صمود وانتصار

حسداً من عند انفسهم

الصمود || كتبت :شفاء ابوطالب

قال تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)} [الأعراف ]صدق الله العظيم.

 

بُعث النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم متمماً لمكارم الاخلاق ، فكانت رسالته عامة شاملة تحققت بها الغاية من جميع الرسالات كالدعوة إلى الإيمان بالله تعالى، وتوحيده وعبادته، والدعوة إلى التمسك بالفضائل، والله سبحانه وتعالى صدق رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وأثبت صدق نبوته في آيات تتلى إلى يوم الدين، تبعد كل شبهة حول نبوته، وهذا يؤكد ان كل من يحاول استنقاص امر هذا النبي الاعظم سيجد الفشل الذريع والخزي المحتم، فالله تعالى من أرسله وأيده بالمعجزات ،هو من سيحفظ  ذكره، الى يوم البعث والحساب .

 

فعظيم هو النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم، وعظيم هو شأنه ،الذي حاول الغزاة ومن يستهدفون الامة الاسلامية والدين بأكمله ان يقللوا منه وان يضعوه موضع الشئ العادي، وكأن النبي محمد هو رجلاً عادياً ،ما زاد فيه الا بعض الاخلاق الحسنة والطيبة التي جعلته يكون مناسباً لقراءة الرسالة السماوية على البشر.

 

ولكن…هذا رسول الله واعظم خلقه ،اذ انه اكبر نعم الله الذي من بها على البشرية ،فحين يكون محمد صلوات الله عليه واله وسلم هو اعظم النعم من الله، فهذا يعني انه اعظم من ان يقال عنه ،انه مجرد رجل خلوق  وجاء ليبلغ رسالةً سماوية، فقد عاش النبي طفوله مختلفة تحفه ايات الرعاية ممن عاشوا حوله من اعمامه وجده وامه ومن يعرفون شأنه، في مقابل ذات العداء من اليهود الذي لطالما ارادوا قتله وتربصوا فرصةً ليخفوه ويمحوا اثره.

 

وفي سلسلة احداث سيرته وحياته صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، حكايات تؤكد حسد اليهود وبغضهم لهذا الانسان الكريم بكرامة الله، لمحمد النبي الاعظم ،للمرسل بامر من الله الى البشرية والنعمة الكبرى عليها، فحين كانوا يرقبون هذا المبشر والمنذر والعظيم منهم ومن بنيهم ولم يكن ،حينها اصروا ان يكونوا له اعداء على طول طريقه وحياته و هو ذاته موقف الاستكبار لابليس من امر الله امام نبي الله آدم.

 

فما اشبه اليهود بالشيطان الرجيم، وما اقبح ان يكرسوا كل جهودهم ضد امر كان عند الله مقضياً، فمحمد صلوات الله عليه واله وسلم اختاره الله وتكفل برعايته، ورغم ان اليهود حملوا علوماً كبيره من علوم الكتاب منها ما امكنهم معرفة مواصفات المولود النبي المختار من الله، الا انهم لم يكن لديهم قابليةً بان يستجيبوا له رغم يقينهم بانه مختارُ من عند الله تعالى.

 

احداث كثيره يمكن ان نستلهم منها مقدار العداوة والحقد اليهودي لهذا النبي العربي الاعظم، ومؤامرات لا تنتهي محاوله ان تطمس ذكره وعظمته وشأنه، نذكر احداها فقط وهي حادثه اصحاب الفيل الذي انطلقوا بحججٍ اظهروا بعضها وابطنوا الغاية الرئيسية وهي القضاء على المولود النبي العربي، ولكنهم كالعادة لم يجنوا الا عذاب شديد من الله ،فتوجب علينا ان نقلب صفحات التاريخ الاصيل والموثوق به عن حياته وسيرته لنعرف اننا لازلنا نواجه اعداء الرسول والرسالة ، وان الحقد والحسد قد اعمى بصائرهم واستمروا في المحاولات حتى يومنا هذا .

 

فلبيك يا رسول الله