صمود وانتصار

“صورة” شاهد البذخ السعودي اثناء زيارة الدكتاتور سلمان الى روسيا

مع رحيل الملك عبدالله وتولي الملك سلمان الحكم عانت السعودية من أوضاع إقتصادية صعبة جداً بسبب تدهور أسعار النفط منذ عام 2014. إذ يعتمد إقتصادها على العائدات النفطية بشكل أساسي، هذا ناهيكم عن خسائر الخوض في صراعات عدة بذل لأجلها مليارات الدولارات من عدوان اليمن إلى الحرب السورية وغيرها من صراعات سياسية وعسكرية في مناطق أخرى.

هذا ما دفع الطاقم الحاكم في السعودية إلى إجراء تقشف حادة في ميزانية الدولة معظمها جاء على حساب المواطن، كتخفيض رواتب الموظفين في القطاع العام وصرف الآلاف منهم، وتخفيض الدعم على الوقود ما رفع أسعارها وأسعار الكهرباء والمياه كذلك. كما عمدت السعودية إلى إقتراض المال من المصارف الداخلية والخارجية في سابقة بتاريخ المملكة.

كما عمد ولي العهد إلى وضع خطة 2030 التي تهدف إلى تغييرات جذرية في إقتصاد المملكة، وهي الأخرى جاء الكثير من بنودها على حساب المواطن والشركات أقله في الوقت الحالي.

وفي الأيام الماضية أُعلن في بيان رسمي صادر عن السعودية عن زيارة الملك ووفد مرافق إلى روسيا، ستبحث خلالها العلاقات الثنائية بين موسكو والرياض وسُبل تعزيزها فى مختلف المجالات، فضلاً عن بحث القضايا الإقليمية والعالمية ذات الأهمية بالنسبة لكلا البلدين. وسيتم توقيع العديد من الإتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين خلال الزيارة. فهل سيحمل الملك والوفد المرافق الهاجس الإقتصادي لشعبه فعلاً؟ وهل آداء هذا الوفد سيعكس حرصهم على المال العام؟

وفقاً لبعض المصادر السعودية، الوفد المرافق للملك سيمكث في فنادق خمسة نجوم بالقرب من الكرملين والساحة الحمراء في موسكو، حيث إستبدل الأثاث بآخر صُمم خصيصا ليتناسب مع الذوق العربي، فيما سيتم شحن الأثاث والسجّاد وكامل المستلزمات من السعودية لأعضاء الوفد رفيعي المستوى.

هذا وأعلن أحد هذه الفنادق القريبة من الكرملين أنه في الوقت الحاضر لا يمكن حجز أي غرفة في هذا الفندق. إذ حجزت جميع الغرف للوفد السعودي حتى 8 تشرين الأول الحالي.

كما ذكر المصدر أن إجمالى عدد الوفد السعودي يبلغ حوالي الألف شخص، وسوف يمكث معظم أعضاء الوفد السعودي فى فنادق قريبة من الكرملين.

وتبلغ تكلفة الغرفة المكونة من طابقين في هذا الفندق حوالي 41 ألف روبل (720 دولار أمريكي) في الليلة الواحدة. فيما تصل تكلفة بعض الغرف إلى آلاف الدولارات في الليلة الواحدة. هذا وتبلغ تكلفة الليلة الواحدة في الغرف المطلة على الكرملين، وحدائق الكسندر أكثر من 3000 آلاف دولار. ناهيكم عن أن تكلفة القاعة التي تبلغ مساحتها 500 متراً في هذه الفنادق تبلغ 17500 $ في الليلة الواحدة.

وذكرت بعض الصحف أن بعض الفنادق إضطرت إلى إلغاء استقبالاتها بسبب سفر الملك السعودي، كما تم إلغاء جميع الفعاليات والإحتفالات التي كان من المقرر إقامتها في هذه الفنادق. والتي عممت على الإعلام أنها ستمتنع عن إستعمال وطبخ لحم الخنزير خلال فترة إقامة الوفد خصيصاً. هذا ناهيكم عن تكاليف كبيرة جداً ستدفع للشركات الأمنية لتامين الزيارة والسيارات والمصاعد التي ستستأجر لضمان راحة الوفد.

