عملية كرتونية للتحالف في شبوة
الصمود || أقلام حرة || طالب الحسني
عملية عسكرية، أشبهُ بمغامرة كرتونية يقودُها التحالف السعودي الإماراتي في شبوة ضد القاعدة أطلق عليها اسم السيف الحاسم، يحمل الاسم جديةً في تسلية الجمهور الذي تابع طوال عامين ونصف عام مسلسل طرد التحالف للقاعدة من هذه المحافظة نفسها دون أن يدركَ تفسيراً لعودة القاعدة بعد أن أعلنت السعودية والإمارات طرْدَها لعدة مرات وإعلان استتباب الأمن وعودة الحياة، تسويقٌ مثيرٌ للريبة لجماعة عسكرية نشأتها الإمارات تحت اسم النخبة الشبوانية، يقابل هذا الاسم جماعة مسلحة أُخْـرَى تحمل مسمى النخبة الحضرمية تتضاهى هذه الجماعات مع الحزام الأمني في أبين وعدن والضالع، فكلها مكوناتٌ إماراتية الهوى، تخدم بقاءَ مصالح الشق الإماراتي من الاحتلال، في هذا الوسط تبدو ما يسمى الشرعية في كُلّ هذه المناطق مطلوبة للمطاردة، فوزيرُ النقل في حكومة الشرعية المزعومة صالح الجبواني وقع في شباك المطاردة من قبل النخبة الشبوانية ومنع من دخول محافظة الشبوة وإجراء زيارة لإلقاء نظرة على ميناء قناء التي تسيطر عليه الإمارات كواحد من عدد من الموانئ المحرمة دخولها دون ترخيص إماراتي.
عاد الجبواني غاضباً ليكشف أن كُلّ هذه المناطق تسيطر عليها القاعدة، وأضاف اسم الإمارات إلى القائمة كراعٍ وممول للجماعات المسلحة التي لا تعترف بسلطة غير سلطة أبو ظبي، لم يجد الجبواني حلاً آخرَ أَكْثَـرَ من الذهاب إلى الشق السعودي من الاحتلال لليمن ومن نكبت المحافظات الجنوبية وأدواتها وأجندتها.
هذا التطوُّرُ يترك جدلاً كبيراً في الشارع الحضرمي والشبواني وعموم المحافظات الجنوبية حول تقاسُم النفوذ وتوزيع خارطة السيطرة بين السعودية والإمارات عبر أجندات خَاصَّة، الشرعية المزعومة أضعفها، تتصرّف الإمارات كزعيمة العصابات الأَكْثَـر تطاولاً ونفوذاً، أما القاعدةُ فقد التبس الأمرُ على الجميع، إذ أنها شريكةٌ في منطقة وغريمة في منطقة أُخْـرَى، وقائدة في منطقة ثالثة، وهي هنا أقرب طرف يتقبَّلُ فكرة الحرب عليه على الرغم من الشراكة التي يعقدها مع التحالف، فطالما بقي هذا التنظيمُ شماعةً لتواجُدِ القوى الغازية والمحتلة، جزء من السيناريو عملية السيف الحاسم في شبوة.
ولله في خلقه شئون.