صمود وانتصار

على حافة الثراء المهين!

د أشرف الكبسي

لماذا تتدافع دول الخليج للسقوط في المستنقع المتسعود في اليمن..؟ هل حقاً يموت الإماراتيون دفاعاً عن شرعية هادي وأحلام تعز، وهل جاء البحرينيون والكويتيون لإنقاذ حكومة بحاح وبخور عدن، وهل ينتحر القطريون لرفع العلم الجمهوري عالياً في سماء شبه الجزيرة الملكية!

إن كانت الإجابة، نعم، فليس العقل أكثر من جنون يمتلك لسان، وليس المنطق إلا سخافة عابرة للقارات، وليست السياسة إلا بعرة تدل على حماقة البعير في درب التبانة..!

الخليجيون أثرياء بما يكفي لرفض الوقوف الطوعي العاري في مزاد النخاسة السعودي، خلافاً لفقراء (الدامعة) العربية وحقراء (الذمم) المتحدة، وهذا يُسقط فرضية الارتزاق من قائمة الدوافع الممكنة لهكذا سقوط..

هل تشعر دويلات الخليج بالتقزم الجغرافي والسياسي قياساً إلى ضخامة التورم المالي، فسعت إلى تقاسم كعكة الأرض اليمنية مع البلطجي السعودي..؟

إن كان هذا دافعها، فهي بلا شك أكثر غباء من الغباء، فاليمن ليست كعكعة بل مقبرة، هكذا يقول التاريخ، كما أن البلطجي، مهما بدا ودوداً خلال النهب المشترك، لا يحب المائدة المزدحمة بالصغار عند الاحتفال، هكذا تقول كليلة ودمنة..!

ما يزال الأمر غامضاً والدافع مستتر إلى حد كبير..

مهلاً.. صحيح أنهم أثرياء لكنهم ضعفاء، كذبابات الخريف، فهل حقاً يمتلكون ثرواتهم وقرارهم في هذا العالم المحكوم بالأقوياء وكبار البلاطجة.؟ أليس ثرائهم أكذوبة لها بريق التسوق الخانع، وأليسوا دمى تحركها قسراً تلك الأصابع الغليظة التي ترسم ملامح العالم وخرائط الدول وحدود الشعوب.!

هل يسقطون في اليمن لأنهم يريدون، أم أنهم يفعلون ما يؤمرون، وانتحارهم هذا ضريبة البقاء اللازم على حافة الثراء المهين؟

أنصتوا جيداً لهذا الصوت الهامس في أذانهم بلكنة أجنبية آمرة، جائت من خلف المحيط والهيكل البعيد: جروا مؤخراتكم الثقيلة بالنفط، وأذهبوا إلى اليمن.. أقتلوا كثيراً وموتوا قليلاً، ليحيا ربنا في السماء، ويولد شرقنا الأوسط الجديد..!