سباق عربي محموم للتطبيع مع إسرائيل.. وفلسطين لم تعد قضية العرب الاولى
لم تعد فلسطين قضية العرب الأولى، فمن بين العواصم العربية مَن تغيرت أولوياتها من تحرير القدس إلى التطبيع مع كيان الاحتلال ونسج العلاقات السياسية والاقتصادية مع تل أبيب.
بالجملة، ينسج المسؤولون العرب علاقاتهم مع كيان الاحتلال الإسرائيلي كمن يحيك سلة عربية فاسدة. تتكشف من تل أبيب ملامح علاقات لا ترى العواصم العربية حرجاً في عدم نفيها، بل تستفيد من إظهارها من جهة الإعلام الإسرائيلي في سياق خطوات تمهيدية تجمعها إلى حين اكتمال الصورة.
يصافح مسؤول عربي مسؤولاً إسرائيلياً كمن يضرب خنجره عميقا في الجسد الفلسطيني المتروك لجراحه. ما زال الإعلام العبري يتحدث بإيجابية جداً عن اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك كمن يحصد تأييداً عربياً لكيان يصر عرب آخرون على اعتباره احتلالاً مرفوضاً يجب مقاومته.
تُستبدل طريق المقاومة الصعبة بالدبلوماسية والترحيب الأسهل، وكذا يرحب المسؤولون في كيان الاحتلال بمصافحة عرب لا يخفون ضعفهم في الموقف كما في المواجهة ويتهافتون على بيع شعوبهم للاحتلال.
برأي “مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي”، أن تل أبيب “حققت إنجازاً كبيراً بصعود السيسي إلى الحكم” وأن “هذا الإنجاز يتمثل في تقليص مكانة القضية الفلسطينية في الجدل العربي العام”.
كذلك، يقول محلل الشؤون العبرية في موقع “واللاه” الإخباري العبري آفي إيسخاروف، في تحليل نشره الموقع، إن “السيسي أثبت مجدداً أنه الزعيم العربي الأشجع”، و”قد تشجع واجتمع بقادة إسرائيليين من بينهم نتنياهو ووزير الحرب أفيغدر ليبرمان”، ونقل إيسخاروف عن مصادر في تل أبيب قولها إن هذه الاجتماعات “أجراها السيسي أكثر من مرة”.
وقبل السيسي، فإن السعودية لا تتاونى عن إظهار حسن نواياها تجاه كيان الاحتلال. وهكذا، لا يعود مفاجئاً ما قاله وزير الخارجية عادل الجبير في كلمته خلال الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عن غياب أي مبررات لاستمرار النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، من دون أن يدين الاحتلال الإسرائيلي أو يحمله مسؤولية استمرار الصراع.
وفي السياق نفسه، تأتي الدعوة الأخيرة لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة إلى إنهاء المقاطعة العربية للكيان والتي ترافقت مع معلومات نشرتها صحيفة “تايمز” البريطانية عن خطوات جدية تتخذها دول خليجية تمهيداً للاعتراف بإسرائيل.
من المنظار الخليجي، يبدو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أبسط من تصويره قضية تتطلب المواجهة، فيما ليس صعباً على هؤلاء أن يعترفوا كمن يقر بهزيمة إقراراً سهلاً.