ثورة 21 سبتمبر توجتها قوى الاستكبار بالعدوان على اليمن
الصمود / 23 / سبتمبر
تقرير/ حسن شرف الدين
في 21 سبتمبر قبل ثلاثة أعوام استطاع الثوار تتويج ثورتهم بانتصار كبير على من تسلط على الشعب اليمني وعمل خلال ما قبل 21 سبتمبر على فرض هيمنة ووصاية قوى الاستكبار العالمي من خلال التحكم على القرار السيادي الوطني وتسيير البلاد عبر الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية والتي جاءت تلبية لأطماع أعداء الثورة اليمنية.
عقب 21 سبتمبر مباشرة تفاجأ المواطنون بانسحاب مفاجئ للقوات الأمنية من جميع النقاط الأمنية في مختلف أرجاء أمانة العاصمة وتراجع الأمن إلى أدنى مستوياته، إلا أن الثوار انتشروا في جميع أنحاء العاصمة وبشكل منظم أبهر الجميع وشكل لجان شعبية استطاع وفي وقت قياسي إعادة الأمن والاستقرار في جميع أنحاء أمانة العاصمة صنعاء.
كما واكب نجاح ثورة 21 سبتمبر شلل مفاجئ في مختلف الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية كرد فعل غير طبيعي من خلايا عملاء قوى الاستكبار في مختلف المؤسسات.. وكرد فعل عكسي ومسئول قامت القيادة الثورية بتشكيل اللجان الثورية برئاسة “أبو أحمد” محمد علي الحوثي، والذي استطاع بدوره انتشال كافة الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية العسكرية والمدنية من هاوية الانهيار وسد ثغرة العجز وانتشارها من حالة الموت السريري وإعادتها إلى الحياة وبشكلها الطبيعي.
كما قامت القوى السياسية بعد 21 سبتمبر على التوقيع على اتفاق السلم والشراكة تحت رعاية أممية وموافقة كافة القوى السياسية ومباركة خليجية وعربية ودولية؛ إلا أن قوى الاستكبار لم يرق لها ذلك ورأت نفسها في موقف لا يحسد عليها ووحيدة بعد سقوط كافة عملاءها في الداخل مما جعلها تحرك عملاءها المتمثلين في النظام السعودي وتوجيهها بشن عدوان غاشم وظالم ومفاجئ على الشعب اليمني.. واكب ذلك العمل على إخراج عملاءها من اليمن كالفار عبدربه منصور هادي وقائد الفرقة الأولى مدرع علي محسن الأحمر والحائزة على جائزة نوبل توكل كرمان وغيرهم من القيادات الحكومية والمسئولين في مختلف المؤسسات الحكومية التي أصيبت بالشلل جراء هروبهم ومغادرتهم بشكل مفاجئ ومرتب اليمن إلى المملكة السعودية وتركيا وقطر والإمارات وغيرها من الدول التي استضافتهم حتى استكمال عدوانهم والمحدد في حينه بعشرة أيام.
صاحب نجاح ثورة 21 سبتمبر عدة عوامل أبرزها تفشي الفساد في السلطة الحاكمة والظلم في القوة العسكرية والتي كان يتزعمها الجنرال علي محسن الأحمر والمتراكم منذ عقود من الزمن هو الذي ساهم في نجاح الثورة وإلتفاف عامة الشعب حولها وهو ما مكنها من الاستمرار حتى مع بدء العدوان واستمراره لا تزال القوى الوطنية مع أبناء الشعب اليمني مؤازرين القيادة الثورية والمتمثلة في قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي.
كما أن من عوامل نجاح ثورة 21 سبتمبر هو النضوج السياسي لدى القوى السياسية الوطنية والقوى الثورية المتمثلة في الشباب الذين نزلوا الساحة منذ عام 2011م المتعطشين إلى استعادة السيادة الوطنية وامتلاك القرار السياسي وعدم الخضوع للهيمنة الخارجية على اليمن.
وقد هدفت ثورة 21 سبتمبر إلى إسقاط النظام الفاسد والقضاء على الفساد المالي والإداري والتخلص من الولاية والوصاية الخارجية الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والقضاء على الجماعات والتنظيمات الإرهابية المنتشرة في عدد من المناطق الجنوبية والشمالية.
وكان من نتائج ثورة 21 سبتمبر غربلة القوى الوطنية وظهور القوى العميلة للإدارة الأمريكية والنظام السعودي وحلفاءهم الذين يقودون اليوم عدوانا على الشعب اليمني منذ 21 مارس 1015م.
كما صاحب ثورة 21 سبتمبر القضاء على الخلايا الإرهابية في أمانة العاصمة صنعاء وجميع محافظات الجمهورية ومواجهة التنظيمات الإرهابية داعش والقاعدة في الجنوب حتى ولو الفرار وجاء العدوان ليعيدهم في الجنوب والسيطرة على عدد من المحافظات والتي تعيش اليوم حالة عدم استقرار أمني وانتشار جرائم الاغتيالات بشكل غير مسبوق.
ثوار 21 سبتمبر يسعون إلى استعادة السيادة الوطنية ورد الاعتبار للشعب اليمني وإقامة نظام جمهوري سياسي يعبر عن الشعب وليس عن مصالح أفراد داخلية أو جماعات أو مصالح الخارج، كما يسعى إلى إقامة دولة مدنية عادلة دولة قائمة على الدستور والنظام والقانون.. ولن يتم ذلك إلى باستمرار الصمود ورفد الجبهات بالمقاتلين والمال والقوافل الغذائية، وصبر الشعب حتى الانتصار.