خبراء يقدمون لك معلومات ثمينة عن كيفية التصرف مع مديرك العصبي
الصمود/منوعات
جميع الناس عندما يقدمون على وظيفة جديدة يكون لديهم رهبة من المكان الجديد والزملاء وآلية العمل، ولكن أكثر مايشغل فكر الموظف هو “المدير”، طبيعته تعامله مزاجه وأسلوب تعاطيه مع الموظفين الذين يعملون تحت إدارته.
بعض المدراء يعاملون الموظفين برقي ولطف وبعضهم يتسم بالعصبية الزائدة وسرعة الاستثارة، في مقابل ذلك نجد أن أغلب المدراء لا يتعاملون مع جميع الموظفين بنفس السوية لأسباب أهمها الموظف نفسه ومدى جديته وحرصه وإخلاصه في العمل، ولكننا اليوم لسنا بصدد الحديث عن الموظف، لذلك سننقل لكم مايقوله الخبراء عن كيفية التعاطي مع المدير العصبي.
وجهة نظر خبراء الغرب
فيما يتعلق بآلية التعاطي السليمة مع المدير العصبي يخبرنا استشاري التوظيف بمدينة هامبورغ الألمانية مارتن فيرله أنه “ينبغي على الموظف إيقاف المدير السريع الغضب عند حدوده مبكراً”. ويعلل فيرله أهمية ذلك بقوله “إذا لم يحرص الموظف على فعل ذلك، فقد يتطور الأمر ويصل إلى حد توجيه السباب والإهانات الشخصية”.
ويشارك فيرله هذا الرأي مدير مركز إعداد القادة وإدارة الموارد البشرية التابع لجامعة لودفيغ ماكسيميليانز بمدينة ميونيخ الألمانية البروفيسور ديتر فراي، ويؤكد أن المدير السريع الاستثارة والغضب إذا رأى أن “موظفيه يرهبونه ويقابلون تجاوزاته بإذعان وخضوع تامين، فإنه سوف يتمادى في سلوكه وستتكرر تجاوزاته وقد تصل إلى حد الإهانات، حيث سيعتبر المدير حينئذ نفسه سيداً وموظفيه عبيداً لديه”.
وحتى لاتصل الأمور إلى هذه المرحلة، ركز فراي على ضرورة أن يحرص الموظف على الاعتزاز بنفسه وصون كرامته، وأن يتخذ موقفاً حاسماً ورادعاً من خلال مناقشة هذا الأمر مع المدير بكل صراحة ووضوح. ولكنه أوضح أهمية ألا يفعل الموظف ذلك أثناء نوبة الغضب العارمة التي تنتاب المدير، كي لا يزداد الموقف سوءاً وتعقيداً، حيث يفضل إجراء المناقشة في وقت لاحق بعد هدوء الأجواء المتوترة.
وشرح فراي في حديثه أنه من المثالي أن يشرح الموظف الموقف كخطوة أولى، وأن يعبر عن الأذى النفسي الذي لحق به جراء سلوك المدير في الخطوة الثانية كأن يقول له مثلاً “أشعر بإهانة بالغة تركت في نفسي جرحاً عميقاً“.
ومن وجهة نظر فراي فإن الخطوة الأخير للتعاطي مع هذا الأمر تتمثل في سعي الموظف إلى إبرام اتفاق مع المدير على قواعد ثابتة وواضحة للتعامل، وتكمن أهمية هذه القواعد في أنها تُعد بمثابة ميثاق للاحترام المتبادل بينهما يرجع كل منهما إليه في حال مخالفة أحدهما لبنوده.
وجهة نظر خبراء الشرق
يحدثنا كريم الشاذلي، مدرب التنمية البشرية حول كيفية التعامل مع هذا الموضوع المعقد، ويقول أن هناك مجموعة من النقاط المهمة يجب التركيز عليها بحسب رأيه:
1- لاتشرق أكثر من مديرك
لا تنسى أن مديرك هو القائد الأعلى، فلا تتجاهله، أو تتناسى وجوده، أو ترتقى بنفسك فوقه، فهذا من شأنه أن يعمق الفجوة بينكما، فالمدير يرى أنه الشمس فى المؤسسة التى يديرها، ومن الصعب بالنسبة له أن تشرق شمس أخرى أكثر منه سطوعا.
2- اجلس فى المنطقة الدافئة قدر استطاعتك
معظمنا يرى أن هناك فرضيتين للتعامل مع المدير إما الاصطدام به أو تملقه، وهذا شىء غير حقيقى، هناك منطقة وسطى دافئة، أن تهادنه، تتعرف على تفكيره وتتعامل معه وفق ما يريحه، فهناك فرق بين أن “تداهنه”، و”تهادنه“.
3- تخلص من ثغراتك المهنية
في الغالب نحن من نعطى المدير الصعب الفرصة لنقدنا والتنكيل بنا عبر الوقوع فى الأخطاء، حاول دائما أن تعي جيدا ما الذى يريده المدير كي تنفذه بالشكل الأمثل، اجعل من أمر نقده لك شيئا صعبا.
4- تأكد من أن البشر عبيد طبائعهم
قليل منهم من ينتبهون إلى خلل شخصياتهم، واضطراب سلوكهم، وفى الغالب مديرك الصعب لن يدرك ذلك هو أيضا، فلابد أن تتفهم طبيعة مديرك النفسية، وتتعامل على أن عصبيته، وصوته العالى، وحكمه الحاد على الأفراد، جزء من طبيعة يجب أن تتعامل معها، لأنك ببساطة لا تختار مديرك، وليس لك الحق فى تغييره.
5- التعامل مع المدير الصعب فى أوقات كثيرة أفضل من العبث بملل فى جهاز الريموت كنترول! أنبهك هنا من أن ينفد صبرك، وتدفعك علاقتك بمديرك إلى الحافة، وتجد نفسك فى النهاية بلا عمل، حاول أن تكون مرنا فى التعامل مع طبائع البشر.