“صورة” بثينة التي أبكتِ الملائكة في السماوات والأموات في قبورهم والأنبياء في المحل الأعلى
أيْ بثينة يا طفلةَ اليمن الباكية
يا صغيرتي بالله عليكِ ماالذي تفعلينه بنا يا بثينة
يا بثنة لقد أبكيتِ الملائكة في السماوات والأموات في قبورهم والأنبياء في المحل الأعلى .
بثينة التي فقدت أسرتها بصاروخ “سعودي -أمريكي- إماراتي” جريحة تعاني الألم في المستشفى ..
بثينة تبدو منهكةً ،والجراح تملؤ جسدها الصغير ..
تنام حيناً وتبكي أحياناً..
تقول للطبيب “وصّلني”، يقول لها الدكتور “فين أوصّلك فتجيبه بالصمت بعد أن تتذكّر أن أسرتها تم قتلهم عن آخرهم .!
لا أدري أين تريدين أن تذهبي يا ملاكي الصغير ..؟
لعلّك تريدين أن تهاجري إلى الرب لتشكي له ما حصل لك ..أليس كذلك .بلى بلى إنه كذلك ..!!
انت إذن ستذهبين إلى الله ..ولكن يا سيدتي الصغيرة خذيني معكِ
أنا أيضاً لا أريد أن أبقى هنا يا أميرتي الجريحة ..لقد كرهتهم كلَّهم جميعَهم ..
نعم، نعم يا بثينة خذيني معك وسأذهب لأشكو هؤلاء الوحوش إلى الله فأنت لا تقوين على الذهاب لوحدك .
سنقول يا رباه انظر ماذا فعلوا بنا !
أنت ستكتفين بالبكاء ،وسينظر إليك الرب الرحيم بعين الرأفة والرحمة وينظر إلى قاتليك بعين الغضب والنقمة ،فيحيل دنياهم جحيماً وآخرتهم عذاباً لا ينقطع أبداً ..!
وربما ستقولين إنك تريدين البقاء لتبقي شاهدةً على عهر هذا العالم وجُرمه ووحشيّته ،،
ابقَيْ يا بثينة لتفضحي هذه الكومة من النفاق ،والمُسمّاه ب”البشر ” .
كلّا؛ كلّا لن تذهبي ولن تغادري
ابقَيْ هنا وسترين عذاب الله فيهم
ابقَيْ لنثأر لك ..اِبقَيْ لتضحكي وأنت ترين بكاءهم
ستكبرين وأنت ترين مصارع هؤلاء القتلة وبأس الله عليهم ونكالَه ونقمته بهم .
لن تغادري هذه الحياة إلا بعد أن يُقتل كل هؤلاء الوحوش .
سيذهبون إلى الجحيم ،وأنت سترقدين بسلام وبطمأنية ،مرتاحة البال ..
ستذهبين إلى الجنة لتجاوري أحبتك ..وستخبري أمك وأباك وأسرتك بأن الله قد انتقم لك ولهم .
بثينة تبكي الآن في المشفى بدموعٍ ساخنة، تُحرق القلب ،وتذيب الحديد .
من ينتقم لبثينة ؟!
من يعيدُ لها أباها أمها وأباها ؟!
دموعها تسأل ..
جراحها تسأل..
صراخها يسأل..
لا بأس عليك أيتها الطفلة المفجوعة ..اهدأي ..ابتسمي
وربكِ إن صراخك يزلزلهم،،
بكاؤك يعذّبهم،،
دموعك ستحرقهم وتجرُّهم إلى قعر جهنم..
دماؤك ستجرفهم إلى أسفل سافلين .
وسيذهبون ..وتبقَيْن .