الأمر لا يقتصر على زيارة الغد فقط، موضوع البذخ المستعر وغير المبرر الذي تمارسه الطبقة الحاكمة كان حديث الصحافة في الأعوام الماضية، في الوقت الذي يكتوي فيه الشعب السعودي من الحرمان والتضخم والفقر، وفيما يلي غيض من فيض هذا البذخ:

زيارة أندونيسيا التي إستمرت شهراً:

رافق الملك حاشية بحوزتها ثروة تقدر بالمليارات من الدولارات، تشمل قرابة 1500 شخص، من بينهم 25 أميرًا رفيع المستوى، و10 وزراء، وعشرات من أفراد الأمن. هذا إضافة إلى موكب من ست طائرات من طراز بوينج، وواحدة من طراز لوكهيد سي 130 هيركوليز، وطائرة نقل عسكرية تحمل 506 طنًا من الأمتعة، وسياراتين ليموزين من طراز مرسيدس بنز S600، ومصعدين كهربائيين للاستخدام الملكيّ الشخصي.

رحلة الإستجمام في فرنسا

في عام 2015، أغلق الملك وحاشيته المكونة من ألف شخص جزءاً من شاطئ الريفييرا الفرنسي شمل حجز ثلاث منتجعات بالكامل هناك، ما أثار غضب الرأي العام. وشكا السكان المحليون أيضا من أن السعوديين سكبوا الخرسانة مباشرة على الرمال في محاولةٍ غير مصرح بها لتثبيت مصعد واحتلّوا جميع المرافق هناك. وسنترككم تتخيلون تكلفة ذلك.

رحلة المغرب

اصطحب الملك سلمان وفداً ضخماً مؤلفاً من أكثر من أربعة آلاف شخص إلى المغرب، وضم الوفد أفراداً من عائلته في مقدمتهم إبنه محمد وكبار قادة الجيش والحرس الملكي إضافة إلى كبار موظفي الديوان الملكي وعدداً من الاصدقاء والمقربين.

وذكر محللون إقتصاديون أنه إذ ما حسبت التكلفة على مدار 75 يوماً تكون تكلفة رحلة الملك تعادل ميزانية رواتب آلاف الموظفين طيلة عام واحد، علاوة على الوضع المخجل للوفد السعودي هناك من حيث الفساد الأخلاقي، معتبراً أن هذا البذخ والفجور.

رحلة إستجمام الملديف كشفت عن سر اليخت البرجوازي للملك

زار الملك سلمان وإبنه ولي العهد محمد بن سلمان جزر الملديف مرّات عدة بهدف الإستجمام، وفي السنوات الماضية كان من المقرر إقامة رحلة إستجمام إلى هناك، فأخليت ثلاث منتجعات ضخمة لهذا الغرض، ولكن الملك ألغى الرحلة بسبب إنتشار مرض الإنفلونزا في بعض أنحاء الملديف.

هذه الرحلة كشفت للعالم يخوت الملك سلمان الضخمة، وأكبرها يخته الذي شغل العالم بأسره من شدة فخامته. إذ يبلغ طول اليخت العملاق الفاخر 140 متراً، ويستوعب 40 ضيفاً في 22 كابينة، ويضم 94 كطاقم في 37 كابينة، ويسافر بسرعة قصوى تبلغ 21.5 عقدة، وله أسطح فاخرة جدًا من 8 أسطح مع مستشفى مجهز بالكامل، ومكتب، وصالة، ومكتب للسكرتارية، وصالة رياضية، والسينما، ومكتبة، ومركز رجال الأعمال، وصالون، وتجميل وسبا.