أمير سعودي منشق يفضح أسرار مملكة الرعب
الصمود / 29 / يناير
أكد الأمير السعودي المنشق خالد بن فرحان آل سعود، أنه في حالة حدوث انقلاب شعبي على العائلة الحاكمة، في ظل ما سماه سياسات التخبّط الهوجاء لولي العهد؛ فإن أعضاء العائلة يدركون أن الشعب وقتها لن يفرق بينهم وبين النافذين في العائلة الحاكمة من صانعي السياسة العامة للدولة.
ملوِّحاً إلى أن روح الانتقام ستسود عند الأمراء الذين تمت إهانتهم وسجنهم وإقالتهم من مناصبهم، وسيظهر ذلك مباشرة بعد موت الملك، مشيرا إلى أنهم سيجعلون من ولي العهد وبطانته عبرةً أمام الرأي العام السعودي والعالمي لإعادة هيبتهم وسمعتهم وأموالهم.
وأكد أن ولي عهد أبوظبي يتحكم في قرارات نظيره السعودي، كما كشف خفايا حادثة اعتقال الأمراء 11 مؤخرا. جاء ذلك في حوار خاص للأمير خالد مع صحيفة “وطن” الإليكترونية، وفيما يلي نصه:
لماذا قررتَ الانشقاق عن العائلة الحاكمة؟
لإحساسي الشخصي بمدى ظلم واستبداد النظام السياسي السعودي، خاصة في ظل تعاملهم معي في مشكلتي الشخصية، التي كشفتْ لي بوضوح مدى قمعية هذا النظام، ومدى ادعائهم ونفاقهم الديني لتحقيق مكاسبهم الشخصية، سواء السياسية أو الاقتصادية. وعدم تقبلهم نهائياً للآخر.
ما الفرق بين الأمير خالد وبين خالد المنشق؟
والدتي مصرية، ربتنا أنا وأخواتي البنات منذ نشأتنا على تناسي لقب أمير من حساباتنا والتركيز على دراستنا، لأن تعليمنا هو الذي يصنع شخصية الإنسان وليس لقبه، وأنا محق فيما أقول ولا أجمّل الصورة، فكانت حياتنا حياة عادية مثل بقية المواطنين وكانت دراستنا هي الهدف الأساسي؛ لذلك لم أشعر الآن بأي اختلاف بين اللقبين، ولكن لقب الأمير المنشق جعلتني أكثر ارتياحاً في نقد هذا النظام، الذي أنتمي له بالولادة والدم فقط وليس بالممارسة والرؤية.
كتاب مملكة الصمت
ألّفت مؤخراً كتاباً بعنوان “مملكة الصمت والاستعباد في ظل الزهايمرالسياسي”.. لماذا اخترت هذا العنوان المثير؟
لأن هذا الاسم وجدته معبراً عن محتوى الكتاب وعن رؤيتي للنظام السياسي وممارساته، وقد بيّنت عند الدعاية للكتاب في خلفيته سبب تسميته بهذا الاسم.
عن ماذا يتحدث الكتاب إجمالاً؟
حاولت طرح كتاب يفهمه العامة والمتخصصون في العلوم السياسية والمثقفون، فجاءت محاوره تتناول تاريخ المملكة والدولة السعودية الأولى ونشأة الفكر المتطرف ثم الدولة السعودية الثانية وقصص بعض الخلافات والاغتيالات بين أفراد الأسرة الحاكمة. ثم الدولة السعودية الثالثة وتتناول أحداث المملكة العربية السعودية. مع شرح مفصل للنظام السياسي وتطوره مع عدد كبير من الحقائق والأسرار. ودور المؤسسات الوطنية الحكومية في حماية حقوق الإنسان، وشرح تفصيلي لأنواع المعارضة السعودية قديماً وحديثاً.
رعب العائلة الحاكمة
هل تكشف لنا بعض التفاصيل المجهولة حول ما يحدث داخل العائلة الحاكمة الآن؟
حالة رعب وخوف شديد من المستقبل المجهول على أنفسهم وأولادهم وعائلتهم وعلى بلدهم؛ لأنهم مواطنون سعوديون كباقي المواطنين، والأغلب الأعم منهم ليس له دور ولا تأثير في صنع وممارسة السياسة العامة للدولة، ولكن في حالة حدوث انقلاب شعبي على العائلة في أي وقت، خاصة في الوقت الحالي، في ظل سياسات التخبّط الهوجاء، فإنهم يدركون تماماً أن الشعب وقتها لن يفرق بينهم وبين النافذين في العائلة الحاكمة من صانعي السياسة العامة للدولة.
