أهداف ثورتي سبتمبر..!
الصمود / 25 / سبتمبر
بقلم / عبدالله علي صبري
– بعد أكثر من نصف قرن لم تجد الكثير من الأهداف والشعارات التي رفعتها ثورة 26 سبتمبر 1962م ، طريقها إلى الواقع، وإن كانت قد صنعت تغييراً فارقاً في حياة اليمنيين.. وإذ قيل بأن أهداف الثورة قد نسخت من أهداف الثورة المصرية، فإن أهداف الثورة الفتية 21 سبتمبر هي الأخرى لم تتبلور بعد بالصيغة التي نستطيع قياس نجاحها في تحقيق التغيير المنشود، وذلك لأن الثورة في مرحلتها الأولى رفعت مطالب محدودة لم تكن متناسبة مع الزخم الثوري والشعبي الذي رافق مسيرتها ولا يزال، الأمر الذي يتطلب إعادة صياغة أهداف الثورة ، حتى وهي تواجه تحديا كبيراً في ظل العدوان السعودي الأمريكي على اليمن.
وأعتقد أن اللجنة الثورية العليا معنية قبل غيرها بحشد الطاقات والرؤى الفكرية التي تستشرف المستقبل، بالاستفادة من حالة الزخم الثوري الذي يمنح حركة التغيير مجالاً أوسع وأسرع مقارنة بالتغيير البطيء والتراكمي، علماً أن السلحفاة قد تسبق الأرنب في بعض الحالات.. وإذا لم يفقه الثوار أهداف ثورتهم ، ويتحركون في ضوء رؤية استراتيجية وتخطيط مسبق ، فإن أبسط العوائق قد تصبح عثرة حقيقية في مسار التغيير، وتحول دون ولوج المستقبل بخطى واثقة ووثابة.
وبين الثورتين لا ننسى أن ثورة 11 فبراير الشبابية، قد وضعت حلاً للاستبداد السياسي ولمشروع توريث الحكم الذي كان يتهدد النظام الجمهوري، ويحول دون ديمقراطية حقيقية تقوم على تداول السلطة سلمياً ومن خلال الاحتكام للإرادة الشعبية عبر صندوق الاقتراع.
وما دامت ثورة 21 سبتمبر بمثابة الموجة الثانية لـ 11 فبراير، فإنها معنية بتحريك العملية السياسية بما يخدم بناء الدولة المدنية الديمقراطية العادلة، ويضع حداً للتخوفات والتكهنات بشأن النظام السياسي الذي ينشده ثوار 21 سبتمبر.
لقد قضت ثورة 21 سبتمبر على القوى التقليدية النافذة التي أنهكت البلاد والعباد، ووضعت حداً للهمجية والوصاية الخارجية بفعل الصمود الشعبي في مواجهة العدوان.. وهذان انجازان كبيران لا ينكرهما إلا جاحد..
لكن لأن 21 سبتمبر هي الوارث لما قبلها من ثورات ، فإنها معنية بمجمل أهداف وتطلعات الحركة الوطنية، ما يجعل قيادتها أمام مسؤولية وطنية جسيمة لا يمكن النهوض بها إلا من خلال صياغة رؤية استراتيجية للتغيير المنشود في اليمن. صحيح أن التحدي الكبير المتمثل في العدوان الخارجي يفرض أولويات أخرى، إلا أن الثورة وهي تواجه العدوان لا ينبغي لها أن تتجاهل المسارات الأخرى، بل عليها أن تواجه مختلف التحديات في مسارات متوازية ومتكاملة يشد بعضها بعضاً.
إعادة صياغة أهداف الثورة مهمة وطنية ملحة لا تقبل التأجيل.. ومن هنا نبدأ مشوار الألف ميل!.