عدن وتعز: ساحتا تخريب سعودي إماراتي .؟
الصمود/ متابعات
تستمر الإمارات في مراكمة رصيد القوة في جنوب اليمن على حساب الدور السعودي الآيل إلى الركود والتراجع والانحسار. وبرغم النفي المتكرر للقادة الإماراتيين بشأن منافسة الدور السعودي في اليمن، فإن علامات التزاحم والتفرد بالقرار وصراع أجنحة السلطة الموالية للطرفين تدحض ادعاء النفي والزعم بطيب العلاقة وخلوّها من التنافس، وصولاً إلى الإقصاء.
وتواصل الإمارات دعم الإرهاب في عدن وتعز وبعض المناطق جنوب اليمن عبر التقرب من التيار السلفي على حساب “حزب الإصلاح” الإخواني المدعوم من السعودية.
تمكنت الجماعات السلفية بدعم من الإمارات من السيطرة على مدينة عدن وبسط نفوذها فيها حيث تسيطر عليها أمنياً من خلال أقسام الشرطة وقوات الحزام الأمني التي تمارس العديد من الاعتقالات والانتهاكات الخارجة عن القانون. وبدأت أخيراً بملاحقة ناشطين وإعلاميين بهدف تصفيتهم بحجة العلمانية التي أصبحت تهمة تستحق القتل بنظر تلك الجماعات.
وبحسب مراقبين، فإن معظم هذه الجماعات التي تنشط في عدن وتعز، تلقت دعماً من الإمارات والسعودية التي وجدت فيها الحليف الأول في اليمن. فقامت بتشكيلها وتجنيدها للحرب ضد “أنصار الله” واستخدامها بعد ذلك للتخلص من الخصوم السياسيين والأطراف السياسية والحزبية الأخرى. ويتسق هذا الموقف مع الموقف الإماراتي والسعودي الرافض للأحزاب السياسية وممارسة العمل الديمقراطي.
بلغ الأمر بتلك الجماعات إلى استخدام المساجد عبر بث الفكر التكفيري والتحريض على كل من لا يتفق دينيا معهم، ما أدى إلى تصاعد موجة التطرف لدى البعض ودفعه إلى ارتكاب العديد من الجرائم الإرهابية بحق سكان المدينة.
ولكن برغم تناغم الإمارات والسعودية على دعم الفكر الإرهابي في اليمن غير أنهما لم تستطعا إخفاء الخلاف السياسي بينهما، حيث طفت تلك الخلافات إلى السطح، وباتت محافظة عدن خصوصاً ساحة صراع على السلطات والنفوذ بين القوات الإماراتية وبعض الشخصيات المحسوبة على أبو ظبي من جهة، وقوات الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، بتوجيهات ودعم من السعودية، من جهة أخرى، وهذه المرة جاء دور المساجد باتخاذها ساحة للصراع المذهبي والفئوي.