صمود وانتصار

21 سبتمبر هزيمة ال سعود ومخاضات الثورة والحرب والتحرير

الصمود / 19 / سبتمبر

كتب / عبدالجبار الحاج

اولا لا بد من الايضاح على نحو لا نقاش فيه بان حدث 21 سبتمبر 2014 هو امتدادا لثورة 11 فبراير 2011 المغدورة من زمر الساسة المهزومة والسياسة المرتهنة للخارج وتلك العلاقة بماهي امتداد لمسار الثورة والحركة الوطنية اليمنية على امتداد اليمن وطنا وشعبا .وهي علاقة ساتناولها اثناء هذه العلاقة والمؤامرة الخليجية التي بدات بمبادرة خليجية لؤاد الثورة بالسياسة وبادوات الارتهان اليمنية .ثم عقب 21 سبتمبر انتقلت بفشل وهزيمة سياسية للمشروع الى تعبيرات الفشل المالي والنخب الى حرب اممية للاسف هي اليوم في عامها الثالث والمهمات امام ثوار فبراير وسبتمبر الحقيقيون تنتصب المهمات والتضحيات نخو الثورة والتحرير وليس سلام الاستسلام والتسليم بواقع الوصاية والاحتلال فسنبداء هنا من 21 سبتمبر .
لاجدال مطلقا ان يوم 21 سبتمبر 2014 شكل حدثا واحتل هذا اليوم في ذاكرة جيلنا انعطافة تاريخية مفصلية في انها انجزت انجازا لا يمكن التقليل من شانه مذ ذلك اليوم وفي الزمن المنظور اللاحق تمثل ذلك في:
اسقاط بؤرتي المخاطر والاحتياطي السعودي في حروب السعودية ضد ارادة اليمنيين على الدوام :
1/ اسقاط الفرقة الاولى مدرع بقيادة على محسن
2/ اسقاط جامعة الايمان بقيادة الزانداني .
3/ عنى ذلك سقوط المبادرة المبادرة. الخليجية. وهزيمة. وسقوط الوصاية السعودية وطبقة الارتهان السياسي الحاكمة في اليمن
4/ انهيار المؤسسات التابعة للمنظومة امنيا وعسكريا و بسلطاتها الشكلية دستوريا تلك السلطات الثلاث وانحلالها .
5/ تدشين النواة الاولى للشرعية الثورية عبر خطوة اولية باعلان اللجنة الثورية واعلان دستوري .
ترتب على هذه الانجازات اهتزاز داخل موقع القرار الحاكم في السعودية من ان فقدانها وسائل القبض والتوجية والقرار السعودي داخل موازين الطبقة السياسية الحاكمة والمضمونة الولاء للمشيئة السعودية في اليمن والتي جعلت السعودية ومن ورائها المشروع الغربي الخفي تضع كل الخيارات في سلة واحدة واخيرة وحاسمة الا وهي خيارات الاسراع في صناعة ولملمة تحالف دولي وشن الحرب التي تقف ورائها اهداف فرض الحرب والاحتلال وفرض خيار الفدرلة والتقسيم والتفكيك الذي فشل عبر السياسة الخفية عبر رئيس تم اختياره بعناية مطلع 2012 وبطريقة هي الى البيعة اقرب منها الى شى اخر .
من جهة اخرى مع ادراك لنهج مرسوم تحرك الاخوان سريعا الى خيار يدفع المجتمع في مناطق بعينها الى الانتحار ..
في التحضير والتعبئة التي ارادها الاخوان منذ سقوطهم في 21 سبتمبر في الفرقة والجامعة استسلموا في صنعاء حفاظا على مؤساساتهم المالية والحزبية ولكن ليوفروا الوقت والامكانات لفرصة اخرى الى ساحة اخرى اتت هذه الفرصة على عجل وحطت بين ايديهم فلاحت امنية استدراج الانصار الى معركة يجد الاخوان فرصتهم في ادارتها ولكن بحيث يكون جزء من ابناء الجنوب تعز والمجتمع المدني نفسه وقودها .وسرعان ماجائت وكلكم تعلمون الثمانون مليون ريال سعودي الى اخوان تعز ليضرب محاولات وجهود كان منها ما سمعناه من شوقي هائل وطلال عقلان .ونسفت جهود كانت قد توصلت الى فرص عدم تفجير الوضع بتعز .. ليكن هذا المبلغ 80 مليون سعودي لجيب الاخوان المرسل على عجل عربون اشعال المعركة التي ستتكفل بتوسيع دائرتها بقعة الزيت و ثقاب الكبريت في ساحة صار الزيت القابل للاشتعال يغطي كل الساحة المعبئة بجو جاهز لاتساع دائرة النار ..
