لا يمكن أن تكون النهاية في صالح من باءوا بسخط من الله على الإطلاق.
الصمود/ثقافة قرانية
{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ} (آل عمران: من الآية162) حالة مقارنة عامة أن يقيِّم المؤمنون أنفسهم في مقابلة الطرف الآخر الذي سخط الله عليه وهم أ عداؤه من الكافرين والمنافقين واليهود والنصارى {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّه} يعتبر سواء، مستوياً مع من هو في الواقع قد باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ليطمئن الإنسان ويطمئن المؤمنون بأنهم في طريق يحضون فيها برضوان الله، وأنه لن تكون الحالة مستوية كحالة يعني فيما بينهم وبين منهم ماذا؟ من باءوا بسخط من الله، يعني: في إطار تدبير الله سبحانه وتعالى، وهذا ما لمس أخيراً كيف انتهت المسألة فيما بعد، على الرغم من أنه حصل هزيمة في أحد لكن كيف انتهت القضية في الأخير؟ ألم يكونوا من اتبعوا رضوان الله هم الأعلون في الأخير؟ وتلاشى كل أولئك الذين باءوا بسخط من الله والذين كان لهم انتصارات في بعض المواقع منها أحد، لكن في الأخير لم يكونوا سواء أبداً، أولئك ضاعوا وتلاشوا وقهروا وغلبوا ومن اتبعوا رضوان الله كانوا هم الأعلون وتحقق لهم النصر الأخير، النصر النهائي في الصراع ألم يحصل هذا؟ على مستوى الجزيرة أولاً، دخلوا بعد فترة قصيرة مكة فاتحين وانتهى الموضوع تماماً بالنسبة للجزيرة، انتهى بقي حنين بعد الهزيمة التي حصلت في [حنين] حصل انتصارات المهم في الأخير انتهى أولئك الذين باءوا بسخط من الله وتلاشوا.
هذه مهمة، أن يعرف الإنسان بأنه في تدبير الله سبحانه وتعالى أن يعرف المؤمن أنه في تدبير الله لأن الله هو الذي إليه يرجع الأمر كله، وهو مدبر شؤون السموات والأرض من المهم أن يكونوا واثقين بأنه لن تكون الحالة مستوية لن تنتهي المسألة إلى أن يكون من باءوا بسخط من الله هم الأعلون على الإطلاق، بل تنتهي إلى هذه تعطي الناس طمأنة باعتبار لو حصل تقلبات أثناء حركتهم يكونون واثقين بأنهم في الأخير هم سينتصرون؛ لأن الآية هنا لا تذكر قضية حكم يقول لك: هل هم سواء الذين رضي الله عنهم والذين باءوا بسخطه؟ تقول: لا، يقوم عليها تدبير إلهي يقوم عليها طمأنة نفسية، وهم بحاجة إلى هذه بعد الهزيمة التي حصلت في أحد أن يفهموا بأن القضية لن تكون سواء، وستكون النهاية غير مستوية لن تكون في صالح من باءوا بسخط من الله على الإطلاق وكل الفئات ممن اتبع رضوان الله وممن باءوا بسخط من الله درجات نفس المؤمنين درجات متفاوتة الإنسان في نفسه يعيش في نفسه أحياناً حالات متفاوتة في نفسه هو ما بالك المجتمع بشكل عام المؤمنون متفاوتون فيما بينهم {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} (آل عمران:163).
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
الدرس السادس عشر – من دروس رمضان.
بتاريخ: 16 رمضان 1424هـ
الموافق: 10/ 11/2003م
اليمن ـ صعدة.