السيد حسين الحوثي : الله سبحانه وتعالى أنعم علينا بالقرآن الكريم، أنعم علينا بموقع هام جداً من الناحية الجغرافية من ناحية الثروات الهائلة
الصمود|ثقافة قرآنية نقول نحن مثلاً: الله سبحانه وتعالى أنعم علينا بالقرآن الكريم، أنعم علينا بموقع هام جداً من الناحية الجغرافية من ناحية الثروات الهائلة التي نرقد عليها في باطن الأرض التي نحن فيها في الجزيرة العربية هذه ما ينبغي أن نكون نحن أضعف الناس، لا ينبغي أن نكون أول كافرين بهذه النعمة، نعمة على ظاهر الأرض القرآن الكريم، ونعمة في باطن الأرض الثروات الهائلة، نعمة في الموقع بكله؛ ولهذا يتسابق الآخرون عليه؛ لأنه موقع يعرفون بأن من يسيطر عليه يسيطر على العالم، الإسرائيليون الذين دولتهم ما تزال جديدة ولها فترة قصيرة عندهم طموح أن يهيمنوا على المنطقة هذه، لأنهم يعتقدون أن الهيمنة على المنطقة هذه يعني هيمنة على العالم بكله وهذه حقيقة باعتبار موقعه باعتبار ثرواته الهائلة.
تجد الكلام مع بني إسرائيل هنا هو كلام أن يتوجهوا عملياً أعني: ينتقلون إلى مرحلة، أليست هكذا؟ مما هم عليه إلى مرحلة جديدة هي: الإيمان بالقرآن الكريم، والإيمان برسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) والإنطلاقة مع النبي ومع المسلمين، أليست هذه نقلة عملية؟ تجد عادة النقلات هذه يكون هناك ما يحيط بالناس عادة، أعني: في أي وضعية أشياء كثيرة تكون محط أن يرهب أو يتقي منها، أعني: أشياء تخيف أو ترهب أشياء من هذه، هنا تأتي العبارة بأنه لا ترهبوا أحداً غيري {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} لا تفكروا في اتقاء أحدٍ غيري {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} بمعنى ماذا؟ أنه في حالة كهذه تكون مسئولية كبيرة وعقوبة التفريط كبيرة، إذا أنت تفكر ترهب أو تخاف من أي شيء. لا، أنت في وضعية يجب أن تفكر في أن أعظم خطورة عليك هو: ما يأتي من جانب الله {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}، {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} قضية نقلات، مثلما نقول: نحن في وضعية المفروض أن الناس فيها يتوجهون توجهاً جديداً إلى أن يستشعروا مسئوليتهم من خلال القرآن الكريم، أليست دروساً لنفس الحالة؟.
إذاً افهم القضية على هذا النحو: أنت في مرحلة خطيرة جداً جداً عليك، من جانب من؟ الله؛ فيجب أن تفهم بأن عليك ألا تفكر إلا في أن تتقي ما يمكن أن يأتي من جهة الله، وألا ترهب إلا الله. هذه أليس الناس فيها؟ نحن فيها حقيقة. أعني: فعملياً نركز على هذه: عندما تكون تتحدث مع الناس يجب أن تفهم أو يكون عندك تقديرات عن الأشياء التي هي تشكل عوائق داخلية عند الناس، يخافون من كذا، خائف على كذا، يخشى كذا، هذه تحاول تبرزها إلى السطح، قل: الإنسان قد يخاف على كذا أو كذا، لكن يجب أن يفهم بأن القضية الخطيرة عليه هي ـ عندما يفرط ـ ما يحصل عليه من جهة الله.