من جهة اخرى تمكنت اصابع صالح الذي بداء ت خفية في الدفع من خلف الانصار وبهم الى الساحة التي كان ممكنا تحاشي الانصار المعركة ..
وكان ممكنا جدا ان لاتكون هنا دوافع يمنية للمعركة لكن الثمانون المليون كانت ضروية لاشعال الثقاب وبدونها ربما كان تاجيل اشعال النار وفي التاجيل ربما استعاد اصحاب الخط المناهض للاحتراب موقفا متماسكا ووقتا يكفيه لبناء السور المانع للاحتراب من جهتيه من داخل السور الاخوان ومن خارحه الدفع المتسارع لاصابع صالح نحو رمي شرارة الكبريت الاولى وكفاهم بعد ذلك ما فعلوا .. ي في تعبئة للمجتمع دندنت وظلت تدندن على اسطوانة مذهبية وطائفية ….
تمفصلت خطوات العدوان على مسارين من تحضير خارجي وتفجير محلي لؤاد ثورة ممتدة منذ فبراير 2011 مثلت بوضوح ارادة شعب بالتحرر من الوصاية الخارجية الاقليمية والدولية فمر المخطط متسارعا وقد سقطت مشاريع موفمبيك وحوار نخب التواطئ والتبعية وليست نماذج شعبنا في ثورة فبراير . فكانت حلقات المسلسل تجري وتدفع سريعا على مثال :
_ انفجرت المعركة في مارس بتعز ..
_ تدشين تحالف العدوان حربة في 26 مارس .
لكن حدثا مختلفا وفي مواجهة المسار المعد خارجيا ..
كان المسار الوطني للحرب بعد 45 يوما من العدوان فجر اليمنييون مسار الحرب بكونها حرب وطنية بين السعودية. والامارات ودول التحالف المعادي الذي منح الحرب بداية تحول كحرب وطنية لا حرب يمنية يمنية كما اريد وخطط لها و
لمسار الحرب وتطوراتها العسكرية والسياسية ساكرس لها حلقة خاصة هي التناولات الاخيرة من هذه الحلقات . …..
ونحن على اعتاب يوم 21 سبتمبر التي شكلت حدثا مهما ولو ان ضرب بؤرتي الفرقة وجامعة الايمان فقط يمثلا انجازان كبيران لقلنا نعم .
ولو قلنا ان تشكيل اللجنة الثورية العليا والاعلان الدستوري الاول حينها انجاز رقم واحد في طريق الشرعية الثورية .
الا ان خطوات من نوع احلال المجلس السياسي التوافقي واحياء مجلس النواب تحت ذريعة انجاز التحالف مع المؤتمر الشعبي العام ضد العدوان كانت خطوات ادت وبعثت منظومة الفساد الحاكم المثار عليه منذ ثورة 11 فبراير الشعبية التي احدثت انهيارا في بنيان النظام لو لا احتوائها من قوى الثورة المضادة الاخوان . وهي الثورة التي ما كان لمحطة 21 سبتمبر ان تشكل حدثا ومنعطفا هاما في مسيرة الثورة اليمنية لو لا انها وقعت هي الاخرى في فخاخ التحالفات السياسية بدعوى مواجهة العدوان .
وبرهنت الاحداث من يومها والى الان
اننا بالرهان على الشعب اليمني قادرون على الحاق الهزيمة بدول العدوان، وتحرير كل شبر محتل من سقطرى الى عسير .
وعلى العكس من ذلك تماما فاننا بالرهان على النخب الذليلة والمهزومة والفاسدة والمنحطة ، نخسر الارض والوطن والشعب ونخسر المعركة ، ونخسر انفسنا . وتضيع تضحيات شعبنا في مساري الثورة والتغيير في الداخل والتحرير في معركتنا مع العدو المحتل من الخارج ..
