صمود وانتصار

أُمَ الأسير المدفون حيّاً تتحدث… وهكذا ردّت على اتصال مرتزقة العدوان ؟

في خِضَمِ معركة التحرّر الوطني التي يخوضُها الشعبُ اليمني بَرَزَت ردّةُ فعل أهالي الشهداء الذين يرتقون في الجبهات سلاحاً حادًّا يسل على الغزاة الجدد ومَن انخرط في العمل لحسابهم، وجديدُ المواقف الكبيرة لأهالي شهداء الجهاد المقدّس ردةُ فعل والدة الشهيد المدفون حيًّا عَبدالقوي الجبري.. الذي دفنه قبل أيام عملاءُ قوات الغزو الإماراتية، بعد تعذيبه وتعريضه للافتتان ومحاولة جَبْرِه على شتم قائد الثورة السيد عَبدالملك الحوثي، وامتناعه عن ذلك بثبات وجسارة نادرة وصدق ولاء، كما أظهر ذلك مقطعُ الفيديو الذي عمد المتوحّشون على نشره، وإذا كان أحذية الغزاة قد قصدوا صدْمَ الشارع اليمني وبَثَّ الرعب في نفوس الناس فقد حصل العكس، تأكد الشعب كُلُّ الشعب أن لا شيءَ في جعبة المعتدين ومَن في ركابهم إلّا الذبح والخراب وإذلال الشعب اليمني وجبْرِه على خفض رأسِه للاستكبار.

قبيل أمس الأول رافقنا رئيس الثورية العليا محمد علي الحوثي خلال زيارته لأسرة المدفون حيًّا، عَبدالقوي الجبري؛ لتقديم واجب العزاء مرسَلاً من قائد الثورة السيد عَبدالملك الحوثي، عقب الاجتماع الكبير الذي شهدته منطقةُ قرن عرّة بقبيلة آنس.

تمكّنتُ من مقابلة والدة الشهيد الجبري، وسألتُها عن ردة فعلها تجاه الدموية التي تعرض لها عَبدُالقوي وقد وقع في الأسر.

وهكذا كان الرد “عندما اتصل لي الداعشي قال لي ولدش ذبحناه في الهاملي وجثّته بالهاملي”!. وتضيف “فقلت له ما نفعل بها، أكله أكله، أما أحنا فقد أديناه ووهبناه في سبيل الله وسبيل الوطن، ومعه عشرة أخوة في كُلّ جبهة عينتقموا له”.

والدةُ الشهيد الجبري خاطبت المتصلَ الذي تولى تنفيذَ سياسة حرق أعصاب أهالي شهداء الجيش واللجان الشعبية الباسلة والحفر على جروحهم بالقول: “ما ترحم إلّا أنت الذي بعت نفسك للريال السعودي، بثمن بخس، أما احنا فولدُنا دافَعَ عن نفسه وعن شرفه وبلده”.

طارت كُلُّ تساؤلاتي التي جهّزتها بعد سماعي ردة فعلها وبحثتُ عن جُملة ما فكانت أسبقَ مني، إذ أعقبت ذلك قائلة “عَبدالقوي رفع رأسي ورأس كُلّ اليمنيين”.

 

ردّت على اتصال مرتزقة العدوان: بعتم أنفسَكم بثمن بخس، وولدي وهبتُه في سبيل الله والوطن، وإخوته العشرة سيثأرون له في كُلّ جبهة

أم الأسير المدفون حيّاً: عبدُالقوي رفع رأسي ورأسَ كُلّ اليمنيين

 

والدةُ الشهيد الجبري سجّلت موقفاً التحم بموقف وثبات ابنها الشهيد البطل الذي حمل زادَه وعتادَه؛ لخوض المعركة من منزله الذي وجدنا فيه جلالَ التضحية وروعةَ الثبات وصدقَ الولاء الذي أجملها الشهيد الجبري بلحظة واحدة تحت النار! وحين زُرنا أسرته وجدنا والدتَه هي الأخرى تعزز ذاتَ الموقف وتنسجُه سلاحاً وترسخه ثقافةً تواجه عكاكيزَ الاستعمار ومشاريعه، وكان شقيقُ الشهيد ورفيقُه في الجهاد قد أكّد من جانبه أن الشهيدَ حين توجّه لأرض المعركة تعرض للإصابة أكثر من مرة ولم يُثنِه ذلك عن العودة لأرض المعركة بعد التماثل للشفاء، لافتاً إلى أن شقيقَه غدا رمزاً وطنيًّا عبّر عن موقف اليمن الثابت من العدوان، ودعا شبابَ اليمن لرفد خطوط النار ومواقع الجهاد، وحين طلبنا من والد الشهيد المدفون حيًّا الحديثَ، سمعنا منه هو الآخرُ، صيحةً تنحازُ للأرض وتمجِّدُ البندقيةَ على الرضوخ، وتؤكد أن الدم اليمني مبذولٌ في مجابهة الغزو انتصاراً لليمن وسيراً به إلى الخلاص.

هذه الحالةُ من الجسارة النادرة والإرادة الصلبة ليست أمراً عادياً أَوْ شيئاً عابراً..

إنها قذائفُ تصوَّب إلى صدر العدو فتصيبُ وتحقّق أهدافَها وتُبطِلُ كُلَّ ما رامه العدوُّ وأذنابُه من جرائمهم بحق أسرى الجيش واللجان الشعبية، وفقاً للكثير من المتابعين، وتثبتُ أنه لا يهمُّ الشعبَ اليمنيَّ وقد هَبَّ إلى ميادين المواجَهة ضد الغزاة الجدد وأذنابهم، أيُّ الطرق سيظفَرُ بالشهادة، المهمُّ هو تحريرُ الأرض وحِفْظُ الكرامة الوطنية.