صمود وانتصار

في ال 15 من أغسطس.. لايزال الساسة يتعثرون؟!

الصمود / 15 / أغسطس

تقرير / إبراهيم الوادعي

تحل غدا الذكرى الأولى لعملية التسليم والاستلام للسلطة سلميا بين اللجنة الثورية العليا والمجلس السياسي الأعلى المنبثق عن اتفاق وتحالف سياسي بين أنصار الله وحلفائهم والمؤتمر الشعبي وحلفائه، ويستحضر اليمنيون في الخامس عشر من اغسطس عرسا ديمقراطيا توجت به اللجنة الثورية العليا وقيادة ثورة 21 سبتمبر قيادتها البلاد بنجاح في ظروف استثنائية وصعبة للغاية بتسليم السلطة سلميا الى اتفاق سياسي جامع.
تبوأت اللجنة الثورية بزعامة رئيسها محمد علي الحوثي الحكم في أحلك ظروف اليمن حيث دشن العدوان في ال 26 من مارس 2015م عدوانا وحصارا غير مسبوقين وإعلان تحالف مكون من 13 دولة تقودهم الرياض وتقف خلفهم مساندة ومشاركة كلا من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وإسرائيل، ومجتمع دولي إثر الصمت وبيع الضمير لقاءا مليارات سعودية واماراتية تدفقت على خزائنه رشاوي وصفقات.
في صبيحة ال27 من مارس 2015م والأيام الأولى للحرب كان رئيس اللجنة الثورية محمد على الحوثي واللجنة الثورية المشكلة من قيادات شابة وحديثة العهد بالسياسة في موقف لا يحسد عليه ، معسكرات جيش شبه خاليه، جهاز امني يعاني وضعا صعبا، دوائر حكومية مدنية خلت من موظفيها ، الالاف من النخب السياسية التي حكمت اليمن منذ نهاية السبعينيات ، قد وصلت الرياض وتنتظر العودة على ظهور الدبابات لتحكم من جديد الشعب اليمني، فيما اثرت النخب السياسية الداخلية ممن تبقى الصمت في ظل حرب غير متكافئة وهي بدت كذلك نظريا وعلى الأرض، فيما الحملة الجوية المفاجئة تقصف كل شيء من المعسكرات التي خلت من عسكرها او كادت الى البنية التحتية ، ومن العاصمة صنعاء تمتد لتطال جميع المحافظات .
وتزامن مع جميع ذلك حملة إعلامية مسعورة تتحدث عن الشروط العالية للاستسلام، وتحضر لسقوط اليمن في ظرف ساعات او مسافة وصول المجنزرات الى العاصمة صنعاء، التي عانت من حصار خانق وتوقف لوسائل الحياة الأساسية جراء الحصار.
نجحت اللجنة الثورية العليا رغم حداثة عهد رئيسها بالسياسة وشئون الحكم في امتصاص الصدمة الأولى التي أرادها العدوان ضربة قاضية، وأخذت في زراعة الطمأنينة في قلوب المواطنين، وعبر سياسات حكيمة وسليمة جرى توفير المواد الغذائية وفي ذات الوقت منع احتكارها او تخزينها وفرض رقابة لصيقة على الأسعار، ولم تشهد البلاد رغم الظروف الاستثنائية حالات الهلع المجتمعي كما حدث خلال احداث غزو العراق عام 90م، او حرب صيف 94م او الازمات المتلاحقة منذ عام 2011م حتى نهضة ثورة ال 21 من سبتمبر.
كما حافظت عبر اللجان الثورية على أجهزة الدولة ومؤسساتها تسير بصورة طبيعية في تقديم الخدمات للمواطنين، وإبقاء الامن مستتبا في المدن اليمنية رغم ظروف الحرب والحصار.
وعملت على دعم الجيش ليستعيد بعضا من عافيته وليشكل مع اللجان الشعبية التي كانت تقاتل حينها منفردة أدوات السعودية من القاعدة وداعش حيث كانت هذه القوى تعيش الرمق الأخير في مناطق الجنوب قبل ان يهب العدوان لإنقاذها، يشكلا درعا حصينا يحصد الوطن اليوم من قدرات متطورة وانتصارات متلاحقة، تم وضع الأساس لها ابان ادارة اللجنة الثورية العليا والمرحلة الثورية في الأيام الأولى من العدوان.
واستطاعت اللجنة الثورية على مدى عام ونصف من استلامها السلطة تحت الحرب وفي ظل ظروف استثنائية من بناء قدرات مؤسسية اثبتت جدارتها في مواجهة العدوان، وشكل صندوق صيانة الطرقات بمهندسية نموذجا حيث لم تنقطع شبكة المواصلات بين المدن اليمنية رغم الاستهداف المكثف والممنهج، فاقمت الفرق الهندسية باستحداث طرق وتحويلات بديلة او إعادة بناء جسور مدمرة في وقت قياسي.
في أغسطس 2016م سلمت اللجنة الثورية السلطة ومقاليد الحكم الى المكونات السياسية، وقد اجتاز معها البلد الوضع الأصعب، وغادر رئيس الثورية العليا جنبات القصر الجمهوري ليعود الى ميدانه المفضل وهو العمل مع الناس في الأطر الشعبية لمواجهة العدوان عبر رفد الجبهات وتسيير القوافل وتخريج دفع المقاتلين، والتشبيك مع القبائل اليمنية الشريفة في مواجهة العدوان وتدعيم الصمود الشعبي.
وبعد عام وبعيدا عن مقاربة الانجاز الثوري ، لايزال السياسيون غير قادرين على الإمساك بالدفة والتوجه نحو الانتصار نتيجة تردد البعض وقلقه بان يكون أخطأ حسابات الربح والخسارة والتحالف .