صمود وانتصار

قادرة على تسوية 250 كيلومتر مربع بالأرض.. تعرّف على السلاح الذي أرعبت به كوريا الشمالية العالم

الصمود || وكالات ||

أصابت كوريا الشمالية، اليوم الأحد 3 سبتمبر، العالم كله بالرعب، بعدما أعلنت عن اختبار قنبلة هيدروجينية جديدة، تسبب في هزات أرضية في بيونغ يانغ واليابان وجارتها كوريا الجنوبية.

ولا تعد تلك هي المرة الأولى التي تعلن فيها بيونغ يانغ عن امتلاكها تقنية القنبلة الهيدروجينية، حيث سبق وأعلنت ذلك الأمر في يناير/كانون الثاني 2016.

ولكن الحديث في الأمر أن كوريا الشمالية أكدت أن توصلت إلى تقنية تجعل تلك القنبلة الجديدة، قادرة على التحميل على صاروخ باليستي “عابر للقارات”، وهو ما رأته دول عديدة يشكل خطرا كبيرا على أمنها القومي.

ما هي؟

ولكن طرأ في أذهان الكثيرين تساؤلات حول ما هي القنبلة الهيدروجينية أصلا، ولماذا تشكل خطرا أكبر من خطر القنبلة النووية التقليدية.

ولا تعمل القنبلة الهيدروجينية وفق تفاعلات اليورانيوم، كما في القنبلة النووية، بل هي تعمل على أساس تحفير الاندماج النووي بين نظائر الهيدروجين، وهو ما يجعلها ذات قوة تدميرية أكبر، وآثار جانبية أقل، حيث أن القنبلة النووية يظل تأثيرها الإشعاعي لسنوات عديدة، أما نظيرتها الهيدروجينية فإنها تدمر كل شيء في ثوان معدودة وليس لها تأثير إشعاعي ممتد.

ويطلق على القنبلة الهيدروجينية ألقاب أخرى، مثل “القنبلة الحرارية”، أو “القنبلة الاندماجية”.

وظهرت تلك القنبلة للمرة الأولى عام 1952، عندما أعلنت الولايات المتحدة عن اختبارها، ثم تلاها الاتحاد السوفيتي عام 1953.

ويمتلك القنبلة الهيدروجينية حاليا بجانب الولايات المتحدة وروسيا، كلا من بريطانيا وفرنسا والصين، فيما أشارت تقارير إلى أن إسرائيل والهند وباكستان يمتلكان تقنيات إنتاج قنابل هيدروجينية بجانب كوريا الشمالية.

قوتها التدميرية

تقدر القدرة التدميرية للقنبلة الهيدروجينية بأنها 10 آلاف ضعف عن القنبلة النووية التقليدية، كتلك التي ألقتها أمريكا على جزيرتي هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين في نهاية الحرب العالمية الثانية.

ونقلت صحيفة “النهار” اللبنانية عن أستاذ الفيزياء في الجامعة اللبنانية، إيلي عيد، قوله إن “محتويات القنبلة الهيدروجينية، هي أبرز ما يميزها عن القنبلة الذرية، وما يجعلها أكثر خطورة، لأن القنبلة الذرية تتكون من اليورانيوم وهي مادة ثقيلة وتحتوي على مجموعة كبيرة من النوترون والبروتون”.

تابع قائلا “أما القنبلة الهيدروجينية فتتكون من عناصر خفيفة جدا أي من مشتقات الهيدروجين، أي من عناصر قليلة من النوترون والبروتون اللذين يكونان الــNOYAU”.

وأشار إلى أن خطورة القنبلة الهيدروجينية تكمن في “تكوينها من ذريات تحتاج الى حرارة عالية جدا أي تقريبا أكثر من مليون درجة مئوية، وذلك لأنه لا يمكن ان تلتحم بحرارة أقل، أي بمعنى آخر كما الشمس تعطي نورا بسبب الـFUSION اي التحام هذه المواد الخفيفة”.

ومضى بقوله ” العملية نفسها تحصل مع تكون القنبلة الهيدروجينية تحت تأثير تبلغ ملايين الدرجات وتحت تأثير ضغط كبير، وعندما تنشطر تعطي قوة تساوي 10 ألاف مرة القوة، التي تعطيها القنبلة الذرية العادية”.

واستطرد قائلا “عندما يخرج هذا الكم من الحرارة الكبيرة جدا على الجو، فذلك يحدث تدميرا كاملا لكل شيء في محيطها، أي كل كيلو هيدروجين قادر على تدمير كل شيء في مساحة 2000 كيلومتر مربع، وليس من السهل الوصول الى كيلوغرام من الهيدروجين لأنه يحتاج الى كم هائل من الحرارة لالتحام الذريات التي تكونه، لكن بإمكاننا الوصول الى كيلوغرام من اليورانيوم”.

وأشار إلى أن القنبلة الهيدروجينية الحالية التي اختبرتها كوريا الشمالية “قادرة على أن تسوي كل شيء على الارض على مساحة 250 كيلومترا مربعا”.

(سبوتنيك)