لا تكتف بالتذكير هكذا، دون أن تحسب حساب ما في أعماق نفوس الناس. هذه الآية تراها تناولت الأعماق، ألم تتناول الأعماق؟ أعماق نفسياتهم عندما يقول: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} عندما يقول: {وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} (البقرة: من الآية41) وعندما يقول: {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} والتوجيه بما يعين الناس، قدم للناس الشيء الذي يشكل عوناً لهم في المسألة، الله سبحانه وتعالى وجهنا في القرآن الكريم في سورة نقرأها دائماً: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (الفاتحة:5) كل الناس الإنسان مهما كان هو بحاجة إلى أن يستعين بالله ليست المسألة أنه أنت فقط فتتصور أنك سوف تتحمل جبالاً عليك ليس الأمر كذلك حتى محمد (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) يستعين بالله دائماً المؤمنون المخلصون أولياء الله الذين هم على مستوى عالي كلهم عندهم هذه القضية ثابتة: الإستعانة الدائمة بالله، الإستعانة بالله سبحانه وتعالى هي أيضاً ما يزال فيها علاقة بمعرفة الله هو، بمعرفته هو.
هنا عندما تعرف؛ لأنه من خلال القرآن الكريم يقدم لك المسألة بأنه هو مدبر شئون السماوات والأرض، وأنه إليه يرجع الأمر كله، وأن إليه عاقبة الأمور، معنى هذا لا تتصور بأنك أنت ومن معك الناس الذين أنت معهم أنكم ستحملون الجبال، وتغيرون مجرى العالم هذا، وتغيرون أنتم بأنفسكم، أنتم شغالين في جانب والباري هو مشتغل ويعمل ـ إذا صحت العبارة ـ يعمل كثيراً، يعمل كثيراً من الأشياء التي لا تخطر في بالك، ولا تصل إليها قدراتك، لا الذهنية ولا المادية، هو المدبر، هو المغير، هو يصنع المتغيرات، وضرب أمثلة كثيرة في القرآن على هذا.
إذاً عندما نفهم هذا نحن، ونُفَهِّم الناس قضية ينطلق الناس فيها ويرون بأنه مطلوب مني أن أكون جندياً من جنود مدبر شئون السماوات والأرض، أتحرك، هو يؤيد، وينصر في حركتك المباشرة، ويعمل أشياء كثيرة من هناك. مثلما قلنا بأنه ورسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم)في مكة معه مجموعة مسلمين مستضعفين يعذبونهم، وناس يحتاجون يهربونهم إلى الحبشة لاجئين، أليس هو هناك يدبر ما بين فارس والروم؟ عندما يكون الناس يرون أنفسهم في وضعية تبدو أنهم مستضعفون فيها وفي حالة شدة وكذا، هم لا يعرفون ماذا يعمل الباري في مجالات أخرى في الساحة العالمية هذه، ذلك الذي يصيح وفوقه حجر في الشمس قد يأتي للواحد يأس، يأس يحصل عنده بنسبة ألف في المائة أن هذه حركة يمكن أن تنهض، ويأتي في يوم من الأيام ويكون الناس هؤلاء هم ولاة في بلاد فارس والروم وغيرها، لا، هذا في حرارة الشمس والله يدبر هناك، يغير أشياء كثيرة لا يستطيع المسلمون أن يغيروها لو يقفون كلهم في الشمس، هو يغير هناك.
هذه تعطي الناس دفعة، أعني: تفهم الإستعانة بالله، والإلتجاء إليه، وتفهم أيضاً أنه مدبر شئون السماوات والأرض، تستعين بأشياء يقدمها هو في ممارساتك: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} (البقرة: من الآية45) لاحظ كيف جعل الصبر وسيلة عملية للوصول إلى النتائج المهمة والنتائج الجيدة، واستعينوا بالصبر، واستعينوا بالصلاة، الصلاة؛ لأنها تجعلك دائم الإرتباط بالله سبحانه وتعالى، ودائم التذكر لله والذكر لله.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
[الدرس الرابع من دروس رمضان]
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ: 4 رمضان 1424هـ
الموافق:28/ 10/2003م
اليمن ـ صعدة.