معروف سعد والقضية الفلسطينية
الصمود || اقلام حرة ||محمد ناجي أحمد
يعود نضال معروف سعد ضد الانتداب الفرنسي والبريطاني إلى عقد الثلاثينيات من القرن العشرين، فلقد عمل على تنظيم هجمات مسلحة ضد العصابات الصهيونية والاحتلال البريطاني في فلسطين عام 1936م، وأنشأ فرقةً عسكرية مكونة من الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين؛ للقيام بعمليات عسكرية وفدائية ضد الاحتلال البريطاني والفرنسي، وتعرّض للاعتقال من قبل الانتداب الفرنسي لأكثر من عام، في أربعينيات القرن العشرين.
جمع بين انتمائه الوطني والقومي والتزامه الاجتماعي، ليصبح اغتيالُه عام 1975م في مظاهرة احتجاجية اشترك بها –تعبيراً عن انتمائه الجدَلي الخلّاق للوطن والعروبة والعدالة الاجتماعية.
كان الانتماءُ العروبي ووضوحُ الرؤية والموقف تجاه الاستعمار والاستبداد من أبرز سمات معروف سعد.
الصراعُ الصهيوني مع العرب صراعٌ طاردٌ، كما هو شأن الصراعات في البلقان، وكما تحاول السعودية في عدوانها التأريخي أن تمارسَه عبر قرنين من الزمان ضد اليمن واليمنيين.
أسباب العدوان الصهيوني يتمثل بأطماع الصهيونية العالمية، وإصرارها على أن تستحوذ على خيرات الوطن العربي في إطار المشروع الامبريالي الغربي؛ خدمة للغرب وتحقيقاً لأساطيرهم الاستيطانية والاستحواذية.
وكذلك شأن الكيان السعودي في إصراره على الاستحواذ على اليمن إرادة وأرضاً.
لهذا فإن إزالة آثار العدوان السعودي لن يكون مجدياً ما لم تتم إزالةُ أسباب العدوان المنتجة لكل هذه الحروب طيلة قرنين.
وكذلك الشأن مع اجتثاث الكيان الصهيوني، لن يتم إلاّ بإسقاط المشروع الغربي في المنطقة، وكسر محاولته السيطرة على الهضبة الإيرانية، وآسيا الوسطى، وتطويق الصين وروسيا.
على العرب أن يتشبثوا بحقيقة واقعية، وهي أن العروبة هي التسوية التأريخية المناسبة لظروفهم ومجمل أوضاعهم؛ لأنها إعلانٌ لهُويتهم، في علاقتها الجدَلية والخلّاقة مع الإسلام الثوري، والحركات التحررية العالمية.
ولا يجوز التعامل مع العروبة على أنها حقيقةٌ بين مجموعة من حقائق في مستواها.. إنها كينونتنا الوجودية.
يعيش أدعياءُ الوطنية حياةَ السلم من مضاربات اقتصاد الحرب، ويمارسون لغة الحرب بمقايضة بين مال مشيخات الخليج ودماء اليمنيين.
يعيشون الانتماءات الضيّقة ويغلّفونها بقِشْرَة العروبة، ويزعُمُ البعضُ أن رابطتهم الإسلام وهم منغلقون في مذهب وهابي متوحش، وعصبية مناطقية مقيتة.
يزعمون عروبةً للكيانات الوظيفية في المنطقة العربية، وهي كياناتٌ تسويقية للامبريالية في المنطقة. انتماؤها على النقيض من الوجود العربي ووحدته. وهي تابعةٌ للرأسمالية العربية، والشركات متعدية الجنسية، في تكامُلٍ وظيفي مع الكيان الصهيوني.