خطة الأميرين بن سلمان وبن زابد مع الاصلاح “أعداء الامس اصدقاء اليوم”
الصمود |متابعات
بعد سلسة الخسائر العسكرية والسياسية التي تلقتها السعودية في اليمن – من الحلفاء قبل غيرهم- الریاض تسعى لحفظ ماء وجهها من خلال السعي الى بعض التحالفات هنا وهناك وان حكم عليها بالفشل قبل البدء فيها، فبعد سقوط ورقة التوت الاخيرة عن التحالف مع زعيم حزب المؤتمر علي عبد صالح بمقتل الاخير التفت السعودية وعادت للعب بالكرت الاخير لها في اليمن وهو – خلق التحالفات.
وكما يقول ابناء اليمن ” اللعبة خسرانة” قامت السعودية بالتحالف مع حزب الاصلاح اليمني – الحزب المعروف بانتمائه لحزب الاخوان المسلمين- رغم العداء العلني والكبير للحزب مع بلدان الخليج الفارسي الا ان السعودية تحالفت معه بالرغم من الاصوات الاماراتية لا بل والبنادق التي حتى اليوم تشن اعتى المعارك مع الحزب في الجنوب اليمني.
فشل مشروع التحالف بعد مقتل الرئيس المخلوع علي عبد لله صالح
بعد المحاولة التي قام بها ما يسمى بـ “التحالف العربي” بعقد اتفاق مع المخلوع صالح ساعياٌ الى ترميم بعض من خسائره التي تلقاها في اليمن ولكن هذا المشروع لم ينجح طويلا بسبب مقتل الحليف الجديد “صالح” على أيدي انصار الله ليسجل في سجل التحالف فشل جديد في حربه على اليمن.
أن مقتل الرئيس المخلوع علي عبد لله صالح دليل على فشل إستراتيجية السعودية و”التحالف العربي” في اليمن، ویحمل تداعيات بارزة على هذا التحالف کون مقتله أحرج النظام السعودي كثيرا وخاصة ولي العهد محمد بن سلمان الذي عانى حالات فشل كثيرة في سياساته الخارجية.
وفي دليل جديد على تناقض ابن سلمان الواضح وتخبطه وعشوائيته في إدارته، ظهر ولي العهد السعودي اليوم ومعه محمد بن زايد في اجتماع بالرياض برفقة قادة حزب الإصلاح اليمني، الذي اعتبره التحالف العربي قبل ذلك سبب خراب اليمن والعائق أمام استقراره.
أعداء الامس هم اصدقاء اليوم
قام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بلقاء في الرياض مع رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح “محمد عبد الله اليدومي”، وأمين عام الحزب عبد الوهاب أحمد الآنسي الذي لطالما اعتبرته السعودية والإمارات من اشد أعدائها في اليمن وايضا هكذا كان الحال بالنسبة لهذا الحزب قبل العدوان وأن هذا المحاولة التي يقوم بها كل من الأميرين السعودي والإمارتي هو اصلاح ما يمكن إصلاحه من فشل وهزيمة داخل اليمن بعد كل تلك الخسائر التي تلقاها هذا التحالف أجبرتهم على طلب العون من أكثرأعدائه في اليمن وهوحزب الأصلاح اليمني ولكن هل سينجح هذا المشروع؟.
رغم موافقة الإمارات لعقد هذه الجلسة مع حزب الأصلاح اليمني إلا أنها في نفس الوقت تقوم بحملة من الإعتقالات لقيادي حزب الإصلاح في اليمن وحملاتها المتواصلة جنوب اليمن على مواقع حزب الاصلاح لتحقيق مساعيها في فصل الجنوب الذي يعارضها في ذالك حزب الاصلاح.
ومع أن السعودية والإمارات تشتركان في العديد من المصالح الاستراتيجية المشتركة الا ان التحالفات السطحية الجديدة تكشف أن تحالف الرياض مع أبوظبي قد يكون أضعف مما يبدو، فقابلية التوتر بين السعودية والإمارات يظهرها عدد متزايد من الخلافات في السياسات الخارجية للبلدين فبينما السعودية تسعى لإنشاء تحالف مع حزب الإصلاح اليمني تقوم الإمارات بهجوم عليه ، فعلى مدى الأشهر العديدة الماضية قامت السعودية بدعم قوات متنافسة في اليمن، بالإضافة إلى أنهما تتبنيان نهجين متناقضين في الحرب على اليمن .
خطة الأميرين تحت الضغط الإعلامي
ان كل من السعوديه والإمارات تسعيان لضرب اعدائهما ببعضهما البعض عبر دعمهما لحزب الاصلاح اليمني والذي يعتبر من اكثر الأحزاب عدواةً للحوثين وكون انصار لله المتصدي الأقوى لهم في اليمن ميدانياً وعسكريا محاولة ًاستخدام سياسة الحرب بالوكالة عبر دعم حزب لإصلاح واستخدامهم لإزاحة الخطر الحوثي، ثم الانقلاب عليهم، وهو السيناريو الذي يسعى إليه “بن زايد” لتحقيقه مسبباً الضعف لاعدائه من كلا الجانبين وأن إستراتيجية السعودية والإمارات باليمن يشير إلى سعي البلدين لحشد دعم أطراف يمنية أساسية، بعد فشل الرهان على “انتفاضة” صالح وحزب محاولة الخروج من حالة الجمود العسكري والسياسي التي زادت سوءا مؤخرا بتثبيت سيطرة الحوثيين.
ولكن يبدون أن الأمر سيقتصر على الشكليات كون الحضور الإماراتي جاء تحت الضغط من ناحية، والهجوم الإعلامي المتبادل بين وزير الحارجية الإماراتي وتوكل كرمان الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام و كان الهجوم هجوما حادا على وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش بعد محاولة الأخير تبرير اجتماع “ابن زايد” ورئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي فيالرياض بقوله إن حزب الإصلاح فك ارتباطه بجماعة الإخوان التي وصفها بـ”التنظيم لترد عليه “كرمان” بكلمات عنيفة وجهتها له مباشرة في تغريدة انت وإدارتك إرهابيون .
يذكر ان ما يسمى بـ ” التحالف العربي” وبسبب اطماعه في اليمن – سياسيا واقتصاديا- شن عدوانا كبير على ليمن منذ اكثر من ثلاث سنوات تسبب في عودة اليمن – افقر بلدان الوطن العربي- الى العصور الوسطى حيث انتشر وباء الكوليرا في هذا البلد ناهيك عن استهداف البنى التحتية في اليمن ومقتل ما يزيد عن مليون يمني.