صمود وانتصار

السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي “معاني الجهاد”

الصمود|ثقآفة قرآنية يلحظ الجانب الجهادي بشكل عام، الحديث عن الجهاد في سبيل الله والأسس التي يبنى عليها الجهاد في سبيل الله، ونبدأ بالنسبة لهذا الدرس ندخل إليه بتعريف مفهوم الجهاد في سبيل الله كما قدم في دروس سورة المائدة.

 أنا أعتقد أن قد قرأتم هذا التعريف وربما سمعتموه مراراً وتكراراً، هذا التعريف يحتاج إلى تفهم، نحن نحتاج أن نعي ما هو الجهاد؟ ماذا يعني الجهاد؟ وماذا يعني أن نجاهد؟ ما معنى أن نكون مجاهدين؟ كيف يكون اهتمامنا كمجاهدين؟ هذا يعتبر أول درس، وأول مدخل لهذه المواضيع بكلها، البقية تعتبر تفاصيل تحت هذا العنوان. قدم هذا التعريف في دروس المائدة الدرس الثاني والعشرين.

(الجهاد معناه: بذل الجهد في كل المجالات؛ لإقامة دين الله.) هذا التعريف عندما يستوعبه الإنسان، ثم يتحرك كمجاهد على أساسه سيكون لهذا أثره الكبير في أن يوفق الإنسان؛ لأن يكون انتماء الإنسان صحيحاً، قد يعتبر الإنسان نفسه مجاهد وليس عند الله من المجاهدين، قد تسمي نفسك مجاهد، وتعتبر نفسك مجاهد والواقع عند الله سبحانه وتعالى يختلف. قد لا يعتبرك من المجاهدين في سبيله، قد تكون فيما أنت عليه في نفسيتك في اهتمامك في تحركك بالشكل الذي يتنافى مع مفهوم الجهاد في سبيل الله، بالشكل الذي لايتطابق مع مفهوم الجهاد في سبيل الله، فالجهاد في سبيل الله يعني شيئاً، وأنت فيما أنت عليه تتجه اتجاهاً آخر.

فعندما نلحظ هذا التعريف (بذل الجهد) عبارة: (بذل الجهد) هي تتنافى مع كل حالات الكسل، والملل، والإهمال واللامبالاة. المجاهد في سبيل الله يتحرك وهو يبذل جهده، يبذل جهده، وبذل الجهد تعني: الاهتمام، تعني: أن الإنسان وهو يتحرك في أي مجال من مجالات العمل في سبيل الله وهي مجالات واسعة ومتعددة لا يتحرك بتثاقل، بتباطؤ، يتغصب تغصب. لا. يتحرك بجدية وهو يبذل الجهد بذل الجهد فوق مستوى العمل العادي فوق حتى مستوى الاهتمام العادي.

 ولهذا جاءت مفردة وكلمة جهاد. جهاد تعني:( بذل الجهد) أن الإنسان ينطلق وهو يريد أن يهتم، حتى فوق مستوى الاهتمام العادي، ويريد كيف أن يعمل على أرقى ما يمكنه من عمل، كيف يهتم على أرقى ما يمكنه من اهتمام، ولهذا كان هذا العمل في سبيل الله الجهاد في سبيل الله يعتبر عملاً عظيماً، ومشرفاً، ومقدساً، عند الله؛ ؛لأنه تحرك جاد ينطلق الإنسان فيه وهو يبذل الجهد، ويقدم أحسن ما يمكن أن يقدم، ويعمل على أقوى ما يمكن أن يعمل، إذا هذه حالة تتنافى مع حالة أن يكون الإنسان الطابع عليه السائد في توجهه هو الإهمال المهمل لا يعتبر مجاهد المهمل لا يعتبر عند الله مجاهداً ؛لأنه لا يبذل جهده, لا يبذل جهده.

حالة الإهمال، اللامبالاة، الكسل، هي كلها حالات لا تنسجم أبداً. ولا تتفق بأي حال من الأحول مع الجهاد في سبيل الله. (بذل الجهد في كل المجالات) أي ان مساحة العمل في سبيل الله هي مساحة تستغرق كل مجالات الحياة، كل مجالات الحياة، وهنا سيأتي توضيح أكثر؛ (لإقامة دين الله) هذه هي الغاية، نحن نعمل كمجاهدين في سبيل الله نعمل من أجل هدف؛ من أجل هدف؛ يتحقق هذا الهدف. هذا الهدف هو إقامة دين الله. إذا كان الإنسان يتحرك في سبيل الله ويغيب عن نفسه وعن ذهنه هذا الهدف هدف إقامة الدين نجاهد عندما نقاتل وعندما نتحرك في كل ميادين الجهاد الأخرى غير القتال.

 القتا ل هو جزء واحد من أجزاء كثيرة من مجالات متعددة؛ فإنما لهذه الغاية لتحقيق هذا الهدف. ليقوم دين الله وإذا كنا نتحرك على هذا الأساس فمعناه: لنعي جيداً الدين هو الغاية والهدف من وراء هذا الجهاد؛ كي تتحقق هذه الغاية؛ كي تعلو كلمة الله كي يقوم دينه. إذاً سيكون هناك جانب مهم يتعلق بنا نحن كمجاهدين ليست المسألة أن نتحرك لإقامة دين الله ثم لا نعمل نحن على أن نقيم الدين في أوساطنا، أن نطبق الدين نحن أن نكون نحن السابقون إلى إقامة هذا الدين، الالتزام به، السير على أساسه، ولهذا نلاحظ بقية التعريف.

لم يعد يعتبر الموقف من العدو نفسه إلا موضوعاً من مواضيع إقامة دين الله. الموقف من العدو سواء قتاله مواجهته في أي ميدان من ميادين المواجهة, المواجهة العسكرية مع العدو, المواجهة السياسية أو المواجهة الاقتصادية, المواجهة مع العدو بأي شكل من الأشكال هي جزء واحد, جزء واحد من الجهاد, ليست كل الجهاد المواجهة مع العدو هي موضوع واحد من مواضيع إقامة دين الله؛ لأنها تعتبر من الأشياء التي تضمنها دين الله  من تعاليم الله في القرآن الكريم, تعاليم تتعلق بمواجهة أعداءه، تعاليم تتعلق بمواجهة أعداءه, يكون من ضمن اهتمام المجاهدين كمجاهدين على أساس هذا المشروع الذي هو إقامة دين الله, إقامة دين الله أيضا في مواجهة العدو هذا جانب، هذا جانب،  فيدخل نفس موضوع المواجهة مع العدو، تدخل في إطار واحد موضوع واحد من مواضيع كثيرة تبقى من اهتماماتنا كمجاهدين, فبمثل ما يكون لدينا اهتمام بمسألة المواجهة مع العدو يكون لدينا اهتمام أيضا بجوانب أخرى من الدين على أساس أنها ترتبط بالجهاد، لها علاقة بمفهوم الجهاد في سبيل الله.

لم يعد يعتبر الموقف من العدو نفسه إلا موضوعاً من مواضيع إقامة دين الله الذي يبدأ من داخل الناس أنفسهم هم، يبدأ المشروع الجهادي يبدأ من داخل أنفسنا، يبدأ من داخل أنفسنا نحن، استقامتهم فيما بينهم، ألم نتحدث عن هذا سابقاً؟ لقد سبق في الدرس نفسه حديث واسع عن هذا الموضوع، القضايا الأساسية لأمة تتحرك؛ لأن تجاهد أن تقدم نفسها نموذجا فعلاً.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

(مفهوم الجهاد في سبيل الله)

القاها السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.