتراف مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية بنجاح الجيش اليمني في ضرب العمق السعودي وإصابة محطة تكرير النفط في ينبع التي تبعد عن الحدود اليمنية أكثر من 1000 متر، بدقة بعد فشل منظومة “باتريوت” في اعتراضه، أصابت الضربات الباليستية المتتالية العدوان بالهستيريا ولم يجد ما يبرر به فشله سوى الاختباء وراء المقدسات الإسلامية، والاستمرار في الكذب على شعبة والعالم بأنه اعترض صاروخ استهدف مكة المكرمة، بالإضافة إلى حديثه عن تهريب الصواريخ عبر ميناء الحديدة الواقع أصلا تحت الحضر والذي لا تستطيع قوارب حتى قوارب الصيد الاقتراب منه إلا بتصريح من العدوان.
مزاعم دول العدوان هذه نفاها رئيس اللجنة الثورية مؤكدا أن مكة المكرمة غالية على قلوب اليمنيين وليست لمساومة قوى العدوان أو انحطاطه، بمعنى أنه لا مجال أمام النظام السعودي لاستغلال المقدسات الإسلامية باعتبار أن اليمنيين هم من حمل راية الإسلام في أصقاع الأرض، كما سخر من مزاعم تهريب السلاح عبر ميناء الحديدة، قائلا “تدعون التهريب من مناطق أنتم جعلتموها مناطق عسكرية في مخالفة واضحة للقوانين والمواثيق”.
من جهته أكد نائب المتحدث الرسمي باسم الجيش واللجان الشعبية العقيد عزيز راشد، أن العدوان يكرر نفس الأكاذيب التي أطلقها قبل عشرة أشهر حينما ادعى أن قوات الجيش اليمني استهدفت مكة المكرمة بصاروخ باليستي، في حين أن الصاروخ أصاب مطارا عسكريا، مؤكدا أن “السعودي يسعى لإخفاء هزيمته بكل الطرق الممكنة”، لافتا إلى أن الخبراء العسكريين “يسخرون من ادعاءات العدو السعودي، ومحاولته استعطاف العالم الإسلامي لإنقاذه من الهزيمة والفشل”.
وبينت الصواريخ كذلك كذب المتحدث باسم تحالف العدوان الذي زعم تدمير 95% من الصواريخ الباليستية اليمنية في بداية العدوان عام 2015، كما كشف كذب الناطق عندما تحدث أن هناك قاعدة إطلاق صاروخية وحيدة فقط تمتلكها الجمهورية اليمنية وفي أحسن الأحوال تحدث عن ثلاث قواعد إطلاق.
تطورات الميدان خيبت آمال الأمريكي:
أوعز وزير الدفاع الأمريكي لدول العدوان مؤخرا بضرورة التصعيد في الميدان اليمني وأعطاهم مهلة حتى نهاية العام الميلادي الحالي لتغيير الواقع على الأرض حسب ما كشفه السيد عبد الملك في خطابة الأخير، بيد أن تطورات الميدان خلال الأيام الأخيرة شكلت خيبة آمال الأمريكي وحلفائه، فقد أسقط الجيش واللجان الشعبية، أمس الجمعة، معسكر الجابري الاستراتيجي ومواقع الفريضة والغاوية في جيزان، كما تمت السيطرة على جبل ملحمة الاستراتيجي، وللعلم فقد سبق وأن تمت السيطرة على معسكر الجابري خلال الحرب السادسة على صعدة ولم يتمكن الجيش السعودي من استرجاعه إلا بعد اتفاق أنهى الحرب حينها.
وأكد الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد الركن شرف لقمان اليوم السبت، أن العمليات العسكرية في جيزان ونجران تسير وفقا للأهداف الاستراتيجية من أجل الحسم العسكري وحرمان العدو من تحقيق أهدافه في احتلال مواقع يمنية وقصر خطوط الإمداد، مشيرا إلى أن “الجيش السعودي لم يعد يمتلك عنصر المفاجأة فيها رغم المساندة الجوية”، ومؤكدا أن رد الصاع صاعين بات من المسلمات، كما أوضح أن الوحدات المرابطة في مواقعها الثابتة والمتحركة في جبهات الداخل تمكنت من إيقاف تقدم قوات العدو، وتهيئة الظروف المناسبة لشن الضربات المضادة.
كما شكلت ضربة قاهر1 الباليستي على مقر للقوات الإماراتية والسودانية الغازية الخميس، جنوب غرب محافظة تعز واستهداف البارجة الإماراتية قبالة سواحل المخأ اليوم السبت ضربة قوية أطاحت بأحلام الإماراتيين لتحقيق مكاسب جديدة جنوب غرب البلاد، أضف إلى ذلك المكاسب الميدانية التي حققها الجيش اليمني ولجانه الشعبية في مختلف جبهات القتال وخصوصا في مأرب ونهم، والتي تؤكد أن ما عجز العدوان عن تحقيقه خلال عامين ونصف لن يستطيع تحقيقه في الوقت الإضافي الذي منحة له الأمريكي.