قصة اعتقال الـ 11 أميراً
هل لديك تفاصيل عن حادثة اعتقال الأمراء الـ 11؟
هم أمراء شباب أغلبهم من فرع سعود الكبير وفرع آل جلوي داخل الأسرة الحاكمة، أرادوا مقابلة الملك لخوفهم على مستقبل الأسرة الحاكمة والدولة ولإبداء رفضهم لسياسات ولي العهد بصفة عامة، وخاصة في موضوع سجن الأمراء المتهمين بالفساد؛ لما يمثل ذلك من ظلم لهم ولخطورة تفكك الأسرة الحاكمة وعدم تماسكها وفقد هيبتها واحترامها، وهو الذي اعتمدت عليها الأسرة الحاكمة في الحكم، وقد رفض الملك مقابلتهم، فذهبوا لمقابلة الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أميرالرياض الذي أرسل لولي العهد يستأذنه، وجاءه الرد بالرفض، فاعتصم الأمراء أمام القصر في الرياض، طلباً لمقابلته فأصدر ولي العهد أمراً لقوات السيف الأجرب بمحاصرة الأمراء واعتقالهم، الأمر الذي حدث بالفعل وتم اعتقالهم في سجن الحائل.
انتقامُ الأمراء واردٌ
هل تعتقد أن روح الانتقام ستسود عند الأمراء الذين تمت إهانتهم وسجنهم وإقالتهم من مناصبهم، وكيف سيتعامل معهم النظام مستقبلاً؟
بالتأكيد، سيقومون بعد رحيل الملك سلمان بالانتقام الشديد من ولي العهد وبطانته حتى لو أصبح ملكاً وجعله عبرة أمام الرأي العام السعودي والعالمي لإعادة هيبتهم وسمعتهم وأموالهم، وسوف نرى أشياء عجيبة ستحدث في الساحة السعودية لم نرها من قبل، ورد فعله على ذلك سيكون رداً تقليدياً بمحاولة استعمال القوة ضدهم.
هل يسيطر ولي عهد أبوظبي على نظيره السعودى ويتحكم في قراراته؟
نعم، فكل متابع للساحة السياسية السعودية يعلم يقيناً مدى سيطرة وتحكم أبوظبي في صنع القرار السياسي السعودي، خاصة أن ولي عهد أبوظبي أصبح وبجدارة الوكيل الرسمي والمخلص للمصالح الصهيونية في المنطقة وتربطه علاقات كبيرة، خاصة سياسية وعسكرية بإسرائيل، وهو ما دفع ولي عهد السعودية ليكون تلميذا مطيعا له لإرضاء إسرائيل والولايات المتحدة لضمان تنصيبه في الحكم.
الثورة الشعبية قادمة
حسب قراءتك لمسار الأحداث بالمملكة وخارجها، هل تعتقد أن السعودية على أعتاب ثورة شعبية؟
بالتأكيد، السعودية على مشارف ثورة شعبية قادمة لا محالة، فبعد إزاحة ولي العهد المؤكدة عن الحكم، لن يكون هناك استقرار سياسي في الحكم وستتعدد أوجهه بصفة سريعة من أشخاص عديدين داخل العائلة الحاكمة، فكما أسلفت أن العائلة فقدت هيبتها ومكانتها داخل نفوس المواطنين في المملكة؛ نتيجة الاعتقالات الأخيرة لكبار النافذين في العائلة الحاكمة التي فقدت تماسكها فيما بينها كعائلة واحدة، هذان العنصران كانا عمود الارتكاز الأساسي لضمان استمرار العائلة في الحكم، لذا بعد فشل العائلة مستقبلاً في التوافق على شخص الحاكم فيما بينهم، وما سينتج عن ذلك من تدهور في الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، سوف تقوم ثورة شعبية جارفة للعائلة بكاملها.