كلنا يدرك حجم الفساد المتغول منذ اربعين عام وبالذات بعد مقتل الشهيد الرئيس المحبوب ابراهيم الحمدى وماتلاها من تصفيات لالاف الوطنيين اليمنيين على نظام اداره ملحق سفارة سعود سئ الذكر صالح الهديان وهنا نظام افرغ الثورة والجمهورية من محتواها وضرب وحارب وقتل رموزها وحولها الى مستعمرة سعودية ومنهبة خاصة للازلام وبيت الاحمر والوية الوهابية ولكن بعلم ونشيد جمهوري فقط .حتى النشيد لم ينج من تحريف الكلمات بقرار من نوابه. للاسف !!!!
فالجمهورية التي اهداف ثورية وليست مستعمرة بعلم !!
العدالة الاجتماعية والسيادة والتحرير من الاحتلال. وتطهير كل مؤسسات البلد من الفساد والغاء تلك المؤسسات وتلك القوانين التي سخرت لخدمة وحماية الفساد .خلال اربعة عقود .
هل يمكن لاجهزة كرسها النظام مثل الجهاز المركزي وهيئة مكافحة الفساد ونيابة الاموال ان تكون تطهيرية للفساد .
وهل يمكن ان تكون الا بؤرا وتقنينا للفساد …
وهل يمكن لمجلس نواب بني واقيم ورتبت صناديق انتخابه على شرط غير معلن وهو تشريع رغبات الحاكم وشرعنة النهب والخصخصة والفساد والضرائب المفقرة للطبقات المسحوقة وفوق ذلك قد صار بمثابة المنحل ، فهل يمكن الاعتماد عليه ، ان يكون مشرعنا للسيادة الوطنية وهو من شرعن كل القوانين التي تشرعن الاتفاقات الخيانية والافسادية !
نحن بحاحة الى حركة تحرير وطني شاملة قوامها الشعب .
لو اننا قد اصبحنا في اطار حركة تحرر وطني وهي ضرورة حتمية تاريخية موضوعية يفرضها واقع الاحتلال وليست الرغبة الذاتية ، فهل من الموضوعية ان نراهن اوندعو قيادات حزب الاصلاح للمشاركة الميدانية التضحوية في هذا الاطار التحرري حتى لو كان لم يقف علنا منذ اللحظة الاولى مؤيدا للعدوان والاحتلال .
وهل من السوية الواقعية في مقدمات الاشياء ونتائجها المحتمة ان نراهن وندعوهم الى تحالف وطني لتحرير سقطرى وميون والمهرة وعدن والمخاء والساحل ..
من زواية اخرى لو ان حركة تحرر كهذي قائمة وهي ضرورة قادمة حتما في منطق الصراع القائم. ومراحله .
فهل من السوية في التفكير الجاد ان نناشد ونتمنى على نخبة سياسية او قيادة ولا اقصد جمهور ، فمثل قيادة باعت نجران وجيزان وعسير وفرسان وحنيش فلايعقل ان نراهن عليها لخوض حرب تحرير وطنية لتحرير هذه الاحزاء العزبزة .
واذا اصر احد على رهان كهذا فهو هنا ليس واهم فحسب ان نظرنا اليه بحسن نية ، بل هو لا يعدو ان يكون قد اضمر بنا او بنفسه اللحاق بمن باع ليشارك في بيع لاحق لجزء اخر او احزاء اخرى من الاجزاء المحتلة .
اليوم اذا تحدثنا عن تشكيل حركة تحرر وطني فالضرورة الوطنية هي ما تحتم خلق هذا الاطار الوطني العريض وليست رغبتنا الذاتية ، وبالتالي فالاحتلال لايقبل التجزيئ ، كأن تقول تحرير سقطرى وليس نجران، او تحرير ميون وليس عسير !!

فالموقف الكلي من مناطقنا المحتلة قديما وحديثا من سقطرى الى عسير .فقط على هذا النحو من التفكير الوطني الجامع ننجح في نقل اكثر الوقائع العسكرية الحربية الى نجران اولا وبالتالي تلقائيا وتدريجيا تنتقل المعركة من ارضنا الى ارض العدو .
فنجران وسقطرى وميون وعسير والمخاء والساحل وجيزان وعدن والمهرة هي كلها واجمالا نطاق واحد لا يقبل الانتقاء والتقديم والتأجيل عند خيار التحرير وكمفهوم كلي وكل شبر محتل هو هنا بند واحد في موضوعات التحرر الوطني .
