صمود وانتصار

الحفاظ على الصلاة يساعدك على الحفاظ على حدود الله

الصمود|ثقافة قرآنية 

الصلاة هامة جداً تجد لها ذكراً متكرراً في القرآن الكريم، في مواضيع كثيرة وكأنها عبادة لها علاقة بمختلف الأشياء أي تساعد الناس على أن يحافظوا على حدود الله، تجد موضوع النكاح والطلاق، وأشياء من هذه، أليست في كلام فيما نسميه حدوداً لا يتعدونها؟ ترى الصلاة لها علاقة تقريباً بكل الأشياء، وكأن الحفاظ عليها فعلاً يساعد على أن تحافظ على حدود الله، لأن الصلاة من أهم الأشياء فيها تذكّر الله، ذكر الله وتذكّره، إذا أنت متذكّر لله يدفعك ذكره وتذكّره إلى أن تحافظ على حدوده في كل المجالات.

{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} الصلاة الوسطى يقال عنها: أنها صلاة الجمعة بالنسبة للأيام، وأنها صلاة الظهر بالنسبة لعدد الصلوات.

{وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (البقرة:238). حتى تتم الصلاة بتوجه لله هذه القضية في موضوع أن تكون العبادات، عندما تؤدي عبادة من العبادات كلها تتوجه بها [لله] لله جاءت في مختلف العبادات، قتال في سبيل الله، في الصلاة يقول لك: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} خاشعين متذللين، أي تعرف بأنك في الصلاة تؤدي عبادة تتوجه بها إلى الله، أي في مقام كما يقال: بين يدي الله، تناجي الله، وكما هو الحال بالنسبة لتشريع الله سبحانه وتعالى أنه يراعي كل الاعتبارات.

 {فَإِنْ خِفْتُمْ}. عندما تريد أن تؤدي الصلاة على ما شرعت عليه تماماً قد تؤدي إلى أنه تعرضك لخوف أي قد تؤدي بك إلى خطورة كبيرة، فصلِّ على الوضعية هذه {فإن خفتم فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً} (البقرة:238). إذا أنت خائف، وأنت في وقت الصلاة صلِّ على الحالة لا تعتبر تارك للصلاة نهائياً، يخرج وقتها وينتهي وأنت لم تصلِّ، صلِّ ولو أنت في السيارة ماشي، أو أنت في ميدان مواجهة مثلما يصلون بما يسمونها: [المسايفة] يصلي وهو يقاتل، يذكر الله، وبما تحصل من قرآن، وتسبيح، وتكبير، ويكفي.

 وما كأنها تختص، {فَإِنْ خِفْتُمْ}. بشكل عام وليس فقط فإن خفتم مثلاً وأنت في ميدان المواجهة مع عدو، مع كفار، مع يهود، مع نصارى، مع مجرمين، في سبيل الله، أعني في ميدان القتال. عندما تكون أنت خائفاً وأنت في سيارتك هناك ناس مثلاً يطاردونك يريدون أن يقتلوك ويأخذوا سيارتك وأنت ترى الوقت، وأنت بين خيارين إما أن توقف وتصلي لحقوا بك، أو أنك ماذا؟ لا تصلي نهائياً، وذهب الوقت، صل وأنت سائق وسائر {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً} لأن الله يقول: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (الحج: من الآية78). فإذا كنت خائفاً تصبح بين خيارين في واقعك، أن تؤدي الصلاة بهذا الشكل: تكبر، وتقرأ، وتركع، وتسجد إلى آخر الركعات التي تستلزم مكاناً معيناً وتأخذ وقتاً في مكان معين. أليست الصلاة وقفة؟ إذا كانت الوقفة هذه تشكل خطورة عليك صلِّ وأنت إما راجلاً أعني: تمشي، أو راكباً.

{فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} (البقرة: من الآية239). فتؤدي الصلاة بالشكل الكامل الذي شرعت عليه من قيام وركوع وسجود باعتبارها وقفة في موضع واحد.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

[الدرس العاشر من دروس رمضان صفحة [12 ـ 13] ]

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.