ما السر وراء الاعترافات السعودية المتزايدة بمقتل جنودها في الحدود؟
الصمود / 24 / سبتمبر
بينما كانت تحتفل صنعاء بالذكرى الثالثة لـ«ثورة 21 سبتمبر» وتشهد الجبهات في الداخل وعلى الحدود مع السعودية معارك عنيفة تكبّدت فيها الأخيرة خسائر كبيرة كان هادي في نيويورك يستعرض ما سمّاه فرص السلام في مشهد يختصر الفجوة بين الشارع و«حكومته»
منذ إعلان قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي التصعيد العسكري ضد تحالف العدوان بقيادة السعودية على اليمن تشهد الجبهات الداخلية والحدودية معارك عنيفة نفّذ فيها الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» عمليات هجومية ودفاعية ناجحة كان آخرها أمس في تعز.
و نجح الجيش «واللجان» في «صدّ زحف لمرتزقة العدوان باتجاه جبل عسق في مديرية حيفان غربي محافظة تعز» و«مقتل وجرح أعداد في صفوف المرتزقة» ووفق مصدر عسكري «نفذ مقاتلو الجيش واللجان الشعبية سلسلة عمليات مباغتة استهدفت عدداً من مواقع مرتزقة العدوان في محافظتي نهم والجوف».
أما على الجبهات الحدودية أكدت مصادر عسكرية حدوث «ثلاث عمليات هجومية ناجحة على مرتزقة العدوان» اثنتان منها في نجران وواحدة في عسير مشيرة إلى «سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات المعادية» وفي جيزان استهدفت مدفعية الجيش و«اللجان» تجمعات للقوات السعودية في موقع القرن بعدد من قذائف المدفعية، «محققة إصابات دقيقة ومباشرة».
وتزامناً مع الخسائر العسكرية لتحالف العدوان كشفت وكالة الأنباء الرسمية «سبأ» أمس أن طائرات «التحالف» استهدفت منزلاً في مديرية شدا الحدودية في محافظة صعدة وذلك في غارة ذهب ضحيتها «أربعة قتلى بينهم طفل وثلاثة جرحى من أسرة واحدة». وأضافت أن طائرات العدوان شنّت «أكثر من 20 غارة على الشرفة والمخروق في نجران ومنطقة الفرع في صعدة».
في غضون ذلك أكّدت «منظمة العفو الدولية» في تقرير نشرته أمس أن العدوان «ارتكب في اليمن انتهاكات للقانون الدولي وجرائم حرب» لافتة إلى أن «دولاً من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تواصل إمداد التحالف بالأسلحة». وقالت المنظمة الدولية إن «قنبلة أميركية الصنع دمرت بناية سكنية في صنعاء الشهر الماضي/ وأسفرت عن مقتل 16 مدنياً وإصابة 17 آخرين» من بينهم الطفلة بثينة (5 سنوات) التي انتشرت صورها في أعقاب الضربة وأصرّت قوات تحالف العدوان إن الخسائر في صفوف المدنيين كانت نتيجة «خطأ تقني» مدّعية أنها استهدفت «هدفاً عسكرياً مشروعاً».
وتعقيباً على ذلك قالت مديرة البحوث في مكتب بيروت الإقليمي للمنظمة لين معلوف «يمكننا الآن أن نؤكد قطعاً أن القنبلة التي قتلت عائلة بثينة، وغيرهم من المدنيين أميركية الصنع» مبيّنة أنه «ليس هناك أيّ تفسير يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة وغيرها من الدول مثل بريطانيا وفرنسا لتبرير استمرار تدفق الأسلحة على التحالف الذي تقوده السعودية… لقد ارتكب هذا التحالف مراراً وتكراراً انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، بما في ذلك جرائم حرب».
من جانب ثانٍ تطاول انتهاكات «تحالف العدوان» المنظمات الدولية إذ أعلنت «مؤسسة موانئ البحر الأحمر» أمس أن قوات تحالف العدوان سحبت الباخرة (FULMAR)، المحمّلة بــ25 ألف طن من مادة القمح والمرسلة من «برنامج الأغذية العالمي» ووجّهتها إلى بعد 65 ميلاً خارج منطقة الغاطس لميناء الحديدة قبل إفراغ حمولتها وأوضحت المؤسسة أن «هذه ليست المرة الأولى التي تسحب فيها بواخر إغاثية» مؤكدة أن «قوى العدوان تسرب إلى الإعلام معلومات مضللة بأن الميناء يحتجز بواخر تحمل مواد غذائية في حين هي من تفعل ذلك».
تأتي كل هذه التطورات بعد يوم واحد على من إعلان الفار هادي في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك أنه و«التحالف» الذي يدعمه ليسوا «دعاة حرب… لكنه لا يمكن أن يحدث السلام ما لم تتوقف إيران عن التدخل في شؤون المنطقة وانتهاج أساليب الفوضى والعنف».
ما السر وراء الاعترافات السعودية المتزايدة بمقتل جنودها في الحدود
وفي سياق متصل بدأ الاعلام السعودي وعلى غير العادة بالاعتراف بمقتل جنوده في المواجهات التي تشهدها الجبهات الحدودية في نجران وجيزان وعسير مع قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية.
اليوم أعترف الجيش السعودي عبر وسائل اعلامه بمقتل ستة من جنوده وهم الجندي مفرح احمد الغزواني والجندي علي يحيى حمدي والجندي ابراهيم محمد ابو عيينه العطوي والجندي بسام ظاهر الذراعي الظفيري وكذا العريف قاسم يحيى جبران صهلولي والجندي محمد ابكر المكرمي.
كما أعترف النظام السعودي أمس الأول بمقتل الجندي مانع التليدي والجندي حمود ضاوي حامد الرقيعي المالكي والجندي سعد سعيد بن تهامي الثعلبي الاحمري في برصاص قوات الجيش واللجان في جبهة نجران أضافة الى مصرع الجندي محمد سليمان الوابصي والجندي فيحان بن مهل الكريزي البقمي والرقيب حافظ محمد هادي بقصف مدفعي مصدره الأراضي اليمنية على أحد المواقع العسكرية بقطاع جيزان.
ويرى مراقبون أن أشتداد المواجهات في جبهات الحد الجنوبي الحدودي والتصعيد الذي ينتهجه الجيش واللجان الشعبية بالاضافة الى الخسائر البشرية التي يمنى بها الجيش السعودي جعل من الصعوبة التغطية وأخفاء خسائره التي هي أكثر مما يعلن عبر وسائل الاعلام السعودي،حسب قولهم.
ويرى آخرون أن النظام السعودي الذي بات يبحث عن مخرج له من المأزق في اليمن يواجه ضغطاً دولياً لمنظمات حقوقية وتتهمه بارتكاب جرائم ترقى لجرائم حرب مشيرة الى إمتلاكها أدلة ووثائق تدينه الامر الذي جعل من النظام السعودي يلجأ الى اعلان ضحاياه لايجاد مبررات أمام الرأي العام الدولي لجرائمه.
وهناك رأي ثالث يقول بأن النظام السعودي فقد الكثير من التأييد والمساندة الدولية في حربه على اليمن لاسيما خلال الفترة الاخيرة وهو ما استدعى من السعودية الكشف عن بعض خسائرها في الحدود للفت الانظار إليها وعودة ما فقدته من تأييد دولي ومساندة ودعم لجرائمها في اليمن.
من جهة أخرى وزع الإعلام الحربي اليمني اليوم تسجيلات مصورة لأسيرين سعوديين من ضمن مجموعة من الأسرى تم أسرهم في تبة رعد بجبهة نجران في العمليات الأخيرة. اسماء الاسرى : الرقيب السعودي : عبدالله علي الشيلي الرقم العسكري: 466629 الجندي السعودي : ذعار مطلق العتيبي.
الي ذلك لقي عدد من جنود العدو السعودي ومرتزقتهم مصرعهم وأصيب أخرين مساء اليوم في كسر زحف لهم على موقع الشرفة بنجران وأوضح مصدر عسكري أن الجيش واللجان الشعبية كسروا زحف واسع للجيش السعودي ومرتزقته على موقع الشرفة وسقوط قتلى وجرحى في صفوفهم.
وأكد المصدر وقوع أسرى جدد في قبضة الجيش واللجان الشعبية بعد انكسار الزحف السعودي على موقع الشرفة وأشار المصدر إلى أن الزحف على موقع الشرفة رافقه مشاركة مكثفة للطيران الحربي والأباتشي والاستطلاع.