ذلك ان خطر التعاطي عن منطقة او جزء من الاحتلال وغض النظر عن جزء آخر هو في حد ذاته تعميق للشرخ الوطني والانقسام الخ
اصل ،
والا :ماقيمة الجنوب بدون سقطرى
وماقيمة تعز بدون ميون والساحل والمخاء .
وبدون نجران وجيزان وعسير فلاجغرافيا للشمال ..
وبدون كل هذه الجزر والمناطق سيمّحي من بلاد العرب موطن اسمه يمن .
ولن تعُدْ اليمن الى مكانها ومكانتها الا بعودة كل اجزائها عبر حركة تحرر وطني يمنية شاملة ..
شاء من شاء وابى من ابى .
إذن ، مناطق الاحتلال جملة واحدة هي الكفيلة والارضية التي تجمع وتوحد وتضع ارضية المعركة التي سيقف على صفها و ارضية صلبة يقف عليها سائر الصف الوطني التحرري وليس الصف الفهلوي .
من هنا اعادة النظر في الاولويات الوطنية في كوننا ازاء مهمات تحررية وطنية والخيار النقيض والمقابل خيار التصالح مع العدوان والقبول بواقع الاحتلال وشرعنته بالبيع والتأجير وهو خيار سافر وواضح العناوين هو ذاك القائل اقفوا العدوان وكفى . فهذ الشعار خيار مخادع ومخاتل . بغيته حرف المعركة عن وجهتها الوطنية الحقيقية ، من كونها مع عدو ماثل وجاثم واحتلاله على ارضنا وجزرنا قائم ..بحيث يبغي فريق ( اوقفوا العدوان وكفى ) وهذا الفريق هو هو من حرف المعركة من مواجهة العدو الى حرب كونها يمنية يمنية كانت وستستمر كذلك ومن ثم اخلاء العدو من مسئوليته الاجرامية من جهة وتمكينه من الابقاء على يده قابضة على حقنا اورضنا المغتصبة والمحتلة كهدية مقابل ايقاف العدوان ليس الا.
اذن نحن بحاجة الى استئناف الخطى بما اننا في مسار ثورة مستمرة .
ففي هذا المسار الثاني او الموازي لمسار حرب التحرير تبدو امامنا مهمة الحفاظ والرهان على ارادة الشعب وليس بالرهان على الجماعات والنخب السياسية النهبوية التي برهنت التجارب ودورها في المؤسسات القائمة والحاكمة طيلة اربعة عقود وحتى اللحظة .. فبالخيار المراهن على الشعب من خلال توجهات اقتصادية اجتماعية جذرية الاهداف والحلول من خلال تقديم حلول ممارسة ونافذة ترفع اولويات الشعب في استعادة حقوقه المعيشية المستلبة منذ اربعة عقود وحقه في اقرار مبداء العدالة الاجتماعية المتمثلة في ابسط حقوق المواطن والمواطنة والمتمثلة في التعليم المجاني والصحة المجانية وحق العمل والسكن بما هي اولا شروط اهلية الدولة ، وبما هي اولا وعاشرا حقوق الحد الادنى لعيش الانسان الكريم .
ذلك يتاتى من خلال برامج تضرب المصالح المالية اللامشروعة النافذة والمسيطرة على مقدرات وموارد البلد منذ اربعة عقود والى اليوم ، بماهي اقلية القلة ويمثلها عشرات او مئات من الناهبين الرسمين والحاكمين تمددت ملكياتهم الحرام على مدى اربعة عقود ومازالت مستمرة وقائمة .
بحيث توجه تلك الثروات والموارد والايرادات معا من اجل تأمين حق الملايين في الحياة الكريمة والغاء كل تطبيقات الخصخصة واعادة اموال القطاع العام الى اصحابه الحقيقين الا وهو الشعب كل الشعب .
ذلك يتاتي من خلال بسط السيادة الوطنية على كل الموارد السيادية كالاتصالات والنقل والموانئ .
ذلك يتطلب سيادة الدولة في السيطرة على قطاع الصناعة والتجارة والمصارف وضرب الاحتكارات الخاصة في مجال المشتقات والغذاء واللحوم وحق السيطرة على مصادر الماء والكهرباء .
ذلك يتأتى من خلال وضع حد لملكية العقار فلايعقل ان يحوز فرد واحد على عشرات الاف اللبن من الاراضي في حين مليون مجتمعين في صنعاء لا يحوزون على لبنة واحدة في صنعاء